اعترف مسؤول بارز في هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، الإثنين 25 مارس/آذار 2024، بارتكاب خطأ في تغطية القناة لتفاصيل القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي في محكمة العدل الدولية تتهمها فيها بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة.
بعد استجواب قاسٍ من مشرعين بريطانيين، قال مدير السياسة والمعايير التحريرية في "بي بي سي"، ديفيد جوردان، إن المذيع ربما يكون قد "ارتكب خطأً" بسبب تغطيته غير المتكافئة للمرافعات في قضية الإبادة الجماعية التي تتهم فيها إسرائيل في محكمة العدل الدولية.
انتقاد تغطية هيئة الإذاعة البريطانية
في جلسة مع مشرعين في لجنة الإعلام بالبرلمان البريطاني، تناول جوردان المخاوف بشأن قرار المذيع بث الدفاع الإسرائيلي بأكمله في لاهاي، بينما عرض فقط أجزاءً من الحجج المضادة لجنوب أفريقيا، حسب ما ذكرته وكالة الأناضول.
فيما كانت عضو البرلمان عن حزب العمال البريطاني المعارض جولي إليوت قد أثارت القضية، وشككت في عدالة وحياد تغطية "بي بي سي"، ولا سيما تسليط الضوء على التناقض في وقت البث بين مرافعتي إسرائيل وجنوب أفريقيا.
عندما ضغطت عليه إليوت، اعترف جوردان بأن تغطية هيئة الإذاعة البريطانية في المملكة المتحدة لم تقدم التكافؤ التام بين المرافعات المقدمة إلى محكمة العدل الدولية.
كما أشار إلى أنه في حين كانت التغطية الدولية عادلة لكلا الجانبين في الصراع، كان هناك اختلاف وتفاوت خلال البث في المملكة المتحدة في التغطية الحية خلال يومي المرافعات.
فيما قال إنه عندما راجع المسؤولون عن الأخبار التغطية في وقت لاحق، اعتقدوا أنهم ربما ارتكبوا خطأً في عدم جعل التغطيتين متشابهتين أو متطابقتين.
أضاف جوردان أنه "كان قراراً تحريرياً صعباً حقاً حول أي جلسة مرافعة يجب عليهم التركيز عليها"، مشيراً إلى أن فريق الأخبار أدرك الحاجة إلى تعديلات محتملة، وأكد أنه إذا فكر في الأمر مرة أخرى، ربما كان سيفعله بشكل مختلف".
صحفيون في "بي بي سي" ينتقدون مؤسستهم
قبل ذلك، خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وجد صحفيون في هيئة الإذاعة البريطانية أنفسهم مضطرين للاحتكام للإعلام بعد أن لمسوا انحياز الخط التحريري لقناتهم لجانب إسرائيل في تغطية الحرب على غزة.
حيث عرض موقع قناة الجزيرة الإنجليزية، رسالة (من 2300 كلمة) من 8 صحافيين يعملون في بي بي سي، اتهموا فيها قناتهم بالتحيز لإسرائيل وعدم عرض معاناة المدنيين الفلسطينيين بالقدر الكافي.
إذ أشار الصحفيون في رسالتهم إلى ازدواجية المعايير التي تتبعها المؤسسة التي يعملون بها، في التعامل مع الضحايا الفلسطينيين على يد إسرائيل وضحايا الحرب الروسية الأوكرانية.
أكدت الرسالة "غياب التعامل النقدي لقناة بي بي سي مع الادعاءات الإسرائيلية، وفشلت في نقل الحكاية، ولم تساعد الرأي العام في فهم ما يحدث من انتهاكات لحقوق الإنسان في غزة". وطلب الصحفيون المشاركون في الرسالة عدم نشر أسمائهم خوفاً من "الردود الانتقامية" من قبل القناة.
فيما تكتفي "بي بي سي" باستخدام كلمات من قبيل "المجزرة" و"الوحشية" بحق حركة حماس فقط، وتظهر حماس بأنها "المحرض الوحيد على العنف في المنطقة".