لا يزال التوتر سائداً في الجامعات الأمريكية التي تشهد تظاهرات متزايدة ضد الحرب على غزة، بل امتد التوتر أيضاً لإحدى الجامعات في باريس التي شهدت عنفاً ضد طلابها، وذلك تزامناً مع انطلاق أسبوع "طوفان الجامعة" الذي يتضمن فعاليات طلابية في تونس دعماً لفلسطين.
توتر في كولومبيا
ففي نيويورك، أعلنت رئيسة جامعة كولومبيا، نعمت شفيق، الإثنين 29 أبريل/نيسان 2024، فشل المفاوضات مع الطلاب المعتصمين في حرم الجامعة دعماً لغزة التي تتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ أشهر، وأنه لن يتم سحب الاستثمارات الإسرائيلية.
وفي رسالة لطلاب وأساتذة الجامعة المعتصمين، نشرت عبر الموقع الرسمي للجامعة، إن "حقوق مجموعة في التعبير عن آرائها لا تأتي على حساب حق مجموعة أخرى في التحدث والتدريس والتعلم".
شفيق أضافت: "تجبرنا قيمنا وواجباتنا بموجب قوانين الحقوق المدنية، على إدانة الكراهية وحماية كل فرد في مجتمعنا من المضايقة والتمييز"، مضيفةً أن "اللغة والأفعال المعادية للسامية غير مقبولة، والدعوات إلى العنف هي ببساطة بغيضة"، وفق ادعائها.
وفي رسالتها أيضاً، بالغت شفيق في التودد والتعبير عن التعاطف مع الأفراد اليهود في مجتمع الجامعة من مدرّسين وطلاب، والذين -بحسب قولها- تأذوا من هذه الاعتصامات، سواء على صعيد إعاقة حقهم في التعلّم أو حرمانهم من الراحة بسبب الحراك "الصاخب"، وفق تعبيرها.
وختمت رسالتها بالقول: "نحث المعتصمين في المخيم على التفرق طوعاً، ونحن نتشاور مع مجموعة أوسع في مجتمع الجامعة لإيجاد خيارات بديلة لإنهاء الأزمة في أقرب وقت ممكن".
والسبت الماضي، شهدت جامعة كولومبيا التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات الطلابية، انطلاق مفاوضات بين الطلاب وإدارة الجامعة بشأن المظاهرات المقامة داخل الحرم الجامعي، ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات الطلاب، توسعت حالة الغضب لتمتد المظاهرات إلى عشرات الجامعات بمختلف ربوع الولايات المتحدة.
فضّ مظاهرة طلابية
أما في فرنسا فقد شهدت العاصمة الفرنسية باريس، الإثنين، مظاهرة مناصرة لفلسطين أمام جامعة السوربون، حيث رفع المتظاهرون علماً ضخماً لفلسطين أمام الجامعة.
كما أطلق المتظاهرون هتافات مؤيدة لفلسطين بعد إطلاقهم احتجاجاً عبر الجلوس أمام مبنى الجامعة. ونددوا كذلك بالهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.
وبحسب وكالة الأناضول فقد قامت إن الشرطة الفرنسية بفضّ الاعتصام الطلابي بجامعة السوربون.
"طوفان الجامعة"
وعربياً، بدأ طلاب جامعيون في تونس، الإثنين، فعاليات احتجاجية تستمر لمدة أسبوع، دعماً لحقوق الشعب الفلسطيني، تحت شعار "طوفان الجامعة".
الاتحاد العام التونسي للطلبة (أكبر منظمة طلابية تونسية) دعا إلى أسبوع "طوفان الجامعة"، واستهله بإضراب عام شامل الإثنين في الجامعات التونسية ووقفات احتجاجية في مدن جامعية (مبيت للطلاب).
وأمام المسرح البلدي بتونس العاصمة، رفع طلاب محتجون الإثنين شعارات منها: "السرايا والقسام.. لا تخلي الصهيوني ينام"، و"فلسطين أمانة والتطبيع خيانة"، و"الفرنسيين والأمريكان شركاء في العدوان"، و"غزة غزة رمز العزة".
وعلى هامش هذه الوقفة الاحتجاجية، قال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للطلبة وسيم بن مسعود للأناضول: "دعونا إلى إضراب عام شامل داخل المؤسسات الجامعية الإثنين".
وأوضح أن الإضراب يمثل "انطلاق أسبوع كامل من الوقفات الاحتجاجية والتظاهرات والحملات داخل المؤسسات والمبيتات الجامعية".
وتابع: "اليوم جئنا مساندةً للقضية العادلة، وبوصلتنا الأولى القضية الفلسطينية، دعماً للمقاومة وتنديداً بالخذلان العربي والعدوان العالمي على غزة والمقاومة في فلسطين".
وأردف ابن مسعود: "نطالب وزارة التعليم العالي بتخليد ذكرى 7 أكتوبر، بتسمية مدرج في كل مؤسسة جامعية باسم غزة، ونطالب بالمنحة الاستثنائية للطلبة الفلسطينيين الذين يدرسون في تونس".
كما دعا رؤساء الجامعات إلى "التنديد بالقمع الذي يتعرض له الطلبة في الولايات المتحدة وفرنسا.. نستجيب لكل التحركات الطلابية في العالم، والحراك الطلابي التونسي بدأ منذ 7 أكتوبر".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً على غزة، خلفت أكثر من 112 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة ودماراً هائلاً، وفق بيانات فلسطينية وأممية.