رهنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، الخميس 11 أبريل/نيسان 2024، التوصل لاتفاق مع الاحتلال بعودة النازحين إلى منازلهم وانسحاب قوات الاحتلال بشكل كامل من قطاع غزة، فيما قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة، إن أبناءه الذين استشهدوا في قصف للاحتلال لم يكونوا مقاتلين في الحركة
وأضاف هنية في حديث لوكالة رويترز، عندما سئل عما إذا كان مقتلهم سيؤثر على المحادثات: "شعبنا الفلسطيني مصالحه مقدمة على أي شيء وأبناؤنا وأولادنا هم جزء من هذا الشعب وجزء من هذه المسيرة".
وقال هنية: "نحن نسعى إلى ذلك (اتفاق)، ولكن حتى هذه اللحظة، الاحتلال يماطل ويتهرب من الاستجابة للمطالب لتقديم الاستحقاق المطلوب للتوصل لاتفاق"، وذلك في إشارة إلى المحادثات الجارية في الوقت الحالي لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن بالسجناء.
والأربعاء، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي باغتيال 3 من أبناء هنية بغارة استهدفت سيارة في غزة، زاعماً انتماءهم لكتائب القسّام وأنهم كانوا في طريقهم لتنفيذ ما سمّاه "نشاطاً إرهابياً".
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان نشره عبر حسابه على منصة "إكس": "قصفت طائرة مسيّرة تابعة لسلاح الجو في وقت سابق اليوم، بتوجيه استخباراتي من الاستخبارات العسكرية (أمان) وجهاز الأمن العام (شاباك) 3 نشطاء عسكريين تابعين لمنظمة حماس أثناء توجّههم لتنفيذ نشاط إرهابي في منطقة وسط قطاع غزة".
في مقال تحليلي بصحيفة "هآرتس"، قال مسؤول الشؤون الفلسطينية بالصحيفة جاكي خوري، إن ادعاء إسرائيل بأن أبناء هنية كانوا بطريقهم لتنفيذ نشاط إرهابي "لا يقبله حتى معارضو حماس، خاصة وأن أطفالهم كانوا معهم".
واعتبر خوري أن "اغتيال أبناء إسماعيل هنية الثلاثة في الوعي الفلسطيني بشكل عام وفي قطاع غزة بشكل خاص عمل انتقامي وإحباط من جانب إسرائيل، وليس اغتيالاً عسكرياً مؤثراً يتسلل إلى صفوف التنظيم ويتسبب بصدمة وفقدان للتوازن".
الحركة تؤكد على مواقفها
يأتي ذلك في الوقت الذي قال الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع، إن "مفتاح أي اتفاق مع إسرائيل ينطلق من وقف دائم لإطلاق النار"، وذلك بعد يومين من تسلم الحركة مقترحاً إسرائيلياً لإطلاق سراح المحتجزين في القطاع ووقف إطلاق النار خلال جولة المفاوضات الأخيرة في القاهرة.
وتابع: "أبرز أولوياتنا في العملية التفاوضية المستمرة عودة النازحين بلا قيود وانسحاب كامل للقوات من قطاع غزة ودون ذلك لن يتم (الاتفاق)".
وأضاف أن غزة في عيد الفطر "تنزف دماً وتتفطر ألماً وتتكبد دماراً وهي ما زالت ثابتة وصامدة منذ ما يزيد عن 6 شهور ولن تنكسر".
وتابع: "حجم الجرائم التي ارتكبها الاحتلال (الإسرائيلي) في مجمع الشفاء ومحيطه كارثية جداً، وأعمال البحث لا تزال مستمرة لانتشال مئات الجثامين".
فيما قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، باسم نعيم إن "ما فشل الإسرائيليون بتحقيقه بالقصف الشامل والإبادة الجماعية طوال 6 أشهر، لن يتمكنوا من تحقيقه بمزيد من القوة أو المفاوضات العبثية".
جاء ذلك في بيان رداً على استفسارات بشأن آخر مقترح لمفاوضات القاهرة بين الحركة والإسرائيليين عبر الوسطاء.
وحلّ عيد الفطر هذا العام بينما تشن إسرائيل حرباً مدمرة على غزة، خلفت أكثر من 100 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".