شهد الجيش الإسرائيلي، الإثنين 22 أبريل/نيسان 2024، أول استقالة لأبرز مسؤول رفيع، بسبب الإخفاق في التصدي لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي نفذته المقاومة الفلسطينية بغزة، وأطلقت عليه "طوفان الأقصى".
وأبلغ رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، أهارون هاليفا، رئيس أركان الجيش، هيرتسي هاليفي، بأنه سيستقيل من منصبه في أعقاب مسؤوليته عن الإخفاق الأمني بعدم توقع هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
فيما قرر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بمصادقة وزير الحرب يوآف غالانت، أن ينهي هاليفا مهام منصبه والتسريح من الجيش بعد تعيين خلف له.
رسالة من رئيس شعبة الاستخبارات المستقيل
هاليفا قال في رسالته التي وجهها إلى رئيس الأركان: "إلى جانب السلطة، تأتي مسؤولية ثقيلة، شعبة الاستخبارات تحت قيادتي لم ترقَ إلى مستوى مهمّتها".
وأضاف: "حملت ذلك اليوم الأسود بكل شجاعة، منذ ذلك الحين، ليلاً ونهاراً، سأحمل معي إلى الأبد آلام الحرب الرهيبة"، وفق المصدر ذاته.
رئيس شعبة الاستخبارات المستقيل أكد في بداية الحرب أنه يتحمل مسؤولية إخفاق 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقال إنه "لم نلتزم بمهمتنا الأكثر أهمية، وكرئيس أمان أتحمل المسؤولية الكاملة عن الإخفاق".
هاليفا كتب أيضاً أنه يجب التحقيق في الإخفاقات التي أدت إلى الهجوم المفاجئ، قائلاً: "أنا مقتنع من أجل دولة إسرائيل وشعبها والأجيال القادمة، أنه من الصواب أن يتم ذلك".
وأضاف رئيس شعبة الاستخبارات المستقيل أنه "في جميع زياراتي لوحدات أمان في الأيام الأخيرة، كررت وشددت على أن الحرب بدأت بإخفاق استخباراتي، وأمان تحت قيادتي فشلت في تزويد التحذير من الهجوم الإرهابي الذي نفذته حماس، وسنحقق بما يستدعي التحقيق به بشكل عميق وثاقب للغاية وسنستخلص الدروس".
في 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه في ليلة "عيد فرح التوراة المصيرية" بين يومي الجمعة 6 أكتوبر/تشرين الأول، والسبت 7 أكتوبر/تشرين الأول. تلقت الأجهزة الأمنية "إشارات ضعيفة" تُفيد بحدوث شيءٍ ما على الحدود مع غزة.
وقد كان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) اللواء أهارون هاليفا يقضي عطلته مع عائلته وأطفاله في إيلات.
حيث إنه في تمام الساعة 03:00 صباحاً، اتصل مساعد هاليفا باللواء لإطلاعه على معلومات وصلت من ضابطة مخابرات في القيادة الجنوبية، والتي أفادت بأن حماس ربما تخطط لعملية استباقية -ولكن ليس بحجم الهجوم الذي جرى.
وجاءت تلك المؤشرات مُرفقةً بـ"إشارات مطمئنة" أيضاً، وكان الاستنتاج يُفيد بضرورة إطلاع هاليفا على كل التطورات.
لكن قيادة الجيش، آنذاك، كانت قد قررت التشاور على مستوى رفيع للغاية بمشاركة رئيس الأركان الفريق هرتسي هاليفي، ورئيس شعبة العمليات اللواء عوديد باسيوك، وقائد القيادة الجنوبية اللواء يارون فينكلمان، الذي كان يقضي عطلته في هضبة الجولان أيضاً.
ولم يشارك في تلك المشاورات هاليفا ولا العميد عميت ساعر، رئيس قسم الأبحاث بشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) الذي يُعد خبيراً في شؤون غزة. كما لم يشارك في المشاورات كذلك قائد القوات الجوية، الذي له دور رئيسي في التحضير لهجومٍ بهذا الحجم، حسب ما نشرته هذه الصحيفة في 15 من أكتوبر/تشرين الأول.
كما كانت شعبة الاستخبارات قد أجرت تقييمات أكدت فيها مراراً الادعاء بأن حماس مرتدعة، وتكشف التقارير أن هاليفا زار الوحدة 8200 قبل ثلاثة أيام من الحرب في منتصف "عيد العرش"، وزعم شخص أنه أخطره بقلقه حيال شن حماس لهجوم على المستوطنات.