كشف خمسة مسؤولين من مصر والولايات المتحدة وإسرائيل أنَّ المسؤولين المصريين قدموا عدداً كبيراً من الطلبات للولايات المتحدة في إطار المفاوضات الدائرة الآن مع إسرائيل بشأن غزة، شملت الحصول على تمويل وعتاد أمني، وذلك وفق ما نشرت صحيفة POLITICO الأمريكية في تقريرها يوم الخميس 28 مارس/آذار 2024.
المفاوضات الدائرة الآن مع إسرائيل بشأن غزة
قال المسؤولون الخمسة إنَّ القاهرة طلبت في الأشهر الأخيرة من الولايات المتحدة دراسة المساعدة في توفير شرائح إضافية من التمويل والمعدات العسكرية الجديدة – مثل أنظمة الأمن والرادار – لتأمين الحدود مع غزة استعداداً لغزو بري إسرائيلي لرفح. وأُبقِيَت هوية المسؤولين الخمسة سرية لأنهم يتحدثون عن مناقشات حساسة.
وتأتي الطلبات المصرية في الوقت الذي يخوض فيه المسؤولون الأمريكيون مناقشات مع نظرائهم في قطر ومصر وإسرائيل لوضع خريطة طريق تؤدي في النهاية إلى وقف القتال للسماح بالإفراج عن جميع الأسرى المتبقين في غزة. وضمن تلك المحادثات، قالت إسرائيل إنها ستحاول طرد حماس من الجزء الجنوبي من القطاع من خلال إجراء عملية برية في رفح. وصار المسؤولون المصريون والأمريكيون أكثر اعتقاداً أنَّ غزو رفح سيحدث في نهاية المطاف.
مصر تعارض اجتياح رفح الفلسطينية
في حين عارض المسؤولون المصريون بشدة فكرة الغزو، قائلين إنه سيجبر حتماً مئات الآلاف من سكان غزة على الفرار جنوباً إلى الحدود؛ حيث من المرجح أن يحاولوا اجتيازها إلى مصر. ويشعر المسؤولون بالقلق تحديداً بشأن عبور مقاتلي حماس إلى سيناء – وهي المنطقة التي تؤوي منذ سنوات المتطرفين الذين نفذوا العديد من الهجمات الإرهابية القاتلة.
وقال مسؤولون إنَّ التمويل والمعدات الإضافية التي طلبتها مصر ستساعد جيشها في التعامل مع التدفق المحتمل لسكان غزة على حدودها. وقال المسؤولان الأمريكيان إنَّ المطالب المصرية – رغم أنها نموذجية، خاصة في خضم مفاوضات دولية مكثفة – أضافت طبقة أخرى من التعقيد إلى المحادثات وأبطأت سرعتها.
فيما قال المسؤول الإسرائيلي: "لكي تمضي إسرائيل قدماً في غزو رفح، نحتاج حقاً إلى موافقة مصر. فهذه حدودهم التي يشعرون بالقلق بشأنها"، وامتنعت كل من وزارة الخارجية المصرية والأمريكية عن التعليق.
وقال مسؤول أمريكي ثالث إنَّ الإدارة سرَّعت المحادثات مع المصريين في الأسابيع الأخيرة وسط مخاوف متزايدة بشأن حدودها، مضيفاً أنَّ واشنطن تريد أيضاً إغلاق جميع طرق التهريب المحتملة لحماس.
وفر نحو 1.5 مليون شخص إلى رفح من أجزاء أخرى من غزة هرباً من الحرب. وتقول الحكومة المصرية إنه ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه سوى المنطقة الحدودية، بعدما منعتهم إسرائيل إلى حد كبير من التحرك شمالاً.
ومن الممكن أن ينتهي الأمر بالقاهرة بالحصول على المساعدة من أماكن أخرى، ربما من الدول العربية. وفي وقت سابق من هذا الشهر، كان المسؤولون الأمريكيون يستعدون لطرح خطة على إسرائيل للمساعدة في تأمين الحدود بدلاً من غزو رفح.
يُذكَر أنَّ الولايات المتحدة حجبت، في السنوات الأخيرة، مساعدات بمئات الملايين من الدولارات عن مصر بسبب سجلها الحقوقي. لكن طلبت مصر من الولايات المتحدة مؤخراً إعادة النظر في موقفها وتقديم أموال إضافية تقول إنها تحتاج إليها للتعامل مع تداعيات غزو رفح.