ذكر موقع "Axios" الأمريكي، الثلاثاء 2 أبريل/نيسان 2024، نقلاً عن مسؤول أمريكي، أن الولايات المتحدة أبلغت إيران بأنها "ليس لها أي دور" أو علم مسبق بالهجوم الإسرائيلي على مجمع دبلوماسي في سوريا، والذي اغتيل فيه قيادي بالحرس الثوري.
الموقع الأمريكي أشار إلى أن هذه "الرسالة النادرة" تُظهر أن إدارة بايدن تشعر بقلق عميق من أن الضربة الإسرائيلية في سوريا قد تؤدي إلى تصعيد إقليمي، واستئناف هجمات الميليشيات الموالية لإيران ضد القوات الأمريكية.
كما نقل "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين أن إسرائيل أخطرت إدارة بايدن قبل دقائق قليلة من قيام قواتها الجوية بتنفيذ الضربة، لكنها لم تطلب الضوء الأخضر الأمريكي.
فيما قال مسؤول أمريكي إن التحذيرات الإسرائيلية لم تكن مفصلة، ووصلت عندما كانت الطائرات العسكرية في الجو بالفعل. ولم يخبر الإسرائيليون الولايات المتحدة، على سبيل المثال، بأنهم كانوا يخططون لقصف مبنى في مجمع السفارة الإيرانية.
بينما وقعت الغارة قبل وقت قصير من قيام مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، ووزير الخارجية بلينكن، بإجراء مكالمة جماعية عبر الفيديو مع كبار المسؤولين الإسرائيليين، لمناقشة بدائل الغزو البري الإسرائيلي في رفح. وقال مسؤول أمريكي إن الضربة الجوية في سوريا لم يتم طرحها خلال الاجتماع الذي استمر ساعتين ونصف الساعة.
تفاصيل الهجوم الإسرائيلي على مجمع دبلوماسي
كانت طائرات حربية إسرائيلية قصفت السفارة الإيرانية في سوريا، الإثنين 1 أبريل/نيسان، في تصعيد للحرب التي تشنها إسرائيل على وكلاء إيران في المنطقة، فيما قالت طهران إن القصف أودى بحياة سبعة مستشارين عسكريين، من بينهم ثلاثة من كبار القادة.
قال وزير الخارجية السوري فيصل المقداد "ندين بقوة هذا الاعتداء الإرهابي الشنيع، الذي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق، وأدى إلى استشهاد عدد من الأبرياء".
بينما قال سفير إيران لدى سوريا، حسين أكبري، إن الضربة أصابت مبنى قنصلياً في مجمع السفارة، وإن مقر إقامته في الطابقين العلويين.
فيما قال الحرس الثوري الإيراني في بيان إن سبعة مستشارين عسكريين لقوا حتفهم في الهجوم، من بينهم محمد رضا زاهدي، القائد الكبير في فيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري.
وتستهدف إسرائيل المنشآت العسكرية الإيرانية والمنشآت الأخرى التابعة لوكلاء طهران في سوريا منذ فترة طويلة، غير أن هذه هي المرة الأولى التي تقصف فيها إسرائيل مجمع السفارة نفسه.
زادت تلك الضربات مع بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث استشهد أكثر من 32 ألف فلسطيني خلال 6 أشهر، وكثفت إسرائيل غاراتها الجوية في سوريا ضد جماعة حزب الله اللبنانية، والحرس الثوري الإيراني، وكلاهما يدعم حكومة الرئيس بشار الأسد.
إسرائيل ترفض التعليق على الهجوم
لا تعلق إسرائيل عادة على الهجمات التي تشنها قواتها في سوريا. ورداً على سؤال عن الغارة الجوية في سوريا، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي "لا نعلق على التقارير الواردة في وسائل الإعلام الأجنبية".
فيما نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن أربعة مسؤولين إسرائيليين لم تذكر أسماءهم اعترافهم بأن إسرائيل نفذت الهجوم.
بينما وصفت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة الضربة بأنها "انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، والمبدأ الأساسي المتمثل في حرمة المباني الدبلوماسية والقنصلية".
كما قالت البعثة الإيرانية إن الضربة "تهديد كبير للسلام والأمن الإقليميين"، وحثت مجلس الأمن الدولي على استنكار الهجوم، وقالت إن طهران تحتفظ بالحق في "اتخاذ رد حاسم".
من جهته، تعهد حزب الله اللبناني، أقوى وكيل مسلح لإيران في المنطقة، بالرد. وقالت الجماعة في بيان إن "هذه الجريمة لن تمر دون أن ينال العدو العقاب والانتقام".
كما نددت دول إسلامية، منها العراق والأردن وعمان وباكستان وقطر والسعودية والإمارات بالهجوم، وكذلك استنكرته روسيا.