الاحتلال يجبر فلسطينيين على النزوح “عراة” من “الشفاء”.. يسيرون بصعوبة ويجرون رَجلاً على كرسي متحرك (فيديو) 

عربي بوست
تم النشر: 2024/03/23 الساعة 20:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/03/23 الساعة 20:56 بتوقيت غرينتش
أشخاص يضطرون لمغادرة مجمع الشفاء بعد اقتحام الاحتلال له/ الأناضول

انتشر مقطع مصور على منصات التواصل الاجتماعي، يُظهر مجموعة من الفلسطينيين عراة، بعدما أجبرهم جيش الاحتلال على الخروج من مستشفى الشفاء، فيما دعت "الصحة العالمية" إلى إنهاء فوري لحصار المستشفى. 

وفي المقطع، الذي التقطه أحد الفلسطينيين من نافذة منزله، ظهر عددٌ من الفلسطينيين يسيرون بصعوبة في شارع رملي، متوجهين نحو المناطق الجنوبية لقطاع غزة.

كما يظهر في المقطع فلسطينيون عراة يجرون رَجلاً على كرسي متحرك بصعوبة.

وقال رامي عبده، الأكاديمي والحقوقي الفلسطيني: "ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجازر وفظائع مروعة في مستشفى الشفاء ومحيطه".

وأضاف عبده: "استخدم الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين دروعاً بشرية بشكل غير قانوني، وأجبرهم على خلع ملابسهم وإجبارهم على النزوح".

وتابع: "الجيش قتل النساء والرجال والأطفال، ما يشكل انتهاكاً صارخاً لكل القوانين والأعراف الدولية".

وأكمل عبده قائلاً: "كما قامت القوات الإسرائيلية بحرق منازل في محيط مستشفى الشفاء، وأشعلت النيران في أقسام داخل المستشفى نفسه".

يأتي ذلك فيما دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إلى "الإنهاء الفوري للحصار غير الإنساني"، الذي تفرضه القوات الإسرائيلية على مستشفى الشفاء شمال مدينة غزة، منذ 6 أيام.

وقال غيبريسوس، في منشور على حسابه لمنصة "إكس"، إن "الظروف في مستشفى الشفاء غير إنسانية على الإطلاق، وبناءً عليه ندعو إلى الإنهاء الفوري للحصار".

وشدد على ضرورة الوصول الآمن للمستشفى؛ لضمان حصول المرضى على الرعاية التي يحتاجون إليها.

كما نشر غيبريسوس شهادة لطبيب من مستشفى الشفاء، أرسلها إلى أحد موظفي الأمم المتحدة، قال فيها إن "المرضى في حالة حرجة، والعديد منهم ملقىً على الأرض".

وسلط الطبيب الضوء على أن "3 مرضى بحاجة للعناية المركزة، في حين توفي مريضان كانا على أجهزة الإنعاش، بسبب انقطاع الكهرباء"، وأشار إلى "عدم وجود إمدادات طبية أساسية، ولا تضميد، ولا أدوية"، وتابع قائلاً إنه "يمكن سماع أصوات الأعمال العدائية في محيط المستشفى".

كما أعرب عن شعور العاملين في مجال الصحة بالقلق على سلامتهم وسلامة مرضاهم.

وفي منشور سابق، قال غيبريسوس إن "الوصول إلى مستشفى الشفاء أصبح مستحيلاً، وثمة تقارير عن اعتقال (إسرائيل) عاملين صحيين".

وأوضح: "فقدنا الاتصال بالعاملين الصحيين في مستشفى الشفاء منذ بدء الهجوم الإسرائيلي المستمر، في حين نسعى للحصول على معلومات حول حالة المرضى، وما إذا كانوا يتلقون الرعاية اللازمة".

وشدد على أن "الوصول إلى مستشفى الشفاء أصبح مستحيلاً الآن، وهناك تقارير عن اعتقال واحتجاز عاملين في مجال الصحة".

وأضاف غيبريسوس: "كان لا بد من إلغاء مهمة كانت مقررة إلى الشفاء اليوم (الخميس)، بسبب انعدام الأمن".

وأشار إلى أن "الوضع القائم يمكن أن يؤثر سلباً على قدرة المستشفى على العمل، ولو بالحد الأدنى، ويحرم المرضى من الرعاية الحرجة المنقذة للحياة".

وجدد تأكيده أن "المستشفيات ليست ساحات قتال، ويجب حمايتها بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي".

ولليوم السادس يواصل الجيش الإسرائيلي اقتحام "مستشفى الشفاء" الذي كان يضم أكثر من 7 آلاف مريض ونازح؛ وينفذ حملة اعتقالات واسعة في صفوف النازحين داخل المستشفى، ويقصف المنازل المحيطة بالمستشفى، ما خلّف عشرات القتلى والجرحى.

والأربعاء، أقر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، بأن الهجوم على المستشفى يهدف إلى "الضغط" على حركة "حماس" خلال المفاوضات الجارية في قطر للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى.

وهذه هي المرة الثانية التي تقتحم فيها قوات إسرائيليةٌ المستشفى منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ اقتحمته في 16 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد حصار لمدة أسبوع، جرى خلاله تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه ومعدات طبية ومولد الكهرباء.

وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودماراً هائلاً بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".

تحميل المزيد