قالت صحيفة "إسرائيل اليوم"، مساء الثلاثاء، 9 أبريل/نيسان 2024 إن أنظمة وزارة الحرب الإسرائيلية تعرضت لاختراق أثار مخاوف من تسرب "معلومات حساسة". وأفادت بأن "قراصنة أعلنوا أنهم اخترقوا أجهزة الكمبيوتر التابعة لوزارة الدفاع ووضعوا أيديهم على "معلومات حساسة".
وزارة الحرب الإسرائيلية تعرضت لاختراق
أضافت صحيفة "إسرائيل اليوم" أنهم نشروا المعلومات في مجموعات على منصة تليغرام، كما نشروا مقطعاً مصوراً زعموا أنه يوضح كيف اخترقوا أنظمة تابعة لوزارة الدفاع ووصلوا إلى المعلومات.
ونشر القراصنة وثائق يُفترض أنها عقود لوزارة الحرب وعرضوا المعلومات الكاملة للبيع في منتديات مختلفة مقابل 50 عملة بتكوين (نحو 3.3 مليون دولار)، وفق الصحيفة.
وتابعت أنه "في مكان آخر (لم تحدده)، زعم القراصنة أنهم سرقوا معلومات كثيرة، وطالبوا إسرائيل بإطلاق سراح 500 سجين أمني (أسير فلسطيني)".
وتحتجز إسرائيل في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و400 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، وقد زادت أوضاعهم سوءاً منذ أن بدأت حرباً مدمرة متواصلة على قطاع غزة منذ 6 أشهر.
وأوضحت الصحيفة أن "اختراق أنظمة وزارة الدفاع أخطر بكثير من اختراق أي أنظمة أخرى، حكومية أو مدنية، فالمنظومة الأمنية تعد هدفاً استراتيجياً للقراصنة الإيرانيين وغيرهم".
وتعتبر كل من إيران وإسرائيل الدولة الأخرى العدو الأول، ومن حين إلى آخر تتهم طهران تل أبيب بشن هجمات داخل إيران أو على أهداف إيرانية في سوريا.
وبينما رفضت وزارة الحرب الإسرائيلية التعليق، أكدت مصادر أمنية للصحيفة تعرض أنظمة الوزارة للاختراق، دون أن تحدد ما إذا كانت المعلومات المسروقة حساسة أم لا.
اختراق موقع وزارة العدل الإسرائيلية
في 5 أبريل/نيسان 2024 اخترق قراصنة موقع وزارة العدل الإسرائيلية، وحصلوا على كمّ هائل من البيانات، بينها معلومات عن موظفي الوزارة ووثائق رسمية، حسب تقديرات إسرائيلية.
ورغم نفي وزارة العدل وقوع الهجوم، قالت مصادر مطلعة لـ"إسرائيل اليوم" إنه يوجد حالياً حوالي 100 غيغابايت من المعلومات الحساسة على الإنترنت، ويبدو أن مصدرها هو وزارة العدل.
يأتي ذلك في حين قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، إن بلاده ستكمل "القضاء" على كتائب حماس بما في ذلك تلك الموجودة في مدينة رفح، وإن "لا قوة في العالم" تستطيع إيقافها، في تحدّ لكل التحذيرات الدولية من خطورة اجتياح رفح المكتظة بالنازحين. كلام نتنياهو جاء بينما كان يتحدث إلى عدد من الجنود في أحد المواقع (لم يحدد)، وفق بيان أرسل مكتبه نسخة منه للأناضول.
وقال نتنياهو، بحسب نص تصريحه: "سنستكمل القضاء على كتائب حماس، بما في ذلك في رفح، ليست هناك أي قوة في العالم تستطيع أن توقفنا". وأضاف: "هناك قوى كثيرة تحاول القيام بذلك، لكن هذا لن يجدي نفعاً"، دون مزيد من التفاصيل.
وكانت العديد من دول العالم عارضت مخطط إسرائيل لتنفيذ عملية عسكرية في رفح.
من جهتها، سبق أن طلبت الولايات المتحدة أن تأخذ أي عملية بالاعتبار "توفير الحماية" للمدنيين الفلسطينيين في رفح، في محاولة للتملص من الرفض المباشر والتام لاجتياح المدينة.
وكرر نتنياهو التمسك بأهداف الحرب الثلاثة المعلنة، وهي: "الهدف الأول استرجاع جميع المخطوفين والمخطوفات (الأسرى في غزة)، سنسترجع جميع المجندات اللواتي تم اختطافهن، ليس هذا فقط، سنسترجع الجميع". وأضاف: "الهدف الثاني هو القضاء على حماس، والهدف الثالث هو ضمان أن غزة لن تشكّل أبداً أي تهديد على إسرائيل".
حرب نتنياهو على غزة
هذه الأهداف ذاتها التي سبق أن حدّدها نتنياهو للحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 دون أن يحقق الجيش الإسرائيلي أياً منها.
وأضاف نتنياهو: "هناك هدف رابع، حماس هي جزء من محور الشر الإيراني الذي يسعى إلى تدميرنا، وعندما ننتصر على حماس، لا ننتصر عليها فقط، بل ننتصر على هذا المحور".
وزعم أن "كل الأطراف في الشرق الأوسط وخارجه تطلع على الطرف الذي ينتصر في هذه الحلبة (الحرب)، إسرائيل أم إيران ووكلاؤها، أنتم تعلمون من سينتصر"، في إشارة إلى أن إسرائيل هي من ستنتصر في النهاية.
وتصر إسرائيل على اجتياح رفح بزعم أنها "المعقل الأخير لحركة حماس"، رغم تحذيرات دولية متزايدة من تداعيات كارثية، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح فيها. وخلال الحرب، أجبرت إسرائيل معظم الفلسطينيين في شمال القطاع ووسطه على النزوح إلى مدينة رفح المحاذية لمصر.
يأتي ذلك مع مضي 6 أشهر على بدء الحرب الأطول على قطاع غزة الذي يستعد لاستقبال عيد الفطر، بينما تواصل إسرائيل حربها التي خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودماراً هائلاً بالبنى التحتية، رغم صدور قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار، ورغم مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".