قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل للصحفيين يوم الثلاثاء 19 مارس/آذار 2024 إنه ينبغي تمكين المدير العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وموظفيها من زيارة مناطق عمليات الوكالة، بما في ذلك في غزة، وذلك في الوقت الذي قالت فيه وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ومصر إن السلطات الإسرائيلية رفضت السماح للمدير العام للوكالة بدخول قطاع غزة يوم الإثنين ووصفتا الخطوة بأنها غير مسبوقة في وقت تشتد فيه الحاجة إلى المساعدة.
تمكين المدير العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين من دخول غزة
نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل أضاف أن حرية حركة الموظفين الدوليين جزء أساسي من عمل الإغاثة الإنسانية وأن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع إسرائيل للضغط من أجل ذلك.
في سياق متصل، قال فيليب لازاريني مفوض عام وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الإثنين إن الجوع في قطاع غزة "من صنع الإنسان". وأضاف خلال مؤتمر صحفي في القاهرة مع وزير الخارجية المصري سامح شكري أنه يمكن حل الأزمة وتغيير مسار الأمور، من خلال إرادة سياسية سديدة، مشيراً إلى أنه يمكن "إغراق" غزة بالطعام من خلال المعابر.
في سياق موازٍ، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ومصر إن السلطات الإسرائيلية رفضت السماح للمدير العام للوكالة بدخول قطاع غزة اليوم الإثنين ووصفتا الخطوة بأنها غير مسبوقة، في وقت تشتد فيه الحاجة إلى المساعدة.
وقال فيليب لازاريني المدير العام لأونروا إنه كان ينوي التوجه إلى رفح الإثنين: "لكن تم إبلاغي قبل ساعة برفض دخولي إلى رفح".
وتمر أونروا بأزمة منذ أن اتهمت إسرائيل 12 من موظفيها بالمشاركة في هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري في مؤتمر صحفي بالقاهرة للازاريني: "تعرضتم للرفض من الحكومة الإسرائيلية، رفضت دخولكم، وهي خطوة غير مسبوقة لممثل في هذا المنصب الرفيع". ولم يرد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزارة الخارجية بعد على طلب للتعليق.
وأونروا إلى حد بعيد أكبر هيئة إغاثة في غزة، حيث أكد تقرير مدعوم من الأمم المتحدة حذر من مجاعة وشيكة في الشمال على عمق الأزمة الإنسانية اليوم الإثنين.
وكتب لازاريني على منصة إكس "في اليوم الذي ظهرت فيه بيانات جديدة عن المجاعة في غزة، رفضت السلطات الإسرائيلية دخولي إلى القطاع"، مضيفاً أن زيارته استهدفت تحسين عمليات المساعدات الإنسانية. وأضاف: "هذه المجاعة التي هي من صنع الإنسان وصمة عار على جبين الإنسانية جمعاء".
وأدى الهجوم البري والجوي الإسرائيلي إلى تدمير قطاع غزة في الشهور الخمسة الماضية؛ مما أدى إلى مقتل أكثر من 31 ألف شخص، وفقاً للسلطات الصحية في غزة التي تديرها حماس.
وبدأ الهجوم بعد أن اقتحم مقاتلون من حماس إسرائيل في هجوم تسبب في مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 آخرين رهائن، وفقاً للإحصائيات الإسرائيلية.
وقف تمويل الأونروا
في حين زعمت إسرائيل في يناير/كانون الثاني 2024 أن 12 من موظفي أونروا البالغ عددهم 13 ألف موظف في غزة شاركوا في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 ودفعت الاتهامات الإسرائيلية 16 دولة من بينها الولايات المتحدة إلى وقف تمويل لأونروا بقيمة 450 مليون دولار، مما أدخل عملياتها في أزمة.
وطردت أونروا بعض الموظفين، قائلة إنها تصرفت من أجل حماية قدرة الوكالة على تقديم المساعدات الإنسانية.
وأستراليا واحدة من عدد من الدول التي استأنفت تمويل الوكالة لاحقاً، وقال وزير خارجيتها الأسبوع الماضي إن بلاده تشاورت مع أونروا والجهات المانحة الأخرى وإنها مقتنعة بأن الوكالة ليست منظمة إرهابية.
وأدانت أونروا هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وقالت إن المزاعم الإسرائيلية ضد الوكالة، إذا صحت، تعد خيانة لقيم الأمم المتحدة وللأشخاص الذين تخدمهم أونروا.
وقالت جولييت توما مديرة الاتصالات في أونروا لرويترز إن لازاريني زار قطاع غزة أربع مرات منذ بدء حرب غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول وفي مناسبات كثيرة من قبل. وذكرت توما: "كنا مستعدين للمغادرة هذا الصباح على متن طائرة مصرية من القاهرة إلى العريش".
وحذر لازاريني سابقاً من حملة تستهدف إنهاء عمليات أونروا. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يجب إغلاق الوكالة.
مجاعة في غزة
في القاهرة، قال لازاريني: "نسابق الزمن لوضع حد للجوع المتفاقم ومنع المجاعة التي تلوح في الأفق في قطاع غزة". وأضاف أنه إذا توفرت الإرادة السياسية، يمكن "إغراق" غزة بالطعام عبر المعابر البرية.
وقال لازاريني إن أكثر من 150 من مرافق أونروا تعرضت للقصف أو أصابها الدمار كلياً أو جزئياً في الحملة الجوية والبرية التي شنتها إسرائيل رداً على هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأضاف: "نعلم أيضا أن عدداً من الموظفين الذين تم اعتقالهم خضعوا لتحقيقات قاسية وسوء معاملة وإهانة".
ترويج مزاعم إسرائيلية بحق أونروا
في سياق متصلٍ، فقد كشف تقرير عبري عن استخدام مئات الحسابات الإلكترونية المزيفة لترويج رواية إسرائيل ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وحركة حماس، لتعزيز "المصالح الإسرائيلية" بين شبّان الغرب باللغة الإنجليزية.
التقرير أعدته مؤسسة "فيك ريبورتر" الإسرائيلية الخاصة، ونشرت مقتطفات منه صحيفة "هآرتس" العبرية، الثلاثاء.
وقالت الصحيفة: "للمرة الأولى منذ بدء الحرب على غزة، اكتشف باحثون في وسائل التواصل الاجتماعي عملية نفوذ إسرائيلية تنشط عبر عدد من المنصات، تستخدم مئات الحسابات المزيفة لتعزيز ما يسمى المصالح الإسرائيلية عبر الإنترنت بين الجماهير الغربية الشابة، باللغة الإنجليزية".
وأضافت: "الحملة التي اكتشفتها هيئة رقابية إسرائيلية على الإنترنت (فيك ريبورتر)، لا تدفع إلى نشر معلومات مضللة، بل تركز على تضخيم الادعاءات والتقارير فيما يتعلق بتورط موظفي الأونروا في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على إسرائيل، وتشمل أهدافها المشرعين الأمريكيين".
وبحسب الصحيفة، "اكتشف الباحثون في مؤسسة فيك ريبورتر، وجود 3 مواقع إخبارية يبدو أنها أنشئت لهذه العملية خاصة". وأكملت: "نشرت هذه المواقع تقارير منسوخة من منافذ إخبارية حقيقية أخرى، من بينها سي إن إن (الأمريكية) والغارديان (البريطانية)، مثل تقرير للأمم المتحدة عن العنف الجنسي الذي ارتكبته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول ".
وأضافت: "روّجت مئات الحسابات المزورة بشكل مكثف لـ(تقارير) من مواقع الحملة، بالإضافة إلى نشر لقطات شاشة (سكرين شوت) من مواقع حقيقية، مثل تقرير صحيفة وول ستريت جورنال (الأمريكية) عن تورّط موظفي الأونروا في الهجوم".
وتابعت هآرتس: "تم إنشاء جميع الصور الرمزية في التواريخ نفسها، مع الاستفادة من صور الملف الشخصي واصطلاحات التسمية نفسها، ومشاركة الخصائص الأخرى التي تشير إلى أنهم جميعاً جزء من الشبكة ذاتها".
وأردفت: "تم فتح الحسابات في مجموعات عبر فيسبوك وإنستغرام وإكس، تحتوي إحدى الصور الرمزية على أحرف عبرية في اسم المستخدم الخاص بها، فيما يبدو أنه خطأ مطبعي". وزادت: "في حين أن ما يسمى الروبوتات هي حسابات تلقائية يمكن التعرف عليها بسهولة من خلال المنصات، فإن الصور الرمزية هي (سايبورغ) وليست آلية بالكامل، لكنها تحاول محاكاة السلوك البشري الحقيقي من خلال النشاط على عدد من المنصات".
وقالت الصحيفة: "تم العثور على أكثر من 500 صورة رمزية مختلفة على شبكات التواصل الاجتماعي الثلاث". وأضافت: "لقد نشروا منشورات ذات صياغة وروابط متطابقة تقريباً في المواقع الثلاثة، وهي ذا مورال آليانس وأنفولد ونون أجندة".
ولفتت هآرتس إلى أن "العملية بدأت بعد أسابيع قليلة من اندلاع الحرب وما زالت مستمرة حتى اليوم". ووفق الصحيفة، "وجد الباحثون أن الحملة لم تروّج لمعلومات مضللة، بل حاولت تضخيم وتعزيز شعبية المواد عبر الإنترنت التي تعتبر مؤيدة لإسرائيل أو تخدم مصالحها".
يذكر أنه ومنذ 26 يناير/كانون الثاني 2024 علقت 18 دولة والاتحاد الأوروبي تمويلها للوكالة الأممية، على خلفية مزاعم إسرائيلية أن عدداً من موظفيها شاركوا في الهجوم على مستوطنات محاذية لقطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الفائت، فيما أعلنت الوكالة أنها تحقق في تلك المزاعم، ولاحقاً أعلنت النرويج وأيرلندا وإسبانيا والسويد وكندا وأستراليا، استئناف تمويلها للأونروا، وذلك بعد نحو شهرين من التعليق على خلفية الادعاءات الإسرائيلية.