قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، الثلاثاء 17 أبريل/نيسان 2024، إن الوزارة ستطلب من إسرائيل مزيداً من المعلومات عن وفاة الطفلة الفلسطينية هند رجب البالغة من العمر 6 أعوام في غزة، في يناير/كانون الثاني الماضي.
يأتي ذلك بعد تحقيق نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الثلاثاء، أعاد إلى الواجهة مأساة مقتل الطفلة الفلسطينية هند رجب، في قطاع غزة بينما كانت تطلب المساعدة، محصورة في سيارة في غزة وسط جثث أفراد عائلتها.
حيث أضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن الوزارة تدعو إلى إجراء تحقيق كامل في الأمر بعد أن ألقى تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" بظلال من الشك على تفسير إسرائيل السابق لواقعة استشهاد الطفلة الفلسطينية هند رجب.
حوصرت الطفلة وهي ترتعد في سيارة في غزة مع أفراد عائلاتها القتلى، وتوسلت طلباً للمساعدة في اتصال هاتفي مع منقذين. وأمكن سماع طلقات الرصاص وهي تصف في الاتصال الهاتفي اقتراب قوات إسرائيلية منها.
فيما عثر أقارب الطفلة الفلسطينية هند رجب على جثتها بعد 12 يوماً، مع جثث خالها وزوجته وأطفالهما الثلاثة في سيارتهم، فضلاً عن اثنين من المسعفين الذين حاولوا إنقاذها، وكانت سيارة إسعاف بالقرب منهم.
بينما ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن تحقيقاً توصل إلى وجود مركبات مدرعة إسرائيلية في منطقة الحادث على عكس ادعاءات الجيش الإسرائيلي بأن تحقيقاً أولياً توصل إلى أن قواته لم تكن ضمن نطاق إطلاق النار من السيارة التي حوصرت فيها الطفلة.
كما قال ميلر في مؤتمر صحفي: "سنعود إلى حكومة إسرائيل ونطلب منهم المزيد من المعلومات"، واصفاً وفاة الطفلة هند بأنها "مأساة لا توصف، وهو أمر ما كان ينبغي أن يحدث ولا ينبغي أن يحدث أبداً".
أضاف ميلر: "ما زلنا نرحب بإجراء تحقيق كامل في هذا الأمر وكيفية حدوثه في المقام الأول". ولم ترد سفارة إسرائيل في واشنطن حتى الآن على طلب للتعليق.
استشهاد الطفلة الفلسطينية هند رجب
خلال شهر فبراير/شباط الماضي، بثت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، على حسابها الرسمي في منصة "إكس"، تسجيلاً صوتياً جديداً للطفلة هند رجب، التي عُثر على جثمانها و5 من أفراد عائلتها بعد 12 يوماً من فقدان الاتصال بها.
التسجيل الذي تم ترويجه على نطاق واسع وتفاعل معه الكثيرون، كشف محاولة إحدى عضوات الهلال الأحمر تهدئة هند عبر قراءة آيات سورة الفاتحة، فيما بدا الخوف والهلع على نبرة صوتها من هول ما عاشته في تلك اللحظات.
يذكر أنه في 29 يناير/كانون الثاني 2024 قصفت القوات الإسرائيلية سيارة كانت تسير على طريق البحث عن مأوى في المدينة التي لم يبقَ فيها مكان آمن بسبب القصف الإسرائيلي، لتجد الطفلة هند رجب التي لم تكمل ربيعها السادس، نفسها محاصرة بالموت من كل جانب.
توسلت هند لمسؤولي الهلال الأحمر لينقذو الطفلة الفلسطينية هند رجب من السيارة التي كانت بداخلها مع أقاربها الذين استشهدوا جميعاً برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي.
لكن طواقم الإسعاف عجزت عن الوصول إليها بسبب كثافة إطلاق النار واستهداف الجيش لكل ما يتحرك، وانتظرت الطفلة وظلت طوال 3 ساعات تخبر طواقم الهلال الأحمر عبر الهاتف، بأنها خائفة بين جثث أقاربها في السيارة الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي.
بعد أيام من هذا الاتصال الأخير عثرت فرق الإسعاف على جثمان الطفلة الفلسطينية هند رجب، وكانت قد فارقت الحياة منذ اليوم الذي أطلقت فيه استغاثتها، فضلاً عن جثماني المسعفين اللذيْن خرجا لإنقاذها.
رغم هول الجريمة فإن إسرائيل لم تخضع بعد لأي محاسبة بعد قتلها الطفلة الفلسطينية، فيما تكتفي الإدارة الأمريكية بالقول إنها تنتظر تحقيقاً من تل أبيب حول الموضوع.
كانت مصادر محلية، قد أكدت السبت 10 فبراير/شباط، العثور على جثمان الشهيدة الطفلة الفلسطينية هند رجب، والتي فُقد التواصل معها هي وطواقم جمعية الهلال الأحمر في مدينة غزة، قبل نحو 12 يوماً.
فيما قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إنه جرى العثور على مركبة إسعاف مقصوفة في مدينة غزة، واستشهاد فرديْ الطاقم يوسف زينو وأحمد المدهون، بعد فقد آثارهما أثناء مهمة إنقاذ الطفلة هند رجب (6 أعوام) منذ 12 يوماً.