أصبح دونالد ترامب أول رئيس أمريكي سابق يمثُل أمام محاكمة جنائية، الإثنين 15 أبريل/نيسان 2024، ليواجه اتهامات تتعلق بدفع أموال لممثلة أفلام إباحية لشراء سكوتها وعدم الإفصاح عن علاقته بها، في قضية قد تؤثر على مسعاه للفوز بالرئاسة والعودة مرة أخرى إلى البيت الأبيض.
وجلس ترامب (77 عاماً)، مرتدياً بدلته الزرقاء المميزة ورابطة عنق حمراء، على منصة الدفاع، بينما رفض القاضي خوان ميرشان طلبات محاميه أن يتنحى القاضي عن القضية ويوسع نطاق عملية استجواب المحلفين المحتملين.
جلسة ترامب أمام المحكمة الجنائية
حيث قدم الفريق القانوني لترامب منذ أشهر، سلسلة من الطلبات القانونية لتأخير أو عرقلة القضايا الجنائية الأربع المرفوعة ضده.
ويتعين على ترامب، المرشح الجمهوري للرئاسة لعام 2024، حضور المحاكمة التي من المتوقع أن تستمر حتى مايو/أيار 2024. ومن المتوقع أن يستغرق اختيار 12 محلفاً وستة مناوبين من مجموعة من سكان مانهاتن نحو أسبوع، تليه شهادة الشهود.
يتهم ممثلو الادعاء في ولاية نيويورك ترامب بتزوير السجلات للتغطية على دفع مبلغ 130 ألف دولار في الأيام الأخيرة من الحملة الرئاسية لعام 2016، لشراء سكوت نجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز، وعدم الإفصاح عن لقاء جنسي قالت إنه حدث بينهما عام 2006.
وينفي ترامب أي علاقة من هذا القبيل. ودفع في عام 2023 ببراءته من 34 تهمة تتعلق بتزوير سجلات تجارية في القضية التي رفعها المدعي العام لمنطقة مانهاتن، ألفين براج، وهو ديمقراطي، في محكمة بولاية نيويورك.
ووقفت الشرطة للحراسة أمام قاعة المحكمة وسط متاهة من الحواجز، وظلت طائرات الهليكوبتر تتعقب موكب سيارات الدفع الرباعي السوداء التي نقلت ترامب من شقته في برج ترامب.
وحملت مجموعة من المتظاهرين، الذين تجمعوا في الساحة عبر الشارع، لافتات مكتوباً عليها بخط اليد "الخاسر" و"ترامب أُدين بالفعل".
وعلى الرغم من أن بعض الخبراء القانونيين يعتبرون هذه القضية هي الأقل أهمية من بين المحاكمات الجنائية الأربع التي يواجهها، فإنها القضية الوحيدة المؤكد البت فيها قضائياً قبل انتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني.
سيناريو إدانة ترامب
في حالة إدانة ترامب، فسيظل بإمكانه تولي منصب الرئاسة، لكن استطلاعاً أجرته "رويترز/إبسوس" أظهر أن الحكم بالإدانة قد يعرقل فرصه.
وكان رجل الأعمال الذي تحول إلى سياسي وشغل منصب الرئيس من عام 2017 إلى عام 2021، قد استغل المثول أمام المحكمة في السابق، لحشد مؤيديه وادعاء أنه مستهدَف من قِبل أعدائه السياسيين.
وخلال 2023، وجَّه ترامب انتقادات للشهود ومسؤولي المحكمة وأقارب أصحاب الدعاوى في مختلف القضايا القانونية، مما دفع ميرشان وقاضيين آخرين إلى فرض قيود على تصريحاته.
وفي هذه القضية، سعى ترامب دون جدوى إلى إجبار ميرشان على التنحي، بحجة أنه يواجه تضارباً في المصالح، لأن ابنة القاضي عملت مع سياسيين ديمقراطيين. وقال ترامب قبل دخوله قاعة المحكمة: "هذا أمر مثير للغضب. هذا اضطهاد سياسي".
وفي قضاياه الجنائية الثلاث الأخرى، يواجه ترامب اتهامات بإساءة استخدام معلومات سرية ومحاولة إلغاء خسارته في انتخابات 2020 أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن. ووصف ترامب جميع القضايا الجنائية المرفوعة ضده بأنها مؤامرة من قبل الديمقراطيين الذين ينتمي إليهم بايدن؛ لتقويض حملته الرئاسية.