دبلوماسي مخضرم وصهيوني متطرف.. إسرائيل تستعد لتعيين “سفيرها” الجديد في المغرب 

عربي بوست
تم النشر: 2024/04/14 الساعة 18:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/04/14 الساعة 20:05 بتوقيت غرينتش
مارك أتالي، السفير المفوض للاحتلال في فرنسا (مواقع التواصل الاجتماعي)

يستعد المغرب لتعيين رئيس جديد لمكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، خلفاً للرئيس الأسبق ديفيد غوفرين، وذلك بالتزامن مع الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لأكثر من  5 أشهر، والتي خلّفت أكثر من 34 ألف شهيد.

وقال موقع "لوماروك إيبدو" المغربي الناطق بالفرنسية، نقلاً عن مصادر خاصة، إن الاحتلال الإسرائيلي يستعد لتعيين مارك أتالي، الوزير المفوض في سفارة إسرائيل بفرنسا رئيساً جديداً لمكتب اتصالها في الرباط، خلفاً لديفيد غوفرين.

وأكدت ذات المصادر للصحيفة أن المكتب لا يزال مفتوحاً رغم ما يروّج حول إغلاقه خوفاً من عمليات انتقامية محتملة، مضيفة أن الموظفين المغاربة فقط هم الذين ينشطون حالياً داخل مكتب الاتصال.

من هو مارك أتالي؟

يُعتبر مارك أتالي واحداً من الصهاينة المتطرفين، إذ سبق أن صرح بأن "القدس هي العاصمة الفعلية لليهود، ولا يُمكنها أن تكون أبداً عاصمة لدولة عربية، والأرض الفلسطينية كانت مجرد أرض مفقودة داخل الإمبراطورية العثمانية".

ويُؤمن مارك أتالي بـ"قيام دولة إسرائيل من أجل الشعب اليهودي في كل مكان، ويرى أن تل أبيب حققت تقدماً اقتصادياً في الشرق الأوسط وحققت سلاماً مع مصر والأردن، في الوقت الذي ترفض فيه فلسطين تحقيق هذا السلام".

وحصل مارك أتالي على درجة البكالوريوس من جامعة تل أبيب سنة 1984، وعلى درجة الماستر الأول من جامعة حيفا في العلوم السياسية، ومنذ سنة 1986 التحق بالسلك الدبلوماسي بخارجية الاحتلال الإسرائيلي.

وسيأتي مارك أتالي خلف ديفيد غوفرين الذي تم التحقيق معه في قضية الاستغلال الجنسي للنساء داخل المكتب، حسب ما سبق أن كشفته قناة كان الإسرائيلية، والتي قالت إن سيدة تقدمت بشكوى  حول ارتكاب رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي سلوكيات غير مقبولة.

وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد طلبت من ديفيد غوفرين، رئيس البعثة الإسرائيلية في المغرب، العودة الفورية إلى إسرائيل، وفتحت تحقيقاً معه لمعرفة تفاصيل الاتهامات التي وُجهت إليه بالاستغلال الجنسي في المغرب.

المقاومة
مسيرة حاشدة بالمغرب دعما لغزة/الأناضول

غضب داخلي

وأثار خبر استعداد الاحتلال الإسرائيلي تعيين مارك أتالي قائماً بمكتب الاتصال في المغرب غضباً من طرف الجمعيات والهيئات والجبهات المساندة للقضية الفلسطينية والمعارضة للتطبيع.

عبر عبد الإله بنعبد السلام، عضو السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، عن رفضه تعيين رئيس جديد لمكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط خلفاً للرئيس السابق ديفيد غوفرين، مؤكداً رفضه جملة وتفصيلاً مسألة وجود المكتب برمته.

وقال بنعبد السلام في حديثه لـ"عربي بوست" إنه "من المشين أن نتحدث عن وجود مكتب في الأصل، فنحن في الجبهة نرفض خطوة التطبيع مع الكيان الصهيوني، ونعتبرها وصمة عار على جبين النظام المغربي، وعلى هذا النظام أن يصحح هذا الخطأ الإنساني الفادح".

واستغرب المنسق العام للائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان، من مواصلة النظام المغربي التطبيع مع "كيان الشر الملطخ بالدم، الذي ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية".

وأكد بنعبد السلام أن كل من يعتبر أن مسألة التطبيع قد تحمل الخير للمغرب خصوصاً، أو للدول العربية على العموم، فهو "قاصر النظر، ولايتعدى حدود مصلحته الضيقة، والدليل المصائب التي جرها التطبيع على الدول العربية في الشرق الأوسط".

واعتبر الناشط الحقوقي أن الكيان الصهيوني الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط، بمثابة "غدة سرطانية، تستوطن المنطقة منذ 76 سنة، وتلتهم الأخضر واليابس، وتقوض كل خطوة أو مبادرة من أجل عرقلة أي تطور للدول العربية نحو النمو والازدهار، والتحرر من الهيمنة الغربية".

وأبرز عضو السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، أن التظاهرات التي شهدها ويشهدها المغرب، بزخم كبير، تعبر عن الموقف الأصيل للشعب المغربي من القضية الفلسطينية.

مضيفاً أن المظاهرات التي تعرفها المدن المغربية تُعبّر عن تجريم صارخ للكيان الصهيوني الذي استمر كل هذه العقود دون محاسبة وعقاب على جرائم العدوان والحرب والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها وما زال في حق الشعب الفلسطيني.

واعتبر بنعبد السلام أن مجهودات الجبهة تدخل في إطار النضال المستمر للشعب المغربي، موضحاً "أننا ما زلنا جميعاً نقدم على خطوات من كل المكونات في المجتمع المغربي السياسية والنقابية والجمعوية والحقوقية من أجل التصدي لمسلسل التطبيع الذي جاء من أجل تخريب وطننا ومجتمعنا وقيم الشعب المغربي المحب لقيم العدل والحرية والسلام في العالم".

تحميل المزيد