يضم عقول نجوم الرياضة والقتلة المشهورين! تعرّف على “بنك الأدمغة” الأمريكي لفصحها بعد الوفاة

عربي بوست
تم النشر: 2024/03/17 الساعة 13:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/03/17 الساعة 13:02 بتوقيت غرينتش
دماغ بشري/الأناضول

زادت في السنوات الماضية وتيرة الاهتمام بالدراسات التي تتحرى عن تأثيرات رياضات الاحتكاك الجسدي في أدمغة الرياضيين، وبدأ بعض اللاعبين المتقاعدين يوصون بتسليم أدمغتهم بعد الوفاة إلى مركز الاعتلال الدماغي المزمن أو ما يعرف بـ"بنك الأدمغة الأمريكي" بجامعة بوسطن الأمريكية، لعل الفحص الدقيق لمادة الأدمغة يفسر للناس وللرياضيين من بعدهم تأثير هذه الرياضات في التقلبات المزاجية الحادة، والاكتئاب، وفقدان الذاكرة، وغيرها من العلل التي أصابتهم قبل الوفاة.

صحيفة The Times البريطانية، في تقرير لها، الأحد 17 مارس/آذار 2024، أشارت إلى أن الدكتورة آن ماكي، مديرة مركز الاعتلال الدماغي المزمن، أصبحت خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، الصوتَ العلمي الرائد في دراسة التأثير الذي تُحدثه رياضات الاحتكاك الجسدي في الرياضيين والمُمارسين لها.

اشتغل المركز في البداية بدراسة تأثير كرة القدم الأمريكية، وبعدها رياضة هوكي الجليد، لكنه توسع بعد ذلك إلى دراسة التأثيرات المحتملة لكرة القدم والرجبي.

يوجد 1450 دماغاً في بنك الأدمغة الأمريكي

بات المركز يُعرف باسم "بنك الأدمغة"، فكل بضعة أيام يصل إلى مقره دماغ ملفوف بالبلاستيك في صندوق معبأ بالثلج، وتقول الدكتورة آن إنه يتعين استخراج الأدمغة ونقلها على الفور إلى بوسطن، على أن تكون معبأة في الثلج المبلل، فالمطلوب "تبريد الدماغ، وليس تجميده"، و"قد تسلمنا 7 أدمغة الأسبوع الماضي"، و"نتلقى نحو 150 من الأدمغة سنوياً".

صورة تعبيرية لدماغ إنسان/ shutterstock
صورة تعبيرية لدماغ إنسان/ shutterstock

كثير من اللاعبين يوصون بتسليم أدمغتهم إلى بنك الأدمغة الأمريكي بعد الوفاة، لكن أغلب من يستعينون بخدمات بنك الأدمغة الأمريكي هم من عائلات الرياضيين السابقين، والجنود الذين أصيبوا بإصابات دماغية، وآباء الشباب الذين مارسوا رياضات الاحتكاك الجسدي في المدرسة أو الكلية ثم انتهت حياتهم بسبب الانتحار أو تناول جرعة مخدرات زائدة.

يوجد في بنك الأدمغة الأمريكي الآن 1450 دماغاً، وتنقل الأدمغة إلى غرفة التشريح بعد تسليمها، حيث يُقطع الدماغ إلى نصفين، ويُوضع نصف في تركيبة حافظة ويُخزن في الثلاجة، ويُقسم النصف الآخر إلى شرائح تُجمَّد على الفور في درجة حرارة تبلغ 80 درجة مئة تحت الصفر.

كان روبرت كارد جندي احتياط في الجيش الأمريكي يبلغ من العمر 40 عاماً، ويعمل في مجال التدريب على التعامل مع القنابل اليدوية، وقد عُرف معظم حياته بأنه رجل لطيف جدير بالثقة، ولكن في العام الماضي بدأت تظهر عليه بوادر عدوانية وعلامات إصابة بهوس الارتياب. 

وفي 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ذهب إلى حانة وصالة بولينغ في لويستون بولاية مين، وفتح النار على الناس، فقتل 18 شخصاً وأصاب عشرات آخرين، ثم عُثر عليه ميتاً. وسعت السلطات للتحري عن سبب ارتكابه لما فعل، فأرسلت دماغه إلى البنك.

في الأسبوع الماضي، نشرت عائلة كارد نتائج الفحص، وأوضح بنك الأدمغة الأمريكي أن الباحثين لم يجدوا دليلاً على إصابة كارد قبل وفاته بـ"اعتلال دماغي رضحي مزمن"، وهي الإصابة التي يتعرض لها كثير من لاعبي كرة القدم الأمريكية.

تأثيرات الانفجارات على الدماغ البشري

لكن نتائج الفحص توافقت مع دراسات بشأن تأثيرات الانفجارات على الدماغ البشري، وقالت الدكتورة آن: "لا أستطيع أن أجزم بأن هذه النتائج المرَضية تكمن وراء التغيرات السلوكية التي انتابت كارد"، لكن "المرجح أن إصابة دماغية كان لها دور في الأعراض المرضية التي أصابته".

تأثير الصدمات النفسية على الدماغ| shutterstock
تأثير الصدمات النفسية على الدماغ| shutterstock

أشارت الدكتورة آن إلى أنَّ "إصابات الدماغ الحرجة كثيرة ومتنوعة"، منها الاعتلال الدماغي المزمن وغيره، وهذه الإصابات يمكن أن تؤدي إلى "اضطراب في السلوك، وسوء التصرف، وضعف التحكم في الانفعالات، والتهيج، وقلة الانتباه، وتباطؤ التفكير، والاندفاع".

يأمل الباحثون أن يكون فحص التصوير بالرنين المغناطيسي وسيلة ناجعة في تحديد أنماط الإصابة بمرض الاعتلال الدماغي المزمن لدى المرضى الأحياء، واكتشاف المرض مبكراً، وقالت الدكتورة آن: "تُبذل جهود كثيرة لاكتشافه باستخدام اختبارات الدم، وربما أيضاً اختبارات السائل الشوكي، وفحوص التصوير الدماغي التي تستخدم فيها الصبغة".

علامات:
تحميل المزيد