يديعوت أحرونوت: أدخِلوا الإمارات إلى غزة اليوم.. إنها تشارك إسرائيل مصلحتها في اقتلاع حماس من السلطة

عربي بوست
تم النشر: 2024/03/21 الساعة 11:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/03/21 الساعة 11:40 بتوقيت غرينتش
الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال في غزة/رويترز

نشر موقع Ynetnews الإسرائيلي مقالَ رأي للدكتور يوئيل غوزانسكي، الباحث البارز في "معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي"، يذهب فيه إلى أن الإمارات تشارك إسرائيل مصلحتها في اقتلاع حماس من السلطة في غزة؛ ورغبتها في إضعاف أيديولوجية الحركة، وقطع روابطها مع المحور الإيراني، ولكن حفاظ إسرائيل على العلاقات مع الإمارات والسعودية سيقتضي منها أن تدفع بعض الأثمان. 

غوزانسكي قال في مقاله إن الولايات المتحدة تمهِّد الطريق لما يُعرف باليوم التالي للحرب في غزة، وتعمل في هذا السياق على الإعداد لتطبيع العلاقات بين السعودية والاحتلال وتعبيد السبل أمام مشاركة نشطة للرياض في شؤون قطاع غزة بعد انتهاء الحرب. 

كما أشار غوانسكي إلى أن إسرائيل تتوقع كذلك أن يكون للدول العربية المعتدلة -في إشارة منه إلى الإمارات والسعودية- مشاركة أكبر في شؤون غزة، وأن تقود الدولتان تمويل إعادة إعمار القطاع. 

أهداف إماراتية في غزة 

غوانسكي لفت في مقاله إلى أن الإمارات شرعت بالفعل في زيادة نشاطها في غزة، فقد شاركت في إدخال المساعدات الإنسانية إلى جنوب غزة ووسطها، وأنشأت محطات لتحلية المياه، وأرسلت مساعدات عبر مصر، وزادت من عمليات الإسقاط الجوي لإمدادات الغذاء والدواء، وأقامت مستشفى ميدانياً، وهي الآن الممول والمشغل الرئيسي لخط النقل البحري للمساعدات من قبرص إلى الرصيف المؤقت في شمال غزة. 

وقال الباحث الإسرائيلي إن هذه الجهود الإنسانية المكثفة من الإمارات واستمرارها في العلاقات مع إسرائيل، يدلان على أن أبوظبي ترغب في أن يكون لها دور رئيسي في شؤون غزة بعد الحرب. 

الإمارات تسعى لاقتلاع حماس من السلطة في غزة
الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ووزير خارجية الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان/ رويترز

ويقول غوانسكي إن الإمارات ترى في دعمها المدنيين في غزة وسيلة لتحسين مكانتها أمام الرأي العام العربي، الذي لطالما انتقد علاقاتها الدبلوماسية المطردة مع تل أبيب، كما أن الرأي العام الفلسطيني لا يميل إلى الإمارات، التي لا تحظى بشعبية كبيرة، وتأتي شعبيتها في مرتبة متأخرة بقليل عن شعبية السعودية.

على إثر ذلك، توقع غوانسكي أن إسرائيل سيُطلب منها أن تدفع ثمن الحفاظ على العلاقات مع الإمارات أيضاً، وذلك بالموافقة على مسار واضح وجدول زمني نحو إنشاء دولة فلسطينية مستقلة. 

ومع ذلك، يرى الباحث الإسرائيلي أن القضية الفلسطينية، وإن زادت أهميتها في الآونة الماضية، إلا أنها ليست مفترقاً حاسماً في العلاقات بين إسرائيل والإمارات. وذلك لأن أبوظبي تشارك إسرائيل رغبتها في إزاحة حماس عن السلطة في غزة، وإضعاف أيديولوجيتها، وتقويض دور المحور الإيراني، وتريد الإمارات كذلك "تجديد" السلطة الفلسطينية، بل ويمكنها المساعدة في هذا الأمر. 

بناءً على ذلك، يخلص غوانسكي إلى أن إسرائيل تريد أن يحل النفوذ الإماراتي محلَّ النفوذ القطري في المناطق التي اهتزت فيها سلطة حماس، ويرى أن تل أبيب ينبغي ألا تتمهل في إدخال الإمارات إلى غزة حتى اليوم التالي للحرب، بل يجدر بها أن تُدخلها وتسمح بزيادة دورها في غزة الآن.

"التطبيع مصلحة إسرائيلية لا جدال فيها"

الباحث الإسرائيلي يرى أن استئناف جهود التطبيع مصلحة إسرائيلية لا جدال فيها، ويجتمع عليها طرفا الانقسام السياسي في إسرائيل، لكن الخلاف بينهما هو على الثمن الذي يجدر بإسرائيل أن تقبل بدفعِه لإتمام صفقات التطبيع. 

فيما يرجح غوانسكي أن تطبيع إسرائيل مع السعوديين صار يقتضي منها ثمناً أغلى بكثير مما كانت تجري المناقشات بشأنه قبل الحرب، لا سيما أن معاداة إسرائيل قد تزايدت في المنطقة. 

الإمارات تسعى لاقتلاع حماس من السلطة في غزة
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يشارك في جلسة عمل مع الرئيس الأمريكي جو بايدن/ GettyImages

من الجهة الأخرى، يذهب غوانسكي إلى أن دوافع السعودية للتدخل في غزة تنبع من الحوافز الأمريكية التي ترغِّبها في هذا الأمر، والتي تشمل تعزيز استقرار الرياض وأمنها، وتحسين صورتها العامة على الساحة الدولية، وتحقيق مكاسب مالية، فكلُّ ذلك يمكن أن تجنيه السعودية إذا شاركت في الجهود الإنسانية الجارية الآن، وانضمت لاحقاً إلى مشروعات إعادة الإعمار التي ستجري في أجزاء كبيرة من القطاع. 

وقال غوانسكي إن المضي قدماً في اتفاق تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل يتوقف على موافقة إسرائيل والولايات المتحدة على الثمن المراد دفعه، وهذا الثمن لا يزال حبراً على ورق. أمَّا الإمارات، فلئن أصاب علاقاتها مع إسرائيل بعض الفتور منذ اندلاع الحرب، فإنها بقيت ملتزمة باتفاقات أبراهام، ومتمسكة بالاتفاقيات الثنائية.

تحميل المزيد