اتهم عمدة مدينة أورليانز الفرنسية حكومة الرئيس ماكرون بنقل المهاجرين من باريس إلى مدينته قبل الألعاب الأولمبية، بحسب صحيفة The Times البريطانية.
سيرج غروارد، قال إن 519 مهاجراً وصلوا إلى المدينة منذ مايو/أيار العام الماضي في إطار برنامج وصفته المنظمات الخيرية بأنه "تطهير اجتماعي" للعاصمة.
الحكومة الفرنسية أكدت هذا الرقم، وقالت إن أورليانز واحدة من عشر بلدات ومدن يُنقل المشردون إليها. ونفى الوزراء أن يكون هذا النقل مرتبطاً بالألعاب الأوليمبية.
هكذا بررت الحكومة نقل المهاجرين من باريس
وفقاً للوزراء، فإن امتلاء الملاجئ في منطقة باريس دفعهم إلى توفير أسرّة لهم خارج العاصمة، وأضافوا أنه نُقل إجمالاً 3800 شخص بالحافلات إلى مدن خارج العاصمة العام الماضي، ولم يكن جميعهم من المهاجرين.
لكن غروارد لم يقتنع بتبرير الحكومة بشأن نقل المهاجرين من باريس. وأضاف: "هم يريدون تفريغها منهم".
فيما يُنقل المهاجرون إلى فندق في إحدى ضواحي أورليانز حيث يُسمح لهم بالبقاء ثلاثة أسابيع قبل نقلهم إلى مكان آخر، وقالت الحكومة إنه من الـ 519 شخصاً الذين أُرسلوا إلى أورليانز، تم توفير أسرّة لـ 146 شخصاً في ملجأ لطالبي اللجوء، ووُضع 335 شخصاً في مساكن الطوارئ وغادر 38 المنطقة.
زعم غروارد أن وجودهم يمكن أن يؤثر على انخفاض معدلات الجريمة في المدينة، إذ قال إن عدد الجرائم التي سجلتها الشرطة انخفض من 8659 عام 2001 إلى 1661 العام الماضي.
حيث قال: "لا نريد أن تصبح أورليانز "تل كوكايين" جديدة"، في إشارة إلى منطقة في شمال باريس تعرف باسم كولين دو كراك أو تل الكوكايين لأنها أصبحت مركزاً لتعاطي وتجارة المخدرات.
الحكومة سرّعت نقل المهاجرين من باريس قبل الألعاب الأولمبية
فيما تقول منظمات خيرية إن سياسة نقل المهاجرين من باريس إلى المدن الأخرى مطبقة منذ سنوات، لكن الحكومة سرّعتها في الفترة التي تسبق الألعاب الأولمبية.
كما أشارت إلى مجموعة من العمليات الأخيرة لإزالة الخيم المؤقتة على ضفاف نهر السين والمساكن العشوائية في منطقة باريس التي تضم العشرات وأحياناً المئات من المهاجرين. وقالت صحيفة Le Figaro إن الحكومة تريد أن تصبح باريس مدينة "خلابة" حين يصلها حوالي 16 مليون زائر لحضور الألعاب الأولمبية.
وفقاً لصحيفة Le Monde الفرنسية، في يناير/كانون الثاني الماضي، أصدر عمدة لافور، وهي بلدة صغيرة بالقرب من تولوز في جنوب غرب فرنسا، خطاباً عاماً ندد فيه بسياسة نقل المهاجرين إلى مدن البلاد ووصفها بأنها "غير مسؤولة" و"خطيرة".
فيما أيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فكرة توزيع طالبي اللجوء واللاجئين في أنحاء البلاد خلال خطاب ألقاه في سبتمبر/أيلول عام 2022. ووصف السياسة القديمة بتركيز المهاجرين في المناطق الفقيرة في المدن الكبرى بأنها "سخيفة"، وقال إن اللاجئين يمكن أن يساعدوا في تحقيق "تحول ديموغرافي" في المناطق الريفية والمدن الصغيرة في فرنسا التي تعاني تراجعاً في أعداد السكان.
لكن الساسة اليمينيين واليمين المتطرف يشجبون هذه السياسة ويتهمون ماكرون بإدخال الفقر والجريمة إلى مجتمعات تقليدية لا تحبذ الاختلاط بالغرباء.