وثق تقرير لصحيفة The Financial Times البريطانية، الأربعاء 20 مارس/آذار 2024، التضامن الكبير الذي تشهده الجالية المسلمة في إسكتلندا مع قطاع غزة، وهو ما سيترك أثره على الانتخابات القادمة في البلاد.
ففي صلاة الجمعة التي أُقيمت في المسجد المركزي بمدينة غلاسكو الإسكتلندية، ناشد الإمام جمع المصلين ليساعدوا "أشقاءنا الذين يُذبحون في غزة"، وانتقد الأمم المتحدة واصفاً إياها بـ"الأمم عديمة الجدوى"، بسبب تقاعسها عن نجدة غزة.
وعندما غادر المصلون، ذكر كثيرون ارتفاع أعداد الشهداء في القطاع بوصفه المسألة الحاسمة في معقل المسلمين بإسكتلندا جنوب غلاسكو.
قال مظاهر شان، وهو صاحب مطعم متقاعد شعر مثل كثير من المصوتين الآخرين بالنفور من الرفض الأوَّلي لزعيم حزب العمال، السير كير ستارمر، تجاه تأييد وقف إطلاق النار: "إنه شيء لا يمكن تصوره، لا أحد يفعل أي شيء بشأنه، لا سيما البلاد المسلمة".
وأوضح شان: "من المستحيل أن أصوت للعمال، يجب أن يكون [صوتي للحزب الوطني الإسكتلندي]، غالبية الأشخاص الذين على دراية بالموقف سوف يفعلون الشيء نفسه".
ربما ستؤثر شدة المشاعر حول غزة في المنافسات على بعض الدوائر الانتخابية المتأرجحة، وتضر بفرص حزب العمال، وتساعد الحزب الوطني الإسكتلندي في الانتخابات العامة هذا العام.
من جانبه، دعا رئيس الوزراء الإسكتلندي، حمزة يوسف، الذي كان أقاربه عالقين بغزة في بداية الصراع، إلى وقف إطلاق النار في أكتوبر/تشرين الأول بعد اندلاع الصراع بوقت قصير، وواصل الضغط حول هذا الموضوع منذ ذلك الحين.
ويعتقد رموز الحزب الوطني الإسكتلندي أن خطه الواضح، الذي لاقى استحساناً بين المجتمع المسلم وبين مؤيدي فلسطين، يمكن أن يصير عاملاً انتخابياً في الحزام المركزي المكتظ بالسكان، بين غلاسكو وإدنبره، حيث سينافس حزب العمال بكل قوة.
وقال زعيم الحزب الوطني الإسكتلندي في وستمنستر، ستيفن فلين، الأربعاء 20 مارس/آذار: "حكومة المملكة المتحدة تخذل شعب غزة عن طريق التهرب من مسؤوليتها للمساعدة في الوصول إلى وقف إطلاق نار فوري".
فيما قال السير جون كيرتس، أستاذ السياسة في جامعة جامعة ستراثكلايد: "كل المقاعد متأرجحة، ومن ثم فإن العوامل المحلية يُحتمل أن تُحدث فارقاً".