اتهم المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الإثنين 1 أبريل/نيسان 2024، جيش الاحتلال الإسرائيلي بقتل 400 مدني وإخفاء جثثهم في أرضية مجمع الشفاء ومحيطه بمدينة غزة شمال القطاع، واعتقال 300، فيما ظل أكثر من 100 في عداد المفقودين، وذلك على مدار أسبوعين من توغله.
في وقت سابق الإثنين، انسحب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من داخل مجمع الشفاء الطبي والمناطق المحيطة به، مخلفاً دماراً هائلاً وكارثة إنسانية ارتكبها على مدار 14 يوماً، فضلاً عن إحراق وتدمير مباني المجمع ومعظم المنازل المحيطة به.
حاول إخفاء جرائمه في مجزرة الشفاء
المكتب الحكومي قال في بيان، إن "جيش الاحتلال قتل داخل مجمع الشفاء الطبي وفي محيطه أكثر من 400 شهيد".
كما كشف أن الجيش الإسرائيلي "حاول إخفاء جريمته النكراء بإعدام مئات المدنيين والجرحى والمرضى داخل أسوار المجمع من خلال تغطية الجثامين بأكوام الرمال وتجريفها ودفنها وخلطها بأرضية المجمع".
وأضاف المكتب الحكومي: "كما اعتقل الجيش أكثر من 300 أسير، فيما لا يزال أكثر من 100 مدني فلسطيني في عِداد المفقودين نتيجة جريمة الاحتلال الصادمة".
بحسب البيان ذاته "انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من مجمع الشفاء الطبي فجر اليوم (الإثنين) بعد أسبوعين على اقتحامه واحتلاله بشكل كامل، مُخلّفاً دماراً واسعاً وجريمة فظيعة ضد الإنسانية وضد القانون الدولي".
وبيّن أن "الدمار طال جميع مناحي المجمّع، وعمد الاحتلال إلى تدمير وحرق وهدم جميع المباني والأقسام بلا استثناء، في جريمة واضحة يندى لها جبين البشرية".
مناشدات للضغط على الاحتلال
في البيان نفسه، حمّل المكتب الحكومي، الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي وإسرائيل "المسؤولية الكاملة تجاه جريمة احتلال واقتحام وتدمير مجمع الشفاء الطبي، كونهم هم من يعطون الاحتلال الضوء الأخضر للاستمرار في جرائمه دون أن يدينوا هذه الجرائم".
وطالب المؤسسات الأممية والدولية وكل دول العالم الحر بـ"التداعي الفوري من أجل إعادة تأهيل القطاع الصحي وإعادة ترميم المستشفيات وإعادتها إلى الخدمة".
ودعا إلى "إدخال المستشفيات الميدانية وعشرات الطواقم الطبية ومئات الأطباء في جميع التخصصات من أجل إنقاذ الواقع الصحي في قطاع غزة، وإنقاذ آلاف الجرحى والمرضى قبل فوات الأوان".
كما ناشد المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية "الضغط على الاحتلال من أجل وقف حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال ضد المدنيين وضد الأطفال والنساء".
بيان الاحتلال بشأن مجزرة الشفاء
في وقت سابق الإثنين، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان، قتله 200 فلسطيني واعتقال أكثر من 500 آخرين من منطقة مجمع الشفاء الطبي، خلال العملية العسكرية التي استمرت نحو أسبوعين.
وقال: "على مدار الأسبوعين الماضيين داهمت قوات الجيش وجهاز الأمن العام – الشاباك بقيادة الفرقة 162 مع قوات تابعة لمجموعة القتال 401، ووحدة 13 للكوماندوز البحري، والوحدة الخاصة التابعة للواء الناحال، ودوفديفان وهيئة الاستخبارات العسكرية مستشفى الشفاء".
كما أضاف أنه خلال العملية "تم القضاء على 200 فلسطيني، واعتقال ما يزيد عن 500 آخرين ينتمون إلى منظمات فلسطينية (لم يحددها)" على حد زعمه.
وفق بيان جيش الاحتلال "تم تحويل المعتقلين لمتابعة التحقيق معهم في إسرائيل، لدى وحدة 504 التابعة لهيئة الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن العام".
وأشار إلى أن العملية التي أعلن انتهاءها فجر اليوم، تم تنفيذها بناءً على معلومات استخباراتية وصفها بـ"المسبقة والدقيقة الواردة من هيئة الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن العام".
وفي السياق، تحدثت حركة حماس في بيان، عن "العثور على جثامين شهداء مقيّدي الأيدي دفنهم الجيش الإسرائيلي أحياء"، ضمن "فظائع" ارتكبها خلال اقتحامه مستشفى الشفاء.
وتواصل إسرائيل الحرب على غزة رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال رمضان، رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرباً مدمرة على غزة بدعم أمريكي، خلفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، حسب بيانات فلسطينية وأممية.