قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، في مقابلة نشرت الثلاثاء 9 أبريل/نيسان 2024، إن نهج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فيما يتعلق بالحرب في غزة "خطأ"، موجهاً المزيد من الانتقادات لطريقة تعامل إسرائيل مع الحرب على قطاع غزة.
حيث قال بايدن في تصريحات لشبكة يونيفيجن التلفزيونية الأمريكية، الناطقة بالإسبانية "أعتقد أن ما يفعله خطأ، لا أتفق مع نهجه". وسبق أن وصف بايدن أيضاً القصف الإسرائيلي على غزة بأنه "عشوائي"، ووصف أعمالها العسكرية بأنها "مبالغ فيها".
انتقاد بايدن لسياسة نتنياهو
كان البيت الأبيض قد قال الأسبوع الماضي إن الرئيس هدد في اتصال هاتفي مع نتنياهو بجعل الدعم الأمريكي للهجوم الإسرائيلي مشروط باتخاذ خطوات ملموسة لحماية موظفي الإغاثة والمدنيين، بعد مقتل سبعة من العاملين لدى مؤسسة "سنترال ورلد كيتشن" الإغاثية.
بينما قال بايدن في مقابلة الثلاثاء "ما أدعو إليه هو أن يدعو الإسرائيليون إلى وقف إطلاق النار، والسماح خلال الأسابيع الستة أو الثمانية المقبلة بكامل وصول جميع المواد الغذائية والأدوية التي تدخل البلاد"، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
فيما تتزايد الانتقادات الدولية لإسرائيل بسبب الحرب على قطاع غزة. وفي الداخل يواجه بايدن أيضاً احتجاجات منذ شهور لنشطاء مناهضين للحرب ومسلمين وأمريكيين في جميع أنحاء البلاد، والذين يطالبون بوقف دائم لإطلاق النار في غزة، وفرض قيود على المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل.
إذ ينعم الاحتلال الإسرائيلي بمساعدات أمريكية أكثر من أي دولة أخرى منذ الحرب العالمية الثانية، غير أن المساعدة السنوية تتضاءل في آخر عامين، بسبب إرسال تمويل ومعدات عسكرية إلى أوكرانيا منذ الغزو الروسي في 2022.
عادة ما تدأب الولايات المتحدة على حماية إسرائيل في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، واستخدمت حق النقض (الفيتو) ضد ثلاثة مشاريع قرارات بشأن الحرب في غزة. وامتنعت عن التصويت الشهر الماضي عندما طالب مجلس الأمن بوقف فوري لإطلاق النار.
تغيير طريقة الحرب على قطاع غزة
كما نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، الأحد 7 أبريل/نيسان، عن مصدر مطلع، إن جو بايدن هدد بنيامين نتنياهو خلال مكالمتهما الأخيرة، الخميس الماضي، بعواقب وخيمة إذا لم تغير إسرائيل طريقة الحرب على قطاع غزة.
وفقاً للشبكة الأمريكية فإن بايدن هدد نتنياهو بأنه إذا لم تتحسن الظروف المعيشية بسرعة للمدنيين في القطاع، فسوف يعيد النظر في آلية دعم الولايات المتحدة لإسرائيل بالحرب.
كما وجَّه بايدن إلى نتنياهو مطالب "يجب فعلها على الفور"، وهي فتح معبر بيت حانون شمال غزة، وميناء أسدود، أمام المساعدات الإنسانية، وزيادة كبيرة في الإمدادات التي تصل عبر معبر كرم أبو سالم.
المصدر المطلع على مكالمة الخميس الماضي أشار إلى أن نتنياهو رد قائلاً: "جو، سنفعل ذلك"، لكن بايدن أصر على أنه يجب على رئيس الوزراء الإسرائيلي الإعلان عن التحركات في ذلك المساء.
إثر ذلك وافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على هذه الإجراءات الثلاثة، لزيادة المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع المحاصر.
المسؤولون الأمريكيون رفضوا تحديد "التغييرات في السياسة الأمريكية" التي قد ينظر فيها، لكن أحد كبار المسؤولين قال لشبكة "سي إن إن" إن إبطاء إمداد الولايات المتحدة بالأسلحة إلى إسرائيل سيكون التغيير الأكثر ترجيحاً، مشيراً إلى مذكرة الأمن القومي التي صدرت مؤخراً، والتي تحدد المعايير التي يجب على الحكومات الأجنبية التي تتلقى مساعدات عسكرية أمريكية الالتزام بها.