واشنطن ترفع حالة “التأهب” بالشرق الأوسط.. تخشى “رداً مباشراً” من طهران ضد إسرائيل قد يشعل صراعاً إقليمياً 

عربي بوست
تم النشر: 2024/04/05 الساعة 22:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/04/05 الساعة 22:24 بتوقيت غرينتش
الحرس الثوري الإيراني- رويترز

تستعد واشنطن لأسوأ السيناريوهات لنتائج الرد الإيراني المرتقب على الاستهداف الإسرائيلي لمبنى تابع للبعثة الدبلوماسية الإيرانية في دمشق، حيث كشف مصادر في واشنطن وطهران لوسائل إعلام أمريكية، مساء الجمعة 5 أبريل/نيسان 2024، عن استعدادات إيرانية لتنفيذ "رد مباشر" على الهجوم، وهو ما يقابله "قلق" في إدارة جو بايدن من سيناريو صراع إقليمي واسع. 

والإثنين 1 أبريل/نيسان 2024، شن الاحتلال الإسرائيلي غارة جوية على مبنى يعد جزءاً من مجمع السفارة الإيرانية في دمشق، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنرالات، وأربعة ضباط آخرين في فيلق القدس.

ومنذ بداية الحرب على قطاع غزة، قتل الاحتلال ما لا يقل عن 18 عضواً في فيلق القدس، من بينهم أربعة من كبار القادة، وفقاً لوسائل الإعلام الإيرانية، لكن الغارة الجوية في دمشق كانت خارجة عن المألوف، سواء من حيث قتل العديد من الشخصيات البارزة في وقت واحد، أو من حيث ضرب مبنى دبلوماسي، والذي يعتبر محظوراً في الصراعات. 

مسؤول كبير في إدارة جو بايدن قال لشبكة CNN الأمريكية، إن الولايات المتحدة في حالة تأهب قصوى وتستعد بنشاط للتعامل مع "هجوم كبير" خلال الأسبوع المقبل، من قبل إيران قد يستهدف الأصول الإسرائيلية أو الأمريكية في المنطقة.

كما قال ذلك المسؤول إن كبار المسؤولين الأمريكيين يعتقدون حالياً أن الهجوم الذي من المفترض أن تشنه إيران أمر "حتمي"، وهو رأي يشاركهم فيه نظراؤهم الإسرائيليون. 

مسؤولون أمريكيون في واشنطن والشرق الأوسط أكدوا كذلك لصحيفة "The New york times" الأمريكية، أنهم يستعدون لضربات انتقامية إيرانية محتملة، حيث تم وضع القوات العسكرية الأمريكية بالمنطقة في حالة تأهب قصوى. 

كما وضعت إسرائيل أيضاً جيشها في حالة تأهب قصوى، وفقاً لمسؤول إسرائيلي، وألغت إجازات الوحدات القتالية، واستدعت بعض جنود الاحتياط إلى وحدات الدفاع الجوي، وحجبت إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS). 

قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي/رويترز

استعداد إيراني وتحذير لواشنطن 

فيما قال مسؤولان إيرانيان طلبا عدم الكشف عن هويتهما لصحيفة "The New york times" الأمريكية، إن طهران وضعت جميع قواتها المسلحة في حالة تأهب قصوى، وتم اتخاذ قرار بأن إيران يجب أن ترد بشكل مباشر هذه المرة؛ لخلق الردع.

وقد قال أحد كبار مساعدي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الجمعة، إن طهران بعثت برسالة تحذّر الولايات المتحدة من التورط في القتال بين إسرائيل وإيران. 

وكتب محمد جمشيدي في تغريدة على موقع "إكس"، الجمعة: "في رسالة مكتوبة، تحذّر جمهورية إيران الإسلامية القيادة الأمريكية من الانجرار إلى فخ نتنياهو: ابقوا بعيداً حتى لا تتأذوا".  

بحسب شبكة "NBC News" الأمريكية، فإن مسؤولي إدارة بايدن يشعرون بالقلق من أن إيران ربما تخطط لضرب أهداف داخل إسرائيل.

فوفقاً لمسؤولين أمريكيين، فإن أي ردٍّ انتقامي داخل إسرائيل من المتوقع أن يركز على أهداف عسكرية أو استخباراتية، فيما بدأت واشنطن في دراسة الخيارات المتعلقة بكيفية الرد على مختلف التحركات الانتقامية المحتملة من جانب إيران.

فيما تعد الضربة المباشرة للأراضي المحتلة من داخل إيران أحد أسوأ السيناريوهات التي تستعد لها إدارة بايدن، لأنها ستضمن تصعيداً سريعاً للوضع المضطرب بالفعل في الشرق الأوسط. يمكن أن تؤدي مثل هذه الضربة إلى توسيع نطاق الحرب إلى صراع إقليمي أوسع، وهو أمر سعى بايدن منذ فترة طويلة إلى تجنبه.

وقد تعهدت إيران بالانتقام بعد الغارة الجوية الإسرائيلية على مجمع السفارة الإيرانية في سوريا، والتي أسفرت عن مقتل سبعة مسؤولين على الأقل. وكان من بين القتلى محمد رضا زاهدي، القائد الأعلى في الحرس الثوري الإيراني، والقائد الكبير محمد هادي حاجي رحيمي، بحسب وزارة الخارجية الإيرانية. 

تحميل المزيد