عاد الدكتور علي جمعة، المفتي السابق لمصر، السبت 30 مارس/آذار 2024، لإثارة الجدل بفتوى جديدة له تتعلق بكيفية شعور الأموات بمن يزورونهم في القبور، رغم أن الأرواح تكون قد صعدت إلى السماء.
كيفية شعور الأموات بمن يزورونهم
في مقطع فيديو، من برنامجه، الذي يُذاع في شهر رمضان، قال علي جمعة مجيباً عن سؤال لأحد الأطفال، حول كيفية يشعور الميت بمن يزوره: "حاجة كده زى الستالايت، ربنا علّمنا في الدنيا التواصل عن بُعد عن طريق الأقمار الصناعية، والشاشات، فما بالك بالملأ الأعلى، عندما تصعد الروح للبرزخ، فده عالم البرزخ له قوانين مختلفة عن قوانين الأرض".
وأضاف: "إزاى بتبقى بتتكلم من واشنطن مع حد في صعيد مصر، في تطور كبير في الاتصالات والمواصلات في الدنيا، طبعاً ده اللي ربنا علّمه لينا، ما بالك باللي في الملأ الأعلى، هيكون ضعفه تريليون مرة".
وقال "جمعة" إن: "الموت رحمة، والإنسان في عمر الأربعين يكون في عز القوة والفتوة، وكلما كبر احتاج، وعندما يصل لعمر 100 سنة لن يستطيع أن يتوضأ ولو بالشكل ده كان الموت أفضل"، مردفاً "لو بالشكل ده كان سيدنا آدم كان يبقى لسه عايش، وكان عمره هيبقى 100 ألف سنة، طيب إحنا عددنا في العالم 8 مليار نسمة، ولو مكنش في حد بيموت كانت هتبقى دنيا غريبة عجيبة، ومكنتش هتلاقى موارد".
نفس الفتوى القديمة
هذه الفتوى، ليست جديدة للمفتى السابق علي جمعة، فقد سبق أن تحدث عنها في لقاء سابق له في إحدى القنوات المصرية، الثلاثاء 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2014، وقال وقتها إن الأرواح تتلاقى في البرزخ، موضحاً أن البرزخ هو مكان الانتقال ما بين الدنيا والآخرة، وأضاف أنه عند خروج الروح تسأل الأرواح عن بعضها البعض، مشيراً إلى أن هناك محادثة بين الأرواح فى ملكوت الله، وفق ما نقلت وقتها وسائل إعلام مصرية.
وكشف "جمعة" أن الأرواح لديها نافذة مثل "الستالايت" تكشف بها عن مكان دفنها، موضحاً أن هذه النافذة تُفتح لهم تلقائياً ما بين عصر يوم الخميس إلى فجر يوم السبت، فإذا ذهبت إليهم فى هذه الفترة يراك الميت "كأنك ظهرت أمامه فى الكاميرا"، موضحاً أنه إذا قرأ أحد للميت سورة الفاتحة، ووهبها له أو دعاء، فإنها تذهب له كأنها مغلفة ومكتوب عليها من شخص محدد.
خالد الجندي ينتقد علي جمعة
هذه الفتوى في ذلك الوقت للمفتي السابق، دفعت خالد الجندى، الداعية المصري والمقرّب من السلطات المصرية للرد ساعتها على علي جمعة، وقال: "لا توجد حاجة اسمها الميت بيتفتح له شاشة عرض، وليس له أي دليل ولا يصح أن يخرج هذا الكلام من قامة كبيرة كالدكتور علي جمعة"، وذلك وفق ما نشرت وسائل إعلام مصرية، الخميس 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2014.
وقال الجندي ساعتها كذلك إن تصريح الدكتور علي جمعة قد يجعل البعض يتهم المشايخ بأنهم يغيّبون العقل؛ مطالباً "جمعة" بأن يعلّم الناس فقه الإتقان وليس "الستالايت" الذي ليس له دليل يعتدّ به، ولا داعي لإغراق الناس فى الغيبيات، وعلينا الحديث في الواقع الذي نعيشه، حسبما ذكر.
جدير بالذكر أن مفتي مصر السابق الدكتور علي جمعة قد أثار الجدل في الأيام الماضية، خاصة يوم الثلاثاء 19 مارس/آذار 2024، وذلك بالحديث عن الجنة والنار، في رده على سؤال لأحد الأطفال في برنامجه الذي يقدّمه على إحدى القنوات المصرية، وهو الرد الذي أثار الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، وتضمن انتقادات كثيرة للرجل.
الحديث عن الجنة والنار
مفتي مصر السابق علي جمعة، رد على سؤال حول عذاب المنتحر بسبب الألعاب الإلكترونية، وهل سيعذبه الله أم سيرحم جهله وعدم اكتمال وعيه؟ قائلاً: "بندعو الناس من زمان إلى الرحمة والحب، وليس إلى الكراهية، وبنقول فيه ناس عاوزة تشوفها سودة، لكنها ليس كذلك، لا الدنيا كده ولا الآخرة كده، الحياة ليست فقط اللي إحنا فيها، ولكن الآخرة برضه لقوله تعالى: "وإن الدار الآخرة لهي الحيوان"، هل انتوا فاكرين إن القبر حفرة من حفر النار، إحنا مؤمنين بأنه روضة من رياض الجنة، فشوف الخطاب عامل إيه، يسيب الروضة اللي من رياض الجنة والفرحة بلقاء الله، ويخلوها ثعبان أقرع اللي موردش فيه حاجة، ويخلوها عذاب القبر، وأنا مالي بعذاب القبر ويعذبني ليه؟".
المفتي السابق قال كذلك في رده على سؤال لطفلة من الحضور في برنامجه على إحدى القنوات المصرية: "انتوا فاكرين إن يوم القيامة، هيبقى أهوال؟ أيوه فيه كتب بتقول كده، ولكن فيه المتحابين على منابر من نور يوم القيامة، و7 يظلهم الله في ظله، انتوا فاكرين أنه يوم القيامة ليس فيه شفاعة؟ ده فيه 70 ألف شفيع يشفع في 70 ألف شفيع، وعدد المسلمين في الأرض 2 مليار بس، شوفوا قوله تعالى "ورحمتي وسعت كل شيء"، فلما حد يسأل الرد بييجي أن الموت أسود وياخدنا من الدار إلى النار.. وهنبدأ العذاب من القبر"، مضيفاً أن جماهير المسلمين يعتقدون أن الوعد والوعيد لا بد أن ينفذ، وعلق بالقول: "ربنا أخبرنا بأن هناك جنة ونار، طيب لو أن الله ألغى النار يوم القيامة هنقوله لأ.. ما يدخّل كل الناس الجنة، هو فعال لما يريد، وده وارد، وعلماء مسلمين كتير قالوا إنه وارد، وده يبقى كرم وعطاء، ولما وعد بالنار مش ضروري يعملها، ويبقى معمولة لينا حتى لا نؤذي أحداً والخوف من الله تعالى"..
انتقادات للمفتي السابق علي جمعة
حديث المفتي السابق حول إمكانية أن يلغي الله "سبحانه وتعالى" النار، أثار الكثير من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، فقال رشاد حامد في تعليقه على الفتوى، في حسابه على "إكس": "حديث الشيخ علي جمعة عن أن الله قد يلغي النار ويدخل كل الناس الجنة، يعيدنا لأصل من أصول الإيمان عند أهل السنّة، وهو أن الله سبحانه وتعالى لا يخلف وعده أبداً، ولكن وعيده قد يتخلف بمشيئته، وهذا ما نفهمه من الآية: "وكذلك أنزلناه قرآناً عربياً وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكراً"، والآية تقول إن الله سبحانه وتعالى، يبتغي من الوعيد أن يجتنب الناس المعاصي، وأن يعتبروا ويتعظوا ويتوبوا ويذكروا الله، فيكون ذلك مانعاً من أن ينفذ الله وعيده".
كذلك قال إياد الحمود: "مفتي مصر السابق علي جمعة يثير الجدل مجدداً بقوله: هناك جنة ونار، طيب لو ربنا ألغى النار يوم القيامة هنقوله لأ؟ هو فعّال لما يريد، يعني وارد ربنا يلغي النار يوم القيامة ويدخل كل الناس الجنة، وده يبقى كرم وعطاء، ولما وعد بالنار مش ضروري يعملها".
في حين قال مراد علي، المتحدث الإعلامي السابق لحزب الحرية والعدالة المصرية في تغريدة له على منصة "إكس": "ما زلنا ننتظر من علماء الأزهر ومن #شيخ_الأزهر الرد على تخاريف #علي_جمعة. السكوت لم يعد مقبولاً. نحن أمام حملة ممنهجة لتحريف الدين ولنشر الخزعبلات. @alimamaltayeb يا فضيلة الإمام، هل توافق على هذا الرأي: هل فعلاً وارد ربنا يلغي النار ويدخل كل الناس الجنة في الآخرة؟".