قال منظمو شؤون الطلاب في جامعة ماكغيل الكندية، لموقع "Middle East Eye"، إنَّ طالبة من الجامعة، كانت مضربة عن الطعام لأجل غير مسمى طوال الأيام الـ34 الماضية، دخلت إلى المستشفى بعدما غابت عن الوعي يوم السبت 23 مارس/آذار 2024.
وعَلِم الموقع أنَّ رانيا أمين، وهي طالبة كندية في مرحلة ما قبل التخرج، التي بدأت إضراباً عن الطعام إلى أجل غير مسمى، في 19 فبراير/شباط الماضي، في حالة مستقرة وتحت المراقبة.
رانيا طالبة كندية دخلت بإضراب عن الطعام إلى أجل غير مسمى
ورانيا هي واحدة من طالبين مُضربين عن الطعام حالياً إلى أجل غير مسمى، لمطالبة الجامعة بقطع الاستثمارات مع شركات الدفاع التي تدعم الجيش الإسرائيلي، سواء دعماً مباشراً أو غير مباشر، وكذلك إنهاء ارتباطاتها بأربع جامعات إسرائيلية.
فيما يشارك نحو 15 طالباً آخرين في إضراب عن الطعام، لكن بالتناوب، منذ 19 فبراير/شباط.
وفقاً لمنظمي الإضراب عن الطعام، فإنَّ جامعة ماكغيل تستثمر حالياً نحو 20 مليون دولار في العديد من شركات الدفاع، بما في ذلك Safran، وهي شركة جوية ودفاع فرنسية، وLockheed Martin، وهي شركة أمريكية باعت طائرات مقاتلة لإسرائيل.
وتأتي حركة الإضراب عن الطعام من طلاب جامعة ماكغيل في أعقاب استفتاء، في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، صوتت فيه غالبية الطلاب لصالح إدانة الجامعة للحصار الإسرائيلي على غزة، وسحب الاستثمارات من الشركات التي تدعم إسرائيل، وقطع العلاقات مع الجامعات الإسرائيلية.
بحسب صحيفة The Tribune البريطانية، أُغلِق التصويت في استفتاء رابطة طلاب جامعة ماكغيل، في 20 نوفمبر/تشرين الثاني، وشارك فيه 35.1% من الطلاب الجامعيين. وصوت الطلاب بأغلبية ساحقة -بنسبة 78.7%- لتمرير سياسة مناهضة الإبادة الجماعية في فلسطين، من بين أمور أخرى.
كما أشارت The Tribune إلى أنَّ السياسة المناهضة للإبادة الجماعية في فلسطين- التي طرحها الطلاب- تُلزِم رابطة طلاب جامعة ماكغيل بالضغط على الجامعة لإدانة الحصار الإسرائيلي على غزة، وسحب الاستثمارات من الشركات التي تدعم دولة إسرائيل، وقطع العلاقات مع الجامعات الإسرائيلية. وتنص أيضاً على أن الرابطة يجب أن تتخذ موقفاً عاماً ضد عنف الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة، وأن تتضامن مع الطلاب الفلسطينيين والعرب.
وبدأ أحد الطلاب، الذي لم يرغب في تعريفه سوى باسمه الأول "شادي"، إضراباً عن الطعام إلى أجل غير مسمى طوال الأيام الـ22 الماضية. وقال شادي لموقع Middle East Eye إنه بدأ الإضراب لأنه لم يرغب في المشاركة في الاحتلال الإسرائيلي أو تطبيع العلاقات مع دولة فصل عنصري.
وقال شادي: "نحن نتحدث عن استثمارات بقيمة 20 مليون دولار في شركات تعمل بشكل مباشر في تصنيع الأسلحة -وأعتقد أنَّ قيمة هذا الاستثمار المباشر تعادل 7 ملايين دولار- والباقي في شركات تمول الاحتلال والإبادة الجماعية الحالية والفصل العنصري في فلسطين".
"فصول دراسية مليئة بالصهيونية"
شادي أضاف أنه صُدِم عندما اكتشف أنَّ الجامعة لديها علاقات بهذا العمق مع مؤسسات التعليم العالي في إسرائيل و"الروايات الصهيونية"، وتابع قائلاً: "جامعة ماكغيل سيئة للغاية، والفصول الدراسية مليئة بالصهيونية".
فيما قال منظمو المجموعة التي تقف وراء الإضراب عن الطعام في جامعة ماكغيل، لموقع Middle East Eye، إنَّ الجامعة لديها القدرة على سحب استثماراتها من الشركات التي تعتبرها مثيرة للمشكلات أو غير أخلاقية.
واستشهد الطلاب بسحب الاستثمارات من نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا عام 1985. وفي ذلك الوقت، كانت ماكغيل أول جامعة كندية تتخذ هذه الخطوة بعد ضغوط طويلة من الناشطين.
وقال أحد المنظمين: "لا يوجد أي عذر الآن لعدم سحب الاستثمارات من الصناديق الإسرائيلية".
كما أصدرت جامعة ماكغيل، يوم الجمعة 22 مارس/آذار، بياناً قالت فيه: "لقد أبلغنا الطلاب بوضوح الإجراءات المتاحة للتعبير عن القلق بشأن الممتلكات الاستثمارية للجامعة، أو للدعوة إلى تغييرات في السياسة".
وأضاف البيان: "لقد اختار هؤلاء الطلاب نهجاً مختلفاً، ونأمل أن يفهموا قبل أن تتأثر صحتهم أنَّ سياسات الجامعة لن تُحدَّد بهذه الطريقة. ونحثهم على اتخاذ خيارات تعطي الأولوية لصحتهم".