أقرت الحكومة البريطانية، الأربعاء 1 مايو/أيار 2024، ببدء احتجاز طالبي اللجوء لترحيلهم إلى رواندا، خلال فترة تتراوح بين 9 إلى 11 أسبوعاً، في خطوة تضع الأساس لسياسة الهجرة التي يتبناها رئيس الوزراء ريشي سوناك، وأثارت جدلاً بالبلاد.
وفقاً لبيان صادر عن الحكومة البريطانية، فإن عمليات الاحتجاز لطالبي اللجوء على مستوى البلاد بدأت هذا الأسبوع، ومن المقرر تنفيذ المزيد من الأنشطة خلال الأسابيع الـ11 المقبلة، قبل رحلات جوية باتجاه واحد إلى شرق أفريقيا، بحسب صحيفة الغارديان.
كانت صحيفة الغارديان، قد كشفت الأحد الماضي، أن الاعتقالات ستبدأ يوم الإثنين، وقد تم احتجاز العديد من طالبي اللجوء الذين حضروا في مواعيد روتينية بوزارة الداخلية باليوم ذاته، وتم إخبارهم بأنه سيتم إرسالهم إلى رواندا.
الصحيفة البريطانية، علمت أن هناك عشرات من الاعتقالات في جميع أنحاء المملكة المتحدة، في مدن من بينها غلاسكو وليفربول وبرمنغهام وبريستل.
في أبريل/نيسان الماضي، وافق البرلمان على قانون يسهل ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا في حال وصولهم إلى بريطانيا دون تصاريح، ويريد سوناك أن تنطلق أولى الرحلات الجوية في يوليو/تموز 2024، بحسب وكالة رويترز.
وزارة الداخلية تؤكد البدء بعمليات احتجاز طالبي اللجوء
وزير الداخلية جيمس كليفرلي في بيان صدر عنه الأربعاء، قال: "تعمل فرق إنفاذ القانون بوتيرة سريعة لاحتجاز الأشخاص الذين لا يحق لهم الإقامة هنا بهدف بدء رحلات الترحيل الجوية".
وزارة الداخلية زعمت أنها قامت بزيادة سعة أماكن الاحتجاز إلى أكثر من 2200 مكان، وقالت أيضاً إنه تم وضع المطار على أهبة الاستعداد.
فيما أصدرت وزارة الخارجية البريطانية اليوم الأربعاء صوراً تظهر مسؤولي إنفاذ قوانين الهجرة وهم يضعون شخصاً في شاحنة وآخر يخرج من منزله مكبل اليدين.
حراك من النقابات المعنية بحقوق الإنسان
إلى ذلك، فمن المتوقع أن تقدم الجمعيات الخيرية والنقابات المعنية بحقوق الإنسان التي تعارض هذه السياسة طعوناً قانونية جديدة لمنع إقلاع الرحلات الجوية بعد أن أعلنت المحكمة العليا في بريطانيا العام الماضي أن هذه السياسة تخالف القانون.
فيما قال أنور سولومون، الرئيس التنفيذي لمجلس اللاجئين: "إن تحرك الحكومة لاحتجاز الأشخاص يسبب الخوف والضيق والقلق الشديد بين الرجال والنساء والأطفال الذين فروا من الحرب والاضطهاد للوصول إلى الأمان في المملكة المتحدة".
حيث أضاف: "لقد ظل الأطفال يرسلون رسائل إلى موظفينا مذعورين من أن وضعهم المتنازع عليه، سيعرضهم لخطر الترحيل إلى رواندا".
من جانبها، قالت ناتاشا تسانغاريدس، المسؤولة في منظمة "التحرر من التعذيب" الخيرية إن "الناس خائفون للغاية"، وأضافت أن خوف المهاجرين من الاعتقال والترحيل إلى رواندا قد يدفعهم إلى العيش في الخفاء وقطع اتصالهم بالنظام الداعم لهم.