أعلن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة، الجمعة 12 أبريل/نيسان 2024، مقتل 25 فلسطينياً وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً يؤوي عشرات النازحين شرقي مدينة غزة، في ثالث أيام عيد الفطر، في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ارتفاع حصيلة الحرب الإسرائيلية إلى 33 ألفاً و634 شهيداً و76 ألفاً و214 مصاباً.
قال الدفاع المدني، في بيان، إن "الاحتلال ارتكب مجزرة بشعة بحق عائلة الطباطيبي بقصف منزل لهم في حي الدرج، ارتقى على إثرها أكثر من 25 شهيداً وسقط عدد من الإصابات". وأشار إلى أنه ما زال حتى اللحظة هناك قتلى وجرحى تحت الأنقاض، تحاول فرق الدفاع المدني انتشالهم.
شهداء وجرحى في ثالث أيام العيد
في حادث آخر، أصيب عدد من الفلسطينيين في إطلاق نار مكثف من طائرات مسيرة إسرائيلية استهدفتهم في مخيم النصيرات، وسط القطاع، وفق مصادر طبية.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الجمعة، ثالث أيام عيد الفطر، ارتفاع حصيلة الحرب الإسرائيلية إلى 33 ألفاً و634 شهيداً و76 ألفاً و214 مصاباً.
جاء ذلك في تقريرها الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة لليوم الـ189 على قطاع غزة.
وقالت الوزارة: "الاحتلال الاسرائيلي يرتكب 8 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 89 شهيداً و120 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية". وبذلك، ترتفع "حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 33634 شهيداً و76214 إصابة منذ السابع من منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي".
وأضافت: "ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
وحلّ عيد الفطر هذا العام، بينما تشن إسرائيل حرباً مدمرة على غزة، خلفت أكثر من 100 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
استشهاد فلسطينييْن في الضفة
في سياق متصل، فقد استشهد فلسطينيان وأصيب ثلاثة آخرون، فجر الجمعة، ثالث أيام عيد الفطر المبارك، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي شمالي الضفة الغربية. جاء ذلك خلال تنفيذ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة اقتحامات طالت مدناً ومخيمات وبلدات بالضفة الغربية.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان وصلت نسخة منه إلى الأناضول، إن "حصيلة اقتحام محافظة طوباس شمالي الضفة بلغت شهيدين و3 إصابات بعد أن سلمت طواقمها جثمان فلسطيني قُتل خلال استهداف مركبة على مدخل بلدة طمون قرب طوباس (شمالي الضفة)".
وكانت الجمعية قد أعلنت في وقت سابق أن طواقمها تعاملت مع شهيد و3 إصابات برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحام مخيم الفارعة قرب طوباس.
وأوضحت أن من بين الإصابات إصابة بالرصاص الحي في الرقبة وُصفت بالخطيرة، وأخرى في الفخذ، وثالثة في الحوض ونقلت كلها إلى مستشفى طوباس التركي الحكومي. وقالت الجمعية إن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقل مسعفاً متطوعاً من خلال نقل أحد المصابين من مخيم الفارعة.
وفي السياق، أفاد شهود عيان بأن "قوة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت مخيم الفارعة قرب طوباس، وداهمت عدداً من المنازل وسط اندلاع اشتباكات مسلحة ومواجهات مع عشرات الفلسطينيين". وبيَّن الشهود أنه سُمع صوت انفجارات بين الحين والآخر في المخيم.
وأوضح الشهود أن شاباً أصيب برصاص إسرائيلي في الرأس، ليعلن فيما بعد عن مقتله. وأشاروا إلى أن الشاب يدعى محمد شحماوي، دون مزيد من التفاصيل.
وباستشهاد هذين الشابين، ترتفع حصيلة القتلى في الضفة إلى 462 منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ونفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عدة اقتحامات في محافظات جنين ونابلس وطولكرم وقلقيلية (شمال)، وبلدات بمحافظتي الخليل بيت لحم (جنوب)، وفق شهود عيان.
وقال الشهود إن جيش الاحتلال الإسرائيلي "نفذ حملة اعتقالات طالت عدداً من المواطنين في عدة بلدات بالضفة". وأشاروا إلى أن قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مدينة طولكرم، واعتقلت مواطناً على الأقل.
منع أدوية من دخول غزة
في حين أعلن صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) قائمة مستلزمات طبية تمنع إسرائيل دخولها إلى غزة، وبينها أجهزة منقذة للحياة.
جاء ذلك في منشور عبر حسابه على منصة "إكس"، الخميس، حيث قال الصندوق إن إسرائيل تمنع إدخال مواد مثل "أجهزة التنفس الصناعي والكراسي المتحركة ومستلزمات الولادة وأجهزة الموجات فوق الصوتية والمولدات الكهربائية" إلى غزة. وأشار صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أن هذه ليست سوى بعض المواد المحظورة.
وتقوم إسرائيل بتفتيش شاحنات المساعدات التي تدخل غزة، وإذا اعترض مسؤولون إسرائيليون على عنصر واحد في الشاحنة، تتم إعادتها بأكملها.
وبحسب أخبار تناقلتها وسائل إعلام دولية، فإن إسرائيل رفضت دخول العديد من المساعدات إلى غزة مثل المقصات الصغيرة وأقلام الإنسولين ومواد التخدير وأسطوانات الأوكسجين ومستلزمات عمليات جراحية.
وأرسلت دول عديدة مساعدات إنسانية لإيصالها إلى غزة عبر الأراضي المصرية، ولكن بسبب العوائق الإسرائيلية، لا يزال قسم كبير من المساعدات ينتظر في مصر.
المجاعة تضرب غزة
في حين أقرت رئيسة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، سامانثا باور، بأن المجاعة قد بدأت في غزة التي تتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة، فيما رأى مسؤولون في البيت الأبيض أنها "وشيكة".
وفي إفادة حول الموضوع في الكونغرس، الخميس، تطرقت باور إلى التقرير الأخير للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC) الذي أعدته منظمات تابعة للأمم المتحدة، وحذر من اقتراب المجاعة في غزة.
وذكرت باور أن المنهجية التي يستخدمها التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي "موثوقة".
ورداً على سؤال أحد أعضاء مجلس النواب: "هل بدأت المجاعة في غزة إذن؟" أجابت باور بنعم، وقالت إنه لم يكن هناك جوع بين الأطفال في غزة قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وذكرت باور أن معدل الجوع بين الأطفال ارتفع إلى 33 بالمئة وأنه من غير الممكن تحديد الأرقام الحقيقية بسبب عوائق الوصول.
من ناحية أخرى، ذكر مسؤول بمجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، أنه وفقاً لتقرير (IPC)، من المتوقع أن تحدث المجاعة في غزة في الفترة ما بين مارس/آذار ومنتصف مايو/أيار 2024.
وذكر المسؤول أنه لم يتم إجراء تقييم جديد حتى الآن، وأن الوضع لا يزال سيئاً، وزعم أنهم يعملون "دون توقف" لزيادة المساعدات الغذائية لغزة. ولفت إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى زيادة المساعدات لغزة.
بدورها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، لصحفيين إن المجاعة في غزة "وشيكة". ولفتت إلى أنهم يشعرون بقلق عميق إزاء ما خلصت إليه التقارير المعنية، وأردفت: "نحن ندرك خطورة الوضع".
وفي 18 مارس/آذار 2024 صدر تقرير التصنيف المرحلي المتكامل، وأفاد بأن 70 بالمئة من السكان في شمال غزة يواجهون جوعاً كارثياً.
عملية عسكرية في غزة
كان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد شرع في تنفيذ عملية عسكرية بشكل مفاجئ في شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة إضافة لتنفيذه سلسلة غارات جوية استهدفت مسجدين ومنازل وسوقاً شعبية في مناطق متفرقة من القطاع، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا في ثاني أيام عيد الفطر.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان أُرسلت نسخة منه للأناضول: "بدأت الفرقة 162 الليلة الماضية حملة عسكرية مباغتة وسط قطاع غزة". وذكر أن العملية تنفذها "مجموعة القتال التابعة للواء 401، ومجموعة القتال التابعة للواء الناحال، والوحدات الأخرى تحت قيادة الفرقة 162".
وزعم الجيش أنه "قبل دخول القوات إلى المنطقة أغارت طائرات حربية وقطع جوية تابعة لسلاح الجو من خلال عدة طلعات جوية هجومية على عشرات البنى التحتية المعادية فوق الأرض وتحتها وسط القطاع". وأضاف: "تم تنفيذ النشاط المشترك للقوات المناوِرة وسلاح الجو بناءً على توجيه استخباراتي دقيق".
وحلّ عيد الفطر على غزة هذا العام، بينما تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرباً مدمرة على القطاع، خلفت أكثر من 100 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".