دوّت صفارات الإنذار في سديروت وإيفيم ونير عام بالأراضي المحتلة في غلاف قطاع غزة الشمالي، الثلاثاء 23 أبريل/نيسان 2024، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الاحتلال اعترض 4 صواريخ في سماء سديروت دون إصابات.
من جانبها، نشرت القناة 12 العبرية فيديو يظهر اشتعال النيران في مستودع نتيجة إصابته بشظايا أحد هذه الصواريخ، وعلقت على الفيديو: "اشتعال النيران في مستودع بسديروت، على ما يبدو بسبب شظايا صاروخ تم اعتراضه".
تزامن ذلك مع تكثيف قصف جوي شنته طائرات الاحتلال الإسرائيلي على مناطق عدة وسط قطاع غزة الذي يتعرض لحرب متواصلة منذ أكثر من 6 شهور.
وشنت طائرات الاحتلال غارات على شارع في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، في حين قصفت مدفعية الاحتلال بشكل متواصل ومكثف منطقة بيت لاهيا.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الثلاثاء، إنه في اليوم الـ200 للحرب، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي "3 مجازر ضد عائلات وصل منها إلى المستشفيات 32 شهيداً و59 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية".
في الوقت ذاته، أعلنت الوزارة أن عدد الشهداء منذ بداية الحرب ارتفع إلى 34 ألفاً و183 فلسطينياً، بينما ارتفعت حصيلة الإصابات إلى 77 ألفاً و143، جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع.
قصف إسرائيلي عنيف
ومنذ فجر الثلاثاء يشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفاً عنيفاً على مناطق متفرقة بقطاع غزة بالتزامن مع توغل آلياته في بلدة بيت حانون، بينما تقصف المدفعية الإسرائيلية بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا وشرقي بلدة جباليا، شمالي قطاع غزة بشكل عنيف، ما أسفر عن حركة نزوح كبيرة من هذه المناطق إلى مخيم جباليا (شمال).
ونقلت "الأناضول" عن شهود عيان أن القصف المدفعي استهدف شارع "الشيماء" في بلدة بيت لاهيا، ومناطق بمحيط مركز لإيواء النازحين في بلدة بيت حانون، إضافة لأراض زراعية ومنازل شرق جباليا.
ووفق مصادر طبية، فإن عدداً من النازحين بينهم أطفال ونساء أصيبوا بجراح جراء إطلاق طائرات مسيرة إسرائيلية النار تجاههم خلال تواجدهم في مركز للإيواء بمنطقة شارع "زمو" في بيت حانون.
بالتزامن مع ذلك، يسمع صوت اشتباكات عنيفة تندلع منذ مساء الإثنين وحتى الساعة 8:00 (ت.غ) بين قوات إسرائيلية متوغلة في بلدة بيت حانون وعناصر المقاومة الفلسطينية.
اشتباكات ساخنة في بيت حانون
ومساء الإثنين، أعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، في بيانات متتالية، أن مقاتليها في بيت حانون "تمكنوا من قنص جندي إسرائيلي" و"استهداف جرافة عسكرية للاحتلال من نوع D9 بقذيفة الياسين 105″ و"دك تجمع لقوات الاحتلال المتوغلة بقذائف الهاون".
وتعد منطقة بيت حانون التي تتصاعد فيها الاشتباكات بصورة خاصة خلال الساعات الأخيرة، أولى مناطق تغول جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى غزة، عندما بدأ حربه على القطاع قبل نحو 7 أشهر.
وتشهد إسرائيل انتقادات داخلية متفاقمة واتهامات بالإخفاق في تحقيق أهداف الحرب على غزة، في ظل مواصلة الفصائل الفلسطينية إطلاق صواريخ على المستوطنات الإسرائيلية وسقوط قتلى ومصابين من الجيش، وعدم قدرة تل أبيب على إعادة أسراها من القطاع.
وفي مدينة غزة، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات عنيفة وحزام ناري في "شارع 10" بحي الزيتون، جنوب شرق مدينة غزة، ما أسفر عن دمار هائل في المنطقة، وفق شهود عيان.
وقصفت الطائرات الإسرائيلية بناية سكنية قرب مفترق "السرايا" وسط مدينة غزة، وعدداً من المنازل في شارع "الصحابة" وحي الدرج شمال شرق المدينة، كما ذكرت مصادر محلية لمراسل الأناضول.
وشن الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية عنيفة على مناطق المغراقة ومدينة الزهراء شمال مخيم النصيرات وسط القطاع، ووفق مصادر طبية فلسطينية بمستشفى "شهداء الأقصى" بمدينة دير البلح، فإن قتلى وجرحى سقطوا في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في منطقة "بلوك 1" بمخيم البريج وسط القطاع.
ومع ساعات الفجر، أطلقت الآليات العسكرية الإسرائيلية النار وقذائفها المدفعية بشكل كثيف تجاه مناطق شرق مخيمي البريج والمغازي.
إصابة جنود إسرائيليين
ومساء الإثنين، أعلن جيش الاحتلال عبر موقعه الإلكتروني إصابة 8 من جنوده في معارك بغزة خلال الساعات الـ24 الماضية، وأوضح أن عدد جنوده المصابين منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ارتفع إلى 3294، بينهم 1583 أُصيبوا منذ بدء العملية البرية في 27 من الشهر ذاته.
فيما بلغ عدد قتلاه خلال هذه الحرب إلى 605، منهم 260 منذ بدء العملية البرية، حسب المصدر ذاته.
وتتزامن الاشتباكات شمال القطاع مع إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي، الإثنين، بدء عملية عسكرية في الممر الذي أقامه وسط قطاع غزة ويفصل شماله عن جنوبه.
يأتي ذلك بالتزامن مع مرور 200 يوم على شن الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة بدعم أمريكي، خلفت نحو 112 ألفاً بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة ودماراً هائلاً، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي حربه المدمرة على غزة رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فورا، ورغم مثوله أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية.