كوريا الشمالية تموِّل برنامجها النووي والباليستي عبر قرصنة العملات المشفرة.. تقرير أممي يكشف التفاصيل 

عربي بوست
تم النشر: 2024/03/22 الساعة 22:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/03/22 الساعة 22:58 بتوقيت غرينتش
زعيم كوريا الشمالية خلال العرض العسكري/ رويترز

تموِّل كوريا الشمالية ما يصل إلى 40% من برنامجها النووي والصاروخي الباليستي عن طريق سرقة عملات مشفرة وغيرها من "الوسائل السيبرانية غير المشروعة"، وفقاً لتقرير جديد صادر عن مجموعة من خبراء الأمم المتحدة، ونشرته صحيفة The Times الأمريكية، الجمعة 22 مارس/آذار 2024. 

فوفقاً للمعلومات التي جمعها ما يسمى بفريق الخبراء، الذي يتولى مهمة مراقبة عقوبات الأمم المتحدة ضد كوريا الشمالية، تكسب بيونغ يانغ أيضاً مبالغ ضخمة من رواتب العمال الكوريين الشماليين الذين يرسلونها إلى الخارج، رغم قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، التي تحظر هذه الممارسة. 

وقال الفريق في تقريره السنوي: "إن الأنشطة الإلكترونية الخبيثة لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية تولِّد ما يقرب من 50% من دخلها من العملات الأجنبية، وتُستخدَم لتمويل برامج الأسلحة الخاصة بها"، في إشارة إلى معلوماتٍ قدمتها دولةٌ عضو في الأمم المتحدة لم تُحدَّد بالضبط. 

وأضاف: "أفادت دولة عضو ثانية بأن 40% من برامج أسلحة الدمار الشامل في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية تُموَّل من خلال وسائل إلكترونية غير مشروعة". 

وقال الفريق، الذي يتلقى التقارير من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ويقيِّمها، إنه يحقِّق في 17 سرقة للعملات المشفرة في عام 2023، يُعتقد أن القراصنة الإلكترونيين الذين يعملون لصالح كوريا الشمالية هم الجناة فيها. وتعادل قيمة العملة المسروقة 750 مليون دولار.

وأشارت تقارير منفصلة إلى ما مجموعه 58 هجوماً على العملات المشفرة بين عامي 2017 و2023. ووفقاً لموقع NHK World الياباني، حصَّلت هذه الهجمات ما يصل إلى 3 مليارات دولار. وتستهدف معظم الهجمات "بورصات العملات المشفرة"، حيث تُخزَّن العملات مثل البيتكوين، رقمياً. 

الجيش الكوري الشمالي في عرض عسكري /رويترز

"مجموعة لازاروس"

بحسب الصحيفة، فإن أشهر لصوص العملات الرقمية في كوريا الشمالية هم مجموعة لازاروس، التي نفذت عدداً من عمليات السطو المذهلة على مر عدة سنوات. ويُمنَع الكوريون الشماليون العاديون من الولوج إلى شبكة الإنترنت العالمية، لكن مجموعة لازاروس تواصل تنفيذ هجمات متطورة تحت رعاية وكالة الاستخبارات الخارجية لبيونغ يانغ. 

وفي العام 2014، انتقمت مجموعة لازاروس من فيلمٍ سَخِر من القائد الأعلى كيم جونغ أون، من خلال اختراق شركة سوني بيكتشرز وسرقة ونشر رسائل بريد إلكتروني محرجة. وكان هجومها الأشهر هو محاولتها بعد ذلك بعامين سرقة مليار دولار من البنك المركزي في بنغلاديش. وفي النهاية، حُظِرَت معظم التحويلات أو استُردت، رغم أن اللصوص أفلتوا بمبلغ 63 مليون دولار حُوِّلَت عبر حسابات مصرفية في الفلبين.

وفي عام 2017، أثَّر ما يسمى ببرنامج الفدية WannaCry على 300 ألف جهاز كمبيوتر في 150 دولة حول العالم، وضمن ذلك تلك التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا.

في العام التالي، استخدم قراصنة بكوريا الشمالية فيروس كمبيوتر لإنشاء أو "استخراج" العملة المشفرة Monero من على أجهزة كمبيوتر أشخاص آخرين، وتحويلها إلى بيونغ يانغ.

وأفادت حكومة كوريا الجنوبية، الشهر الماضي، بأنه في عام 2023، جرى تتبّع 80% من 1.62 مليون محاولة اختراق ضد الشركات والمؤسسات العامة الكورية الجنوبية، وأشارت إلى أنها جاءت كوريا الشمالية.

ويشير فريق الخبراء أيضاً، إلى أن 100 ألف عامل كوري شمالي يعملون في 40 دولة أجنبية في الخارج، ويدرّون ما يُقدَّر بنحو 500 مليون دولار سنوياً في قطاعاتٍ تتراوح من البناء والمطاعم إلى تكنولوجيا المعلومات.

وتمنع عقوبات الأمم المتحدة الدول الأعضاء من السماح بالعمالة الكورية الشمالية فيها، لكن التنفيذ ضعيف بالأخص في روسيا.