غزة حاضرة في الاحتفالات بعيد الفطر.. حزن يخيّم على المصلين بالقدس ومظاهرات غاضبة في الأردن

عربي بوست
تم النشر: 2024/04/10 الساعة 07:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/04/10 الساعة 09:40 بتوقيت غرينتش
صلاة عيد الفطر في مدينة رفح جنوب غزة/ رويترز

خيّم الحزن على إحياء عيد الفطر، حيث غابت الاحتفالات عن المصلين في المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، فيما حضرت غزة بقوة في خطب وأدعية صلاة عيد الفطر المبارك بالأردن، ونُظمت وقفات تضامناً مع القطاع.

فقد أقام أكثر من 60 ألف فلسطيني، الأربعاء 10 أبريل/نيسان 2024، صلاة عيد الفطر بالمسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة دون أي أجواء احتفالية، وذلك حزناً على ضحايا الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 6 أشهر.

حيث كبَّر المصلون في طريقهم إلى المسجد الأقصى وأثناء خروجهم منه، حسب وكالة الأناضول، وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس في بيان مقتضب، إن أكثر من 60 ألف مصلٍّ أقاموا صلاة عيد الفطر في المسجد الأقصى.

رغم هطول الأمطار بدأ توافد المصلين إلى المسجد مع صلاة الفجر. وقال شهود عيان للأناضول إن الشرطة الإسرائيلية اعتدت بالضرب على مصلين أثناء دخولهم وخروجهم من المسجد، في منطقتي باب الأسباط وباب السلسلة بالبلدة القديمة.

فيما أقام عدد من المصلين المبعدين عن الأقصى بقرارات من الشرطة الإسرائيلية، الصلاة عند الأبواب الخارجية للمسجد. ومع انتهاء الصلاة، توجه فلسطينيون إلى المقابر القريبة من البلدة القديمة لقراءة الفاتحة على أرواح أقاربهم.

بينما انتشرت قوات من الشرطة الإسرائيلية في محيط وأزقة البلدة القديمة، وخلت المدينة من أي أجواء احتفالية، في ظل حرب إسرائيلية مستمرة على غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

صلاة عيد الفطر في الأردن

في الأردن، حضرت غزة بقوة في خطب وأدعية صلاة عيد الفطر المبارك، مع استمرار حرب إسرائيلية مدمرة على القطاع الفلسطيني منذ 6 أشهر.

فيما حال تساقط الأمطار دون إقامة صلاة العيد في الساحات الخارجية، فأقامها الأردنيون بالمصليات والمساجد التي حددتها وزارة الأوقاف، وبينها المسجد الحسيني بالعاصمة عمان.

في المسجد الحسيني قال وزير الأوقاف محمد الخلايلة في الخطبة: "تُثار شجون أنفسنا بما يجري لأهلنا في غزة، وما يقع من كارثة إنسانية بكل المقاييس".

كما أضاف: "ما يجري مع أهلنا في غزة من قتل وتشريد، ومن قسوة ومحن عظيمة، نملك أن نكون معهم في هذا اليوم بقلوبنا". وتابع: "كما نحيا هنا نحيا هناك (في غزة) بأرواحنا وقلوبنا وأعيننا مع أهلنا وإخوتنا في غزة".

كما نظمت في العاصمة الأردنية عمّان وقفات احتجاجية تضامناً مع قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان تسبب إلى الثلاثاء 9 أبريل/نيسان في استشهاد أكثر من 33 ألف فلسطيني، أغلبهم من النساء والأطفال.

إذ تُحاصر إسرائيل قطاع غزة منذ 17 عاماً، وأجبرت الحرب نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون، على النزوح في أوضاع كارثية.

فيما تواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

من جهة أخرى، أقام نحو 5 آلاف فلسطيني صلاة عيد الفطر المبارك، الأربعاء، في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، وسط إجراءات أمنية إسرائيلية مشددة.

عقب الصلاة، قال وزير الأوقاف الفلسطيني السابق حاتم البكري للأناضول إن "العيد يأتي هذا العام وسط حرب إبادة وحصار إسرائيلي". وتابع: "علينا كشعب فلسطيني أن نواجه هذه الحرب والحصار بالوحدة".

منذ صيف 2007، يسود انقسام جغرافي وسياسي بين قطاع غزة والضفة الغربية؛ جراء خلافات بين حركتي "حماس" و"فتح"، بزعامة الرئيس محمود عباس.​​​​​​​

كما أفاد بأن "نحو 5 آلاف فلسطيني صلوا العيد هذا العام في المسجد الإبراهيمي، رغم كل الإجراءات الإسرائيلية التي تشكل عائقاً أمام وصول المصلين".

على مداخل المسجد، شددت قوات إسرائيلية من إجراءات التفتيش، وفحصت بطاقات هوية المصلين. وأردف البكري: "تمسكنا بالمسجد الإبراهيمي رسالة من شعبنا بأن المسجد مسجدنا وهو إسلامي وخالص".

​​​​​​منذ 1994 قسّمت إسرائيل المسجد بواقع 63% لليهود و37% للمسلمين، بعد أن أطلق مستوطن إسرائيلي النار على مصلين في شهر رمضان من ذلك العام، فقتل 29 منهم.

بينما يفتح المسجد أبوابه بشكل كامل أمام المسلمين 10 أيام فقط في العام، وهي أيام الجمعة من شهر رمضان وليلة 27 منه وصلاة عيدي الفطر والأضحى وذكرى ليلة الإسراء والمعراج (27 رجب) والمولد النبوي (12 ربيع الأول) ورأس السنة الهجرية.

يقع المسجد في البلدة القديمة من الخليل، وهي خاضعة لسيطرة إسرائيلية كاملة، ويعتقد أنه يضم أضرحة الأنبياء إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام.

صلاة عيد الفطر في المغرب

بينما أقام المغاربة صلاة عيد الفطر المبارك في المساجد والمصليات والساحات، وسط أجواء دعم لغزة في ظل حرب إسرائيلية مدمرة متواصلة منذ 6 أشهر.

حيث توافد آلاف المغاربة على مصلى الرحمة في مدينة سلا (غرب) وباقي مصليات ومساجد المدينة، وأغلبهم يرتدون اللباس التقليدي. وحرصت اللجنة المنظمة (شعبية) على تنظيم دخول المصلين، وتخصيص جانب للرجال وآخر للنساء.

بينما ردد المصلون أذكاراً قبل الصلاة وعلى هامش الخطبة، التي حرص فيها الخطيب على التذكير بفضل الصيام وزكاة الفطر وصلة الرحم والتسامح.

فيما حرص مصلون على ارتداء الكوفية الفلسطينية؛ دعماً لأهالي غزة، في مواجهة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. 

إذ قالت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة (أهلية)، في بيان، إن المغاربة حرصوا على رفع علم فلسطين وارتداء كوفياتها في المصليات.

ونشرت الهيئة، على صفحتها في "فيسبوك"، صوراً ومقاطع مصورة تظهر مظاهر الدعم لفلسطين في مدن منها مثل أكادير (وسط) ومكناس (شمال).

تحميل المزيد