الخارجية الأمريكية تطالب إسرائيل بمعلومات عن عملية اعتقال مراسل “الجزيرة” بقطاع غزة.. والقناة تدعو للإفراج  عن الصحفي

عربي بوست
تم النشر: 2024/03/18 الساعة 18:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/03/18 الساعة 18:03 بتوقيت غرينتش
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن - رويترز

قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتل في مؤتمر صحفي الإثنين 18 مارس/آذار 2024، إن بلاده على علم بالتقارير التي أفادت باعتقال جيش الاحتلال الإسرائيلي مراسلاً يعمل بشبكة الجزيرة، مضيفاً أن واشنطن طلبت معلومات من إسرائيل بشأن الواقعة، والتي حدثت في مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة.

اعتقال جيش الاحتلال الإسرائيلي مراسلاً يعمل لشبكة الجزيرة

اتهمت الشبكة ومقرها قطر القوات الإسرائيلية بمهاجمة مراسلها إسماعيل الغول في غزة في أثناء عمله، قائلة إن معداته دمرت أيضاً ولم يتسنّ الاتصال بجيش الاحتلال الاسرائيلي للتعليق على الواقعة حتى الآن.

كان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الإثنين، قال إن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقل مجموعة من الصحفيين أثناء أدائهم عملهم داخل مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، واقتادهم إلى جهة مجهولة "بعد التنكيل بهم وضربهم". من جانبها، أكدت قناة "الجزيرة" اعتقال الجيش الإسرائيلي لمراسلها في مدينة غزة.

ونقلت القناة عن الصحفي الفلسطيني محمود عليوة المتواجد داخل مستشفى الشفاء قوله، إن "جيش الاحتلال اعتدى بالضرب المبرح على مراسل الجزيرة إسماعيل الغول قبل اعتقاله".

يذكر أنه ومنذ فجر الإثنين، تواصل قوة من  جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحام المجمع الطبي، على الرغم من وجود آلاف المرضى والجرحى والنازحين بداخله.

وأدان المكتب الإعلامي في بيان "بأشد العبارات الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الطواقم الصحفية والإعلامية".

وحمّل كلاً من  جيش الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي "المسؤولية الكاملة عن سلامة وحياة الطواقم الصحفية التي اقتادها جيش إلى جهة مجهولة، بعد التنكيل بهم وممارسة الضرب المبرح بحقهم".

إخفاء مصير الصحفيين

في السياق، أعرب المكتب الإعلامي في بيانه عن تخوفه "البالغ من سلوك الاحتلال تجاه إخفاء مصيرهم (الصحفيين) جميعاً".

وتابع: "نطالب الاتحاد الدولي للصحفيين وكل المنظمات والهيئات والأجسام الصحفية والإعلامية الدولية والعربية إلى إدانة هذه الجرائم المتواصلة بحق الصحفيين والإعلاميين ووسائل الإعلام العاملة في فلسطين".

وخص المكتب في حديثه "حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين"، الذين استشهد منهم منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، 135 بين صحفي وإعلامي.

وفي وقت سابق الإثنين، قال شهود عيان إن قوات إسرائيلية اعتدت بالضرب المبرح على صحفيين (لم تحدد عددهم)، بينهم مراسل قناة "الجزيرة" إسماعيل الغول، قبل أن تعصب أعينهم وتكبل أيديهم وتعتقلهم من داخل مستشفى الشفاء.

من جانبها، أكدت قناة "الجزيرة" اعتقال الجيش الإسرائيلي لمراسلها في مدينة غزة. ونقلت القناة عن الصحفي الفلسطيني محمود عليوة المتواجد داخل مستشفى الشفاء قوله، إن "جيش الاحتلال اعتدى بالضرب المبرح على مراسل الجزيرة إسماعيل الغول قبل اعتقاله".

وعن العملية في مجمع الشفاء، زعمت القناة "13" العبرية (خاصة) في وقت سابق، أنها بدأت بعد "ورود معلومات عن تواجد مسؤولين كبار من حركة حماس في مجمع الشفاء".

وأفادت بـ"اعتقال 80 فلسطينياً من المستشفى، وإصابة جندي بجروح طفيفة.. ولا توجد معلومات عن وجود مختطفين (محتجزين إسرائيليين) في المكان".

وهذه هي المرة الثانية التي تقتحم فيها قوات إسرائيلية المجمع، منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ اقتحمته في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد حصاره لمدة أسبوع، ثم انسحبت منه بعد 8 أيام بعد تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه ومعدات الطبية، بالإضافة إلى مولد الكهرباء.

الجزيرة تطالب بالإفراج عن إسماعيل الغول 

طالبت شبكة الجزيرة الإعلامية في بيان رسمي لها  بالإفراج الفوري عن مراسلها في غزة إسماعيل الغول والصحفيين المعتقلين معه، وحمّلت جيش الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن سلامتهم.

وقالت الشبكة، في بيان، إن قوات الاحتلال اعتدت الإثنين، على مراسلها إسماعيل الغول خلال قيامه بعمله الصحفي ثم اعتقلته ودمرت عربات البث ومعدات التصوير، وتم اعتقال الغول من داخل مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، أثناء قيامه بتغطية تطورات اقتحام الاحتلال للمجمع صباح الإثنين.

وأفاد شهود عيان بأن جيش الاحتلال اعتدى بالضرب المبرح على الغول وعدد من الزملاء في الطاقم الصحفي الذي يعمل معه قبل اعتقالهم.

وقالت شبكة الجزيرة، في بيانها، إن هذا الاستهداف يعدّ "محاولة أخرى من جيش الاحتلال لترهيب الصحفيين لمنعهم من نقل الجرائم المروعة التي يرتكبها بحق المدنيين الأبرياء في غزة".

وأكدت الشبكة أن ما تعرض له إسماعيل الغول يأتي ضمن سلسلة الاستهداف الممنهجة للجزيرة من قبل سلطات الاحتلال، والتي شملت اغتيال الزملاء شيرين أبو عاقلة وسامر أبو دقة وحمزة الدحدوح، وقصف مكتبها في غزة واستهداف عدد من صحفييها وأفراد عائلاتهم عمداً، واعتقال وترهيب طواقمها في الميدان.

وأدانت الجزيرة الجرائم المستمرة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحفيين والإعلاميين في غزة، وجددت مطالبتها بضرورة الوقف الفوري لهذه الاعتداءات.

استنكار لاعتقال الغول 

في حين أثار هذا الاستهداف الجديد للصحفيين استنكار العديد من الجهات الحقوقية والصحفية الدولية، فقد أكدت إيرين خان، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير، على ضرورة محاسبة إسرائيل على قتلها واستهدافها الصحفيين، رغم الحماية الدولية التي يفترض أن يتمتعوا بها.

وأعربت خان -في لقاء مع الجزيرة- عن صدمتها إزاء المعاملة التي يلقاها الصحفيون في قطاع غزة، وقالت إن عدد الصحفيين الذين قتلوا في غزة يفوق عدد من قتلوا في كل الصراعات السابقة.

السيطرة على مجمع الشفاء
مجمع الشفاء الطبي في غزة/رويترز

من جانبها، قالت رئيسة مجلس إدارة المعهد الدولي للصحافة خديجة باتيل إنها تشعر بالصدمة من اعتقال جيش الاحتلال الإسرائيلي مراسل الجزيرة إسماعيل الغول، ودعت السلطات الإسرائيلية لإطلاق سراح جميع الصحفيين.

وأبدت باتيل -في مداخلة للجزيرة- قلق المعهد من "ثقافة عدم العقاب" السائدة، وتأثير ما يجري من اعتقالات على إمكانية الوصول إلى المعلومة بشأن ما يحدث في غزة.

جدير بالذكر أن الحرب الاسرائيلية على  غزة خلَّفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً وكارثة إنسانية غير مسبوقة؛ مما أدى إلى مثول إسرائيل، للمرة الأولى منذ قيامها في عام 1948، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

تحميل المزيد