استشهد 10 فلسطينيين وأصيب آخرون بجراح مختلفة من بينهم أطفال، الثلاثاء، 16 أبريل/نيسان 2024 جراء قصف الطائرات الإسرائيلية تجمعاً للمواطنين في مخيم المغازي وسط قطاع غزة. في الوقت ذاته قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة سلامة معروف، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يسعى لإفراغ بلدة بيت حانون والمنطقة الشرقية من بلدة جباليا شمال القطاع من سكانها من خلال عملية عسكرية ينفذها في المنطقتين منذ الليلة الماضية.
وأفادت مصادر طبية بوصول 10 قتلى على الأقل إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح (وسط)، نتيجة الغارة الإسرائيلية على مخيم المغازي للاجئين الفلسطينيين وسط القطاع.
الاحتلال يستهدف تجمعاً للأطفال في قطاع غزة
ذكر شهود عيان أن الطيران الإسرائيلي استهدف تجمعاً للأطفال في منطقة تضم ألعاباً للأطفال بمحيط دوار المهندس في مخيم المغازي. وأوضح الشهود أن القصف الإسرائيلي أدى إلى سقوط عدد من الضحايا المدنيين، معظمهم من الأطفال الذين كانوا يلهون بالألعاب.
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلّفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين.
إفراغ بلدة بيت حانون من السكان
في سياق موازٍ، قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة سلامة معروف، الثلاثاء، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يسعى لإفراغ بلدة بيت حانون والمنطقة الشرقية من بلدة جباليا شمال القطاع من سكانها من خلال عملية عسكرية ينفذها في المنطقتين منذ الليلة الماضية.
وفي بيان قال معروف، إنه "في جريمة جديدة ضد أبناء شعبنا يسعى الاحتلال لإفراغ بيت حانون والمنطقة الشرقية من جباليا شمال غزة، حيث نفذ جيش الاحتلال الليلة الماضية عملية عسكرية وتقدمت جرافاته ودباباته تجاه مراكز الإيواء في بيت حانون، وتمت محاصرة مدرسة مهدية الشوا التي يتواجد فيها مئات النازحين".
وأضاف: "قام جيش الاحتلال بإنشاء مركز تحقيق ميداني خلف المدرسة وطلب من الجميع الخروج تحت تهديد السلاح، وأُجبرت النساء على خلع الحجاب، وتم تجريد الرجال من الملابس الخارجية".
وأشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي "أجبر كل العائلات المتواجدة في بيت حانون على النزوح منها وجرى اعتقال عدد من الشبان". وتابع أن "هذه الجريمة الجديدة تمت تحت غطاء قصف مدفعي عنيف وقصف من الطيران الحربي وإطلاق نار كثيف، وما زالت تتواجد الآليات العسكرية حتى هذه اللحظة قرب منطقة أبو صفية شرق بلدتي جباليا وبيت حانون".
وذكر أن "الاحتلال لم يكتفِ بمئات المجازر التي ارتكبها في هذه المناطق وتدمير منازل المواطنين فيها بشكل تام، وإجبار أهلها على النزوح منها لشهور طويلة، وها هو اليوم يعيد سيناريو تهجير سكانها منها قسراً بقوة السلاح، بعدما عادوا خلال الأسابيع الماضية وعملوا على إعادة الحياة فيما تبقى منها".
وطالب معروف، المجتمع الدولي بـ"وضع حد لهذه الجريمة الجديدة بملاحقة الاحتلال لأبناء شعبنا وتهجيرهم من أماكن سكناهم". ولفت إلى أن الفلسطينيين "يتواجدون على أرضهم ويصرون على البقاء فيها في ظل ظروف غير إنسانية بعد هدم المنازل وانعدام البنى التحتية والخدمات".
وفجر الثلاثاء، توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي شمال قطاع غزة وقصف مسجداً ومنازل، وحاصر مدارس تؤوي نازحين، واعتقل عشرات من الرجال والأطفال وأجبر النساء والفتيات على النزوح.
وأفادت "الأناضول" نقلاً عن شهود عيان، بأن آليات عسكرية إسرائيلية توغلت بشكل مفاجئ وبشكل محدود في مناطق شرق جباليا وشمال بلدة بيت لاهيا وشرق بلدة بيت حانون وسط إطلاق نار وقصف مدفعي كثيف.
وذكر الشهود أن الاتصالات انقطعت عن المنطقة التي توغلت فيها القوات الإسرائيلية في بلدة بيت حانون وشمال غرب بيت لاهيا.
تهجير مئات الآلاف في غزة
في سياق موازٍ، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الثلاثاء، أن حوالي 1.7 مليون فلسطيني هُجّروا قسراً داخل قطاع غزة، بسبب الحرب الإسرائيلية المدمرة منذ أكثر من 6 أشهر.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية رافينا شامداساني، بمؤتمر صحفي بمكتب الأمم المتحدة في جنيف، إن "حل الوضع الكارثي الذي يعيشه المدنيون في غزة يجب أن يظل أولوية". وأفادت أن إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها في غزة، وأن إسرائيل قصفت جميع المناطق في القطاع.
وأضافت: "هناك حوالي 1.7 مليون شخص مهجرون قسراً في غزة، يعيش هؤلاء الأشخاص في ظروف مرعبة وتحت تهديد مستمر".
وتشنّ إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين 2023 الأول حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين، وكارثة إنسانية ودماراً هائلاً، ما أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب "إبادة جماعية".
ولفتت شامداساني إلى أن العنف المتزايد في الضفة الغربية المحتلة خلال الأيام الأخيرة أمر مثير للقلق. وذكرت أن الفلسطينيين يتعرضون لاعتداءات من قبل مئات المستوطنين الإسرائيليين، وغالباً ما يرافقهم أو يدعمهم جنود إسرائيليون.
وشددت على أن إسرائيل يتعين عليها باعتبارها "القوة المحتلة"، اتخاذ كافة الإجراءات ضمن سلطتها لاستعادة النظام والأمن العام في الضفة الغربية.
وتابعت: "يجب على قوات الأمن الإسرائيلية أن تضع على الفور حداً لمشاركتها الفعالة ودعمها لاعتداءات المستوطنين ضد الفلسطينيين". وشددت على أن السلطات الإسرائيلية يتعين عليها منع هذه الاعتداءات، ومحاسبة المسؤولين عنها.
وبالتوازي مع حربه المدمرة على غزة، يصعد جيش الاحتلال الإسرائيلي من عمليات الدهم والاعتقالات بالضفة، ما أسفر عن مقتل 468 فلسطينياً وإصابة نحو 4 آلاف و800، بالإضافة إلى اعتقال 8 آلاف و215، وتتزامن الاقتحامات مع تصعيد المستوطنين اعتداءاتهم.