اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الأحد 31 مارس/آذار 2024، أن إنشاء الجيش الإسرائيلي منطقة "إعدام" على امتداد قطاع غزة، حيث يتم قتل من يتحرك فيها، "جريمة حرب وحشية"، مطالبة المؤسسات الدولية "ببدء تحقيق فوري في هذه الجرائم".
وبحسب بيان للحركة فإن "ما كشف عنه الإعلام الصهيوني اليوم من إنشاء جيش الاحتلال المجرم لـ(مناطق إعدام)، على امتداد قطاع غزة، يتم قتل من يتحرك فيها، دون أي تمييز؛ جريمة حرب وحشية".
البيان أضاف أن تلك الممارسات الإسرائيلية "انتهاك لكافة أعراف وقوانين الحروب، باستهداف مدنيين عزل في حوادث مستمرة، كشفت عن بعضها مقاطع فيديو بثتها قناة الجزيرة سابقاً".
والأربعاء، عرضت قناة "الجزيرة" القطرية مقطعاً مصوراً يُظهر إعدام جنود إسرائيليين مدنيين فلسطينيين اثنين بدم بارد أثناء محاولتهما العودة لشمال قطاع غزة.
وينضم هذا المقطع إلى مقاطع مصورة أخرى تم الكشف عنها في الفترة الأخيرة، تظهر عمليات قتل إسرائيلية متعمدة لمدنيين فلسطينيين في غزة.
مطالبات ببدء تحقيق في الجرائم
في السياق، وطالبت "حماس"، الأمم المتحدة والمؤسسات القضائية الدولية، وعلى رأسها المحكمة الجنائية الدولية، "ببدء تحقيق فوري في هذه الجرائم البشعة، وغيرها من الانتهاكات الفاضحة التي تحدث بالصوت والصورة أمام العالم أجمع".
كما دعت "لمحاكمة قادة الاحتلال النازيين، والعمل على وقف المجزرة المستمرة، وحرب الإبادة التي تُشَن ضد المدنيين العزّل، وحماية قيم الإنسانية التي يدوسها الاحتلال بغطاء وضوء أخضر من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن".
والأحد، قال ضباط وجنود إسرائيليون، إن غالبية القتلى الذين صنفهم الجيش على أنهم "إرهابيون"، خلال حربه الراهنة على قطاع غزة، هم في الحقيقة "مدنيون غير مسلحين".
وجمعت صحيفة "هآرتس" العبرية (خاصة) شهادات من هؤلاء الضباط والجنود الذين قاتلوا في غزة خلال الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ونقلت عنهم أن "الجيش صنف حوالي 9 آلاف قتيل فلسطيني في غزة على أنهم إرهابيون، لكن في الحقيقة غالبيتهم مدنيون، ولم يشكلوا أي تهديد".
وتابعوا: "ذنبهم الوحيد (هؤلاء الضحايا) عبور خط وهمي رسمه الجيش، والذي في حال عبوره يمنح القوات الإذن بإطلاق النار عليهم".
وقال أحد الجنود للصحيفة: "قيل لنا تحديداً إنه حتى في حال فرار مشتبه به إلى مبنى، يتم إطلاق النار على المبنى، حتى على حساب إصابة مدنيين".
وبحسب شهادات الضباط والجنود، فإن الجيش الإسرائيلي يطلق النار على أي شخص يدخل "منطقة الإبادة" التي حددها، سواء كانوا مسلحين أو مدنيين.
وقال ضابط احتياط: "باختصار، الإرهابي بالنسبة للجيش هو أي شخص قتلته القوات داخل منطقة القتال مع القوة العسكرية (مقاتلو الفصائل الفلسطينية)".
وأضاف: "لا يمكن القول بشكل مؤكد مَن الإرهابي ومَن الذي استُهدف لأنه دخل لسبب أو آخر إلى منطقة القتال".
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودماراً هائلاً بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".