“الوقت حان لتصحيح الخطأ”.. إحدى دول منطقة الكاريبي تعلن اعترافها بدولة فلسطين

عربي بوست
تم النشر: 2024/04/20 الساعة 09:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/04/20 الساعة 09:04 بتوقيت غرينتش
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس / رويترز

قررت حكومة باربادوس، إحدى دول منطقة الكاريبي الاعتراف بدولة فلسطين، وقالت وزيرة خارجية باربادوس كيري سيموندز في بيان، السبت 20 أبريل/نيسان 2024، إنهم قرروا الاعتراف بدولة فلسطين. وتساءل سيموندز: "كيف يمكننا أن نقول إننا نريد حل الدولتين دون الاعتراف بدولة فلسطين؟".

وأشار إلى أن قرار الاعتراف بفلسطين لن يؤثر على علاقات باربادوس مع إسرائيل. ولفت سيموندز إلى أن بلاده دعت دائماً إلى حل الدولتين في فلسطين في الأمم المتحدة.

وانتقد سيموندز عدم اعتراف بلاده بدولة فلسطين حتى الآن، وأكد أن الوقت حان لتصحيح هذا "الخطأ".

مساعٍ إسبانية للاعتراف بدولة فلسطين

يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أنهم سيتخذون خطوة نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية. جاء ذلك في مؤتمر صحفي مع نظيره البرتغالي لويس مونتيغرو عقب لقائهما في مدريد، في وقت سابق من أبريل/نيسان 2024.

خريطة فلسطين 48

ويقوم مونتيغرو، زعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي البرتغالي والتحالف الديمقراطي، الذي شكل حكومة الأقلية اليمينية بعد الانتخابات العامة المبكرة في البرتغال في 10 مارس/آذار، بأول زيارة رسمية له إلى إسبانيا كرئيس للوزراء.

وقال رئيس الوزراء الإسباني سانشيز: "لا بد من الاعتراف بالدولة الفلسطينية. سننتظر الأسبوع المقبل ونتخذ خطوة بعد جلسات التصويت في الأمم المتحدة".

وأشار إلى أن المجتمع الدولي تأخر كثيراً حتى الآن فيما يتعلق بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وتابع: "إذا كنت لا تقبل بوجود فلسطين، فلا يمكنك الاعتراف بها. إن موقف إسبانيا واضح للغاية. وسوف ندعم أيضاً العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة". وأردف أن "الاعتراف بفلسطين هو وحده الذي يمكن أن يضمن التعايش السلمي ويوقف دوامة العنف".

ومضى قائلاً: "نحن نتحدث عن هذا الأمر مع مختلف دول الاتحاد الأوروبي وخارج الاتحاد، وسوف تتخذ إسبانيا هذه الخطوة مهما حدث لأننا نعتقد أنها صحيحة".

دعم عضوية فلسطين في الأمم المتحدة

بدوره أبدى رئيس الحكومة البرتغالية موقفاً متحفظاً، وقال إنها تدعم العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة، لكنها لن تذهب أبعد مثل بعض الدول الأخرى للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وأعلنت رئاسة مجلس الأمن الدولي، عدم التوصل إلى توافق بشأن المبادرة الفلسطينية للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، رغم تأييد ثلثي أعضاء اللجنة المعنية بقبول أعضاء جدد بالمجلس.

ورغم ذلك يمكن لأي دولة عضو في المجلس أن تطرح للتصويت قراراً بشأن مبادرة الانضمام هذه.

استياء عربي 

في حين أعربت دول عربية، الجمعة، عن استيائها من الفيتو الأمريكي ضد العضوية الكاملة لفلسطين بالأمم المتحدة، عقب فشل مجلس الأمن في قبولها، وسط إعلان جزائري عن نية العودة لتقديم طلب باسم المجموعة العربية بالمجلس لنيلها مجدداً.

جاء ذلك بحسب بيانات رسمية صادرة عن السعودية ومصر والأردن والجزائر وفلسطين، بعد أن أسقطت الولايات المتحدة مشروع قرار عربي قدمته الجزائر بمجلس الأمن يطالب بمنح فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة.

مجلس الأمن الدولي
مجلس الأمن الدولي/ رويترز

ورغم تصويت 12 من أعضاء مجلس الأمن، مساء الخميس، لصالح قرار عربي يطالب بمنح فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، وامتناع سويسرا وبريطانيا عن التصويت، كان استخدام واشنطن لسلطة الفيتو ضد مشروع القرار كافياً لإسقاطه.

وكان مشروع القرار يحتاج لتمريره إلى موافقة 9 دول أعضاء في مجلس الأمن، شرط عدم اعتراض أي من الدول الخمس صاحبة "الفيتو"، وهي الولايات المتحدة وفرنسا والصين وروسيا وبريطانيا.

استياء وأسف

أعربت السعودية في بيان للخارجية، عن أسفها لفشل مجلس الأمن الدولي في قبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين بالأمم المتحدة، معتبرة ذلك "يسهم في تكريس استمرار الانتهاكات الإسرائيلية لقواعد القانون الدولي دون رادع، ولن يقرب من السلام المنشود".

وجددت الوزارة مطالبة المملكة "باضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته تجاه وقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين في قطاع غزة، ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

وأعربت مصر في بيان للخارجية عن "أسفها البالغ إثر عجز مجلس الأمن، على خلفية استخدام الولايات المتحدة لحق النقض (الفيتو)، عن إصدار قرار يُمكّن دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وذلك في توقيت حرج تمر فيه القضية الفلسطينية بمفترق طرق".

وزير الخارجية المصري سامح شكري/ الأناضول

واعتبرت أن "إعاقة إقرار حق الشعب الفلسطيني في الاعتراف بدولته لا يتماشى مع المسؤولية القانونية والتاريخية الملقاة على عاتق المجتمع الدولي تجاه إنهاء الاحتلال، والتوصل إلى حل نهائي وعادل للقضية الفلسطينية".

وأكد الأردن في بيان للخارجية على "أسفه الشديد"؛ لفشل تبني قرار بمجلس الأمن الدولي، بقبول فلسطين عضواً كاملاً بالأمم المتحدة، بعد "الفيتو" الأمريكي.

وأضاف البيان أن "المجتمع الدولي يدعم حل الدولتين الذي تقوضه إسرائيل، ما يجعل من الاعتراف بالدولة الفلسطينية واجباً على مجلس الأمن لمنع إسرائيل من الاستمرار في حرمان الشعب الفلسطيني من حقه في الحرية والدولة".

وأكد أن الأردن "يدعو كل الدول للاعتراف بالدولة الفلسطينية التي لن يتحقق الأمن والسلام في المنطقة من دون تجسدها على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".

طلب عربي جديد

ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، أكد نية العودة مجدداً لتقديم طلب عربي لنيل فلسطين العضوية الكاملة الأممية.

وقال بن جامع في كلمة بعد الفيتو الأمريكي: "سنعود أقوى وأكثر صخباً بدعم من شرعية الجمعية العامة والدعم الأوسع من أعضاء الأمم المتحدة، فإن هذه ليست سوى خطوة أخرى في الرحلة نحو العضوية الكاملة لفلسطين"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، الجمعة.

ودعا بن جامع "أولئك الذين لم يتمكنوا من دعم قبول دولة فلسطين اليوم، أن يفعلوا ذلك في المرة القادمة"، مذكراً بحديث سابق للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بشأن أن "جهود الجزائر لن تتوقف حتى تصبح دولة فلسطين عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة".

مقر الأمم المتحدة/الأناضول

والخميس، أدانت الرئاسة الفلسطينية في بيان استخدام الولايات المتحدة "الفيتو"، ووصفته بأنه "غير نزيه وغير أخلاقي وغير مبرر، ويتحدى إرادة المجتمع الدولي الذي يؤيد بقوة حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة".

بينما أشاد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الجمعة، عبر منشور بمنصة إكس، بـ"الفيتو" الأمريكي، قائلاً: "أهنئ الولايات المتحدة لاستخدامها الفيتو".

وحصلت فلسطين على وضع دولة غير عضو لها صفة مراقب بالأمم المتحدة بعد قرار اعتمدته الجمعية العامة بأغلبية كبيرة، في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2012.

وتقدمت فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة عام 2011، لكن طلبها لم يحظ آنذاك بالدعم اللازم كي ينتقل لمرحلة التصويت في مجلس الأمن الدولي.

وكانت تأمل أن يحظى طلبها هذه المرة بالقبول، في ظل موقف دولي متنامٍ في الفترة الأخيرة بشأن ضرورة الاعتراف بدولة فلسطينية كسبيل لدفع عملية السلام بالشرق الأوسط، في ظل حرب إسرائيلية على قطاع غزة منذ نحو 7 أشهر، وحكومة إسرائيلية من اليمين المتطرف ترفض حل الدولتين.

تحميل المزيد