ينظر تلاميذ في العاشرة من العمر إلى مدارسهم المدمرة في غزة ويتألمون، بينما يتذكرون ما فقدوه من التعليم والوقت الذي قضوه مع الأصدقاء في أفنيتها بعد اندلاع حرب الاحتلال الإسرائيلي على القطاع قبل أكثر من 6 أشهر، والتي أصابتهم بصدمة.
يشعر طلاب في العاشرة من العمر بصدمة وهم يحدقون إلى مدارسهم التي لحق بها الدمار في قطاع غزة، وسط ذكريات مؤلمة عن الدراسة والوقت الذي كانوا يقضونه مع أصدقائهم في الملعب قبل اندلاع الحرب الدائرة منذ أكثر من 6 أشهر.
وقوف على أطلال مدارس دمرها الاحتلال
عابد القرا، التلميذ بالصف الخامس، يقول -بينما كان يتفقد الأضرار مع صديقه محمد الفجم في بني سهيلا بشرق مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة-: "كنا ندرس في هادول المدارس، كنا نلعب في الساحة وينزلوا لنا اللعب والكور، وكنا نطلع على الصفوف نلفلف ويجي علينا المدير يلفلف على الصفوف ويوزع علينا الكتب. كنا ننزل هناك ونشوف البني آدمين اللي رايحين ونقف على بوابة المدرسة. كنا عايشين يعني".
أحدث الرصاص ثقوباً في المباني، وتناثرت الأوراق في الفصول الدراسية المدمرة، وتمزقت الملصقات على الجدران، وتلفت الكتب.
وكل هذا تذكير قاسٍ بما فقده أولئك الذين يمثلون مستقبل غزة من تعليم وأحلام منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على القطاع المكتظ بالسكان الذي يعاني نقصاً حاداً في المياه والغذاء والدواء والرعاية الصحية.
وصار تلاميذ صغار متعطشون للتعلم يتساءلون عما إذا كانوا سيستطيعون حزم كتبهم والعودة إلى المدرسة مجدداً. وسكان غزة -كباراً وصغاراً- في حاجة ماسة لرؤية أي مؤشر على أن القتال سينتهي، لكن لا يوجد شيء.
بين الألم والأمل
جلس المدرس محمد الخضري على الأنقاض، وكتب على قطعة من الورق ما عبر فيه عن الخراب الهائل الذي أصاب منظومة التعليم بجميع مراحلها، من رياض الأطفال إلى الجامعات.
وقال: "نحن نهيب بالجميع الاهتمام بالعملية التعليمية (في غزة)، وإعادة التعليم إلى ما قبل الحرب".
مع ذلك فإن البعض لم يفقد الأمل مثل محمد الفجم التلميذ بالصف الخامس.
وقال: "أنا من الأوائل.. أجيب 98 أجيب 100.. كنت من الأوائل".
كما أضاف: "بدنا نعمل خيام وندرس فيها. وبدنا ندرس فيها الخيام، إيش ما كان التمن هندرس فيها. شوف صفنا يا الله كيف انحرق! شوف غرفة المدير اللي كان يجي منها الكتب وهالحلويات كان يوزع علينا كل حاجة وكان يوزع علينا ألعاب".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على غزة، خلفت أكثر من 100 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".