قالت صحيفة "The guardian" البريطانية إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يمثل في حد ذاته "كارثة" تُهدد وجود إسرائيل، وأضافت أن سياسته والحرب التي يخوضها في غزة حولت إسرائيل إلى دولة منبوذة عالمياً، وتهدد بتصعيد إقليمي أوسع.
في افتتاحية The Observer، الصادرة الأحد 7 أبريل/نيسان 2024، قالت الصحيفة إن إسرائيل تعاني حالياً من أخطر أزمة مرت عليها منذ نشأتها في عام 1948، ورغم أنها واجهت خطراً شديداً عدة مرات منذ ذلك الحين، لكن نادراً ما ظهرت التهديدات الخارجية والداخلية ضد وجودها بمثل هذا القدر من الخطورة والضرر.
كما أضافت الصحيفة أنه كثيراً ما اتُّهِم جيش الاحتلال الإسرائيلي بعدم الاهتمام بالخسائر في أرواح المدنيين، لا سيما في الضفة الغربية. لكن عدد القتلى الأبرياء لم يكن قط مرتفعاً إلى هذا الحد الذي لا يطاق كما حدث في الحرب في غزة، حيث لقي أكثر من 33 ألف فلسطيني حتفهم في ستة أشهر مروعة.
أشارت الصحيفة أيضاً إلى أنه كثيراً ما تتعرض الحكومات الإسرائيلية لانتقادات من هيئات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، لتجاهلها حقوق الإنسان وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وقوانين الحرب الدولية. لكن لم يسبق اتهامها أمام أعلى محكمة في العالم بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية.
ليس من غير المعتاد أن تشعر إسرائيل، التي فقدت شرعيتها وقاطعها أعداؤها طوال فترة كبيرة من تاريخها، بأنها وحيدة في العالم. لكن مدى الإدانة الدولية والنبذ الدبلوماسي الذي تتعرض له الآن لم يسبق له مثيل على الإطلاق، وفق ما جاء في افتتاحية الصحيفة البريطانية.
حيث أشارت إلى أن حتى الولايات المتحدة وبريطانيا، الصديقتان المخلصتان، شعرتا بالفزع إزاء تصرفاتها.
في الأسبوع الماضي، شعر جو بايدن، تحت ضغط متزايد من حزبه، بأنه مضطر إلى ربط استمرار المساعدات العسكرية الأمريكية بموافقة إسرائيل الفورية على فتح بعض المعابر البرية في غزة، وتحسين وصول المساعدات الإنسانية قبل أن تترسخ المجاعة.
"لو حدثت أيٌّ من هذه الاضطرابات بشكل منفصل لكانت مسألة خطيرة. لكن لأنها حالياً متداخلة ومتزامنة، فإنها تشكل تهديداً جوهرياً لاستمرار أمن إسرائيل وازدهارها، بجانب أنها تشكك في تماسك الدولة وسلامة أراضيها" تضيف الصحيفة.
بالإضافة إلى كل هذه الصعوبات الهائلة، تواجه إسرائيل تحدياً آخر قد يكون مدمراً، وهو انقسامها الداخلي. لعدة أشهر مزقت الانقسامات العميقة والغاضبة مجتمعها وسياساتها، والبيت المنقسم لا يستمر.
بالنظر لكل ذلك، إذا أرادت إسرائيل البقاء والازدهار، فلا بد من إحداث ثورة في تفكيرها وأفعالها وتصوراتها عن نفسها.
حسب الصحيفة البريطانية فإن نتنياهو لم يفشل تماماً في حماية البلاد في 7 أكتوبر/تشرين الأول فحسب، بل شكَّلت مناصرته للسياسات القمعية والاستعمارية الجديدة تجاه الفلسطينيين على مدى سنوات عديدة عاملاً مساهماً رئيسياً في تلك الكارثة.
بعد ذلك، وضع نتنياهو الجيش الإسرائيلي أمام مهمة مستحيلة؛ وهي تدمير حماس. ولم تفشل هذه العملية كما كان متوقعاً فحسب، بل حولت إسرائيل أيضاً إلى دولة منبوذة عالمياً.
إنَّ تصرفات جيش الاحتلال الإسرائيلي غير المنضبطة وسيئة التوجيه، التي لا تزال خارجة عن السيطرة، تهدد بتصعيد إقليمي أوسع؛ ما يتطلب تصحيحاً سريعاً.
حسب "الغارديان" فإن نتنياهو يمثل في حد ذاته كارثة. ويجب أن يستقيل على الفور أو يُطَاح به عن طريق التصويت البرلماني أو من خلال انتخابات مبكرة، كما يقترح بديله المحتمل بيني غانتس.
في الوقت نفسه، يجب على إسرائيل أن تفتح كل معبر بري في غزة، وتسمح بالوصول الكامل وغير المُقيَّد للمساعدات الغذائية والأدوية والوقود دون مزيد من التأخير.
يجب على إسرائيل أيضاً أن تمتثل للقرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وأن تنفذ وقفاً فورياً لإطلاق النار. ويجب أن توقف القتل الآن.
كما يتعين عليها أن تعمل على تسريع المفاوضات القائمة على حسن النية، من خلال استئناف الوساطة العربية في القاهرة في نهاية هذا الأسبوع، من أجل تحرير الرهائن الإسرائيليين المتبقين من خلال تبادل الأسرى.