أشار وزير الخارجية الإيراني، في مقابلة مع شبكة NBC الأمريكية، ونقلتها وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء، يوم السبت 20 أبريل/نيسان 2024، إلى رد إيران على الكيان الإسرائيلي، وقال: "كان بإمكاننا ضرب حيفا وتل أبيب، واستهداف جميع الموانئ الاقتصادية للكيان الإسرائيلي، لكن خطنا الأحمر كان المدنيين".
أمير عبد اللهيان قال في هذه المقابلة، رداً على سؤال حول أفضلية التعامل والتفاوض مع ترامب أو بايدن، إن الانتخابات الأمريكية متعلقة بالشعب الأمريكي وحده، فهو من يختار وفقاً لوجهات نظره، وطبعاً سيتم احترام ذلك.
وزير خارجية إيران يتحدث عن هجوم إسرائيل
عبد اللهيان أضاف، أما بالنسبة لإيران فهناك مبادئ معروفة في سياستها الخارجية، وإنه لا فرق بين الديمقراطيين والجمهوريين، وإنما الفارق الحقيقي يكمن في أسلوب وتعامل الإدارة الأمريكية، وعليه يمكن لإيران أن تحكم على ما إذا كان أسلوب أمريكا يعتمد على عدم التدخل واحترام الشعب الإيراني واحترام سيادة إيران ووحدة أراضيها.
وتابع أن الواقع يشير إلى أن أساليب بايدن وترامب قد تكون مختلفة في تطبيق السياسة الخارجية، لكن خلال فترة رئاسة بايدن، "لم نشهد أي تقدم ملموس في القضايا المطروحة على الطاولة بين إيران والولايات المتحدة"، بما في ذلك قضية خطة العمل المشترك الشاملة (JCPOA)، مضيفاً أن إيران أظهرت الكثير من حسن النية في هذا الصدد، لكن بايدن واصل سياسة العقوبات القصوى التي فرضها ترامب بطريقة مختلفة.
قال كذلك: "لذلك فإن حكمنا ليس على أساس ما هو الحزب الذي سيحكم في أمريكا، ومن هو الشخص الذي سيكون الرئيس، إنما حكمنا يستند إلى أسلوب وتعامل إدارة البيت الأبيض، وإذا تم التعامل مع إيران وشعبها باحترام، سيكون ردنا متبادلاً ومحترماً".
ورداً على سؤال حول إسقاط مسيرات صغيرة فوق أصفهان ومزاعم الهجوم الإسرائيلي على إيران، قال أمير عبد اللهيان إن الادعاءات الواردة في وسائل الإعلام ليست دقيقة بناءً على "المعلومات المتوفرة لدينا، بل إن الكيان الصهيوني يسعى لخلق انتصار من هزيمته المتكررة"، مضيفاً أنه إذا "اتخذ الكيان الصهيوني أي إجراء ضد إيران وثبت أنه صحيح بالنسبة لنا، سيكون فورياً وحاسماً وعلى أقصى مستوى، وسيجعله يندم على فعلته".
وتابع أن ما حدث في أصفهان لم يكن هجوماً، إنما كان بمثابة تحليق طائرتين أو ثلاثة في سماء أصفهان تشبه الألعاب التي يستخدمها أطفال إيران، وتم استهداف هذه الطائرات وإسقاطها من قبل الدفاعات الجوية الإيرانية اليقظة، والتي هي دائماً على أهبة الاستعداد".
وعن القلق من وقوع حرب كارثية بين إيران والكيان الصهيوني، أشار أمير عبد اللهيان إلى أنه ومنذ اندلاع حرب غزة أعلنت إيران مراراً وتكراراً عدم ترحابها أبداً بتطور الحرب والتوتر في المنطقة، مؤكداً على أن إيران تقف في الجانب الإيجابي من التطورات الإقليمية، سواء في الحرب ضد الإرهاب في السنوات الأخيرة أم في الجهود المبذولة لوقف الحرب في غزة وإعادة الأمن والهدوء إلى المنطقة من ساحل البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأحمر.
الرد العقابي الإيراني
تابع في هذا السياق موضحاً أن الرد العقابي الإيراني كان وفقاً للقوانين الدولية في إطار الدفاع المشروع عبر استهداف القواعد العسكرية التي تم منها الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق. وعليه وفور انتهاء هذه العملية الناجحة تم إبلاغ الإدارة الأمريكية أنه لا نية لإيران في مواصلة العملية ضد الكيان الصهيوني.
وعلاوة على ذلك "طلبنا مراراً وتكراراً من أمريكا أن تنصح الكيان الصهيوني بعدم توسيع نطاق الحرب، وهذا ما يعتمده نتنياهو لبقائه وحكومته في الحكم".
وأضاف أنه إذا ما أراد الكيان الصهيوني مواصلة مغامراته ضد المصالح الإيرانية فسيواجه برد مختلف عن عملية "الوعد الصادق" المحدودة، مضيفاً أن وسائل الإعلام الداعمة للكيان الصهيوني أثارت ضجة حول حادثة أصفهان، مدعية أن هذا الكيان قد استهدف قاعدة جوية في مدينة أصفهان، وإنما الواقع كان إسقاط الدفاعات الجوية الإيرانية لمسيرات صغيرة ربما كانت تقوم بالتجسس وجمع الصور والمعلومات، ولم يثبت أن لها صلة بالكيان الصهيوني، ولم يتحمل أحد مسؤولية هذا الأمر.
دعوات لضبط النفس
كانت دول عربية، قد دعت الجمعة، إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد بالمنطقة، وإنهاء الانتقام المتبادل بين إسرائيل وإيران. جاء ذلك في بيانات رسمية منفصلة صادرة عن الإمارات وسلطنة عمان ومصر والأردن، والعراق، عقب هجوم منسوب لإسرائيل استهدف إيران فجر الجمعة.
وقالت وسائل إعلام أمريكية، منها "سي إن إن"، فجر الجمعة، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، إن تل أبيب وجهت ضربة لإيران رداً على هجومها قبل أيام.
وبينما أكد إعلام إيراني، منه التلفزيون الرسمي، تعرض البلاد لهجمات بطائرات مسيرة تم إسقاطها في سماء أصفهان وسط البلاد، قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية إن إسرائيل هاجمت بصواريخ أطلقت من طائرة "أصولاً" للقوات الجوية الإيرانية في المدينة.
يذكر أنه في 13 أبريل/نيسان 2024 أطلقت إيران نحو 350 صاروخاً وطائرة مسيرة، في أول هجوم تشنه مباشرة من أراضيها على إسرائيل، رداً على هجوم صاروخي استهدف القسم القنصلي بسفارة طهران لدى دمشق، مطلع الشهر نفسه.
وتتهم طهران تل أبيب بشن الهجوم الصاروخي، ما أسفر عن مقتل 7 من عناصر الحرس الثوري الإيراني، بينهم الجنرال محمد رضا زاهدي.ولم تعترف تل أبيب أو تنفِ رسمياً مسؤوليتها عن هجوم دمشق، وتعتبر كل من إيران وإسرائيل الدولة الأخرى العدو الأول لها، وبينهما عقود من العداء واتهامات بشن هجمات متبادلة.