اتفاق تركي عراقي على إنشاء لجان دائمة للأمن ومكافحة الإرهاب.. وأنقرة ترحب بحظر بغداد لـ” العمال الكردستاني”

عربي بوست
تم النشر: 2024/03/16 الساعة 12:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/03/16 الساعة 12:57 بتوقيت غرينتش
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في بغداد/ رويترز

تمخّضت القمة الأمنية التركية العراقية، التي عقدت الخميس 14 مارس/آذار 2024 في بغداد، عن إنشاء لجان دائمة مشتركة تعمل في مجالات مكافحة الإرهاب والتجارة والزراعة والطاقة والمياه والصحة والنقل، كما رحّبت تركيا بقرار مجلس الأمن القومي العراقي، بشأن اعتبار "بي كي كي" الإرهابي تنظيماً محظوراً في العراق.

إنشاء لجان دائمة مشتركة تعمل في مجالات مكافحة الإرهاب بين العراق وتركيا

في حين احتضنت العاصمة العراقية بغداد اجتماعاً ضم من الجانب التركي وزيري الخارجية هاكان فيدان، والدفاع يشار غولر، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن، ومنير قرال أوغلو نائب وزير الداخلية.

فيما ضم من الجانب العراقي وزيري الخارجية والدفاع، ووكيل وزارة الأمن الوطني، ورئيس هيئة الحشد الشعبي، ونائب مدير وكالة المخابرات، ووزير الداخلية في حكومة إقليم كردستان.

وأوضح البيان المشترك الصادر عقب القمة، أن أنقرة وبغداد تؤكدان بذل كل الجهود لضمان نجاح الزيارة التاريخية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العراق.

وفي هذا الاجتماع، الذي يعد استمراراً للمحادثات التي جرت في أنقرة يوم 19 ديسمبر/كانون الأول 2023، ناقش الطرفان المواقف المشتركة التي سيتم تبنيها في مواجهة التطورات الإقليمية ومختلف التحديات في المجالات الثنائية.

كما تمت مناقشة التحضيرات للزيارة المقررة للرئيس أردوغان إلى العراق بعد شهر رمضان. وأكد الطرفان أنه سيتم بذل كافة الجهود لإنجاح هذه الزيارة التاريخية، وأعربا عن أملهما أن توفر قفزة إلى الأمام في العلاقات الثنائية.

أردوغان يدعم حماس ويهاجم نتنياهو
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان / الأناضول

وتقرر خلال الاجتماع تكثيف العمل على مذكرة تفاهم من أجل إيجاد الإطار الهيكلي في مختلف أوجه العلاقات بين البلدين، وبالتالي إنشاء آليات اتصال منتظمة.

إنشاء إطار استراتيجي بين العراق وتركيا

اتفق الجانبان على العمل بطريقة منسّقة وعلى فترات منتظمة وبنهج موجه نحو النتائج، إضافة إلى إنشاء إطار استراتيجي للعلاقات من خلال مذكرة التفاهم التي سيقومان بإعدادها.

وشدد البيان على الأهمية التي يوليها الطرفان لوحدة العراق السياسية وسيادته وسلامة أراضيه، كما أكد أن تنظيم "بي كي كي" الإرهابي يشكل تهديداً أمنياً لتركيا والعراق، وأن وجوده على الأراضي العراقية يشكل انتهاكاً للدستور العراقي.

ورحبت تركيا في البيان بالقرار الذي اتخذه مجلس الأمن القومي العراقي باعتبار "بي كي كي" تنظيماً محظوراً في العراق، مع تأكيد أن الجانبين تشاورا بخصوص الإجراءات الواجب اتخاذها ضد التنظيمات وامتداداتها التي تستهدف تركيا عبر الأراضي العراقية.

وذكر البيان أن الطرفين تبادلا وجهات النظر في التحديات التي تشهدها المنطقة، خاصة المجازر التي ترقى للإبادة الجماعية في غزة، مع تأكيد إرادتهما القوية لدعم القضية الفلسطينية. واتفق الجانبان على مواصلة المفاوضات بشكل منتظم ودون انقطاع في إطار الآليات المذكورة.

يُذكر أنه في خلال اجتماع أمني بين العراق وتركيا في ديسمبر/كانون الأول 2023، اعتبر العراق أن تنظيم "بي كي كي" "تهديد مشترك" و"منظمة محظورة" وذلك للمرة الأولى.

عقد مسؤولون رفيعو المستوى من تركيا والعراق قمة أمنية في بغداد في 14 مارس 2024.
لقاء بين مسؤولين أتراك وعراقيين في بغداد ، الخميس 14 مارس/ 2024 – صفحة وزارة الخارجية العراقية في فيسبوك

بالإضافة إلى ذلك، أعلن مجلس الأمن القومي العراقي قراره المتعلق بالتنظيم أمام الرأي العام، حيث تحدث لأول مرة عن الكفاح المشترك مع تأكيد أن "بي كي كي" يستخدم الأراضي العراقية لاستهداف تركيا.

حظر حزب العمال الكردستاني

كان موقع " المونيتور" قد نشر في تقرير له يوم الخميس 14 مارس/آذار 2024 قرار مجلس الأمن القومي العراقي بحظر حزب العمال الكردستاني (PKK) الذي يشن حملة مسلحة ضد القوات التركية وتم الكشف عن القرار يوم الخميس في بيان عراقي تركي مشترك صدر بعد اجتماع أمني رفيع المستوى في بغداد.

قال البيان الذي تم نشره على موقعي وزارتي الخارجية التركية والعراقية: "ترحب تركيا بقرار مجلس الأمن القومي العراقي بإدراج حزب العمال الكردستاني كمنظمة محظورة في العراق". 

في حين يقع المقر الرئيسي لحزب العمال الكردستاني، المدرج على لائحة المنظمات الإرهابية من قبل أنقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي، في شمال كردستان العراق، حيث تقوم تركيا بغارات جوية روتينية وتحتفظ بمئات المواقع العسكرية. 

في سياق متصل، فقد أجرى وزيرا الخارجية والدفاع التركيان هاكان فيدان ويسار غولر ورئيس المخابرات إبراهيم كالين، الخميس، محادثات بشأن مكافحة الإرهاب مع نظرائهم في بغداد. وانضم إلى المحادثات وزير الخارجية العراقي فؤاد محمد حسين، ووزير الدفاع ثابت العباسي، ومسؤولون عراقيون آخرون رفيعو المستوى، إلى جانب وزير الداخلية في حكومة إقليم كردستان ريبار أحمد.

مركز عمليات مشتركة 

كانت صحيفة "يني شفق" التركية المقربة من السلطات، سبق أن نقلت، يوم الأربعاء 13 مارس/آذار 2024، عن وزير الدفاع التركي يشار غولر، قوله إن أنقرة تعمل على إنشاء مركز عمليات مشتركة مع الحكومة العراقية، من أجل تأمين الحدود و"تطهير المنطقة من الإرهاب"، كاشفة عن خطة تعاون عسكري بين تركيا والعراق.

الصحيفة أشارت إلى أن تركيا طرحت قبل عامين على العراق مبادرة لإنشاء مركز عمليات مشتركة، حيث تحارب تركيا تنظيم حزب العمال الكردستاني الذي يتمركز في جبال شمالي العراق، ويشن هجمات على القوات التركية من حين آخر.

أضافت الصحيفة أن وفدين حكوميين من تركيا والعراق، سيجتمعان لتحديد المناطق التي يتمركز فيها حزب العمال الكردستاني أو يسيطر عليها في شمال العراق، ومن ثمّ سيتم وضع خطة تعاون عسكري بين تركيا والعراق تهدف "لتطهير المنطقة" من تنظيم حزب العمال وتحييده.

تركيا كندا تصدير الأسلحة
طائرات تابعة للقوات الجوية التركية – الأناضول

فيما أشارت الصحيفة إلى أن الأولوية ستكون لمناطق تمركز التنظيم في قنديل وسنجار ومخمور والسليمانية وغارا في شمال العراق. 

وتابعت الصحيفة، نقلاً عن مصادرها التي لم تسمّها، أن أنقرة وبغداد ستخططان للعملية التي سيتم تنفيذها في تلك المناطق بعد تحديدها، وسيتم استعراض الخطوات التي يمكن اتخاذها معاً بين البلدين، لا سيما التعاون الاستخباراتي والدعم اللوجستي أو التدريب. ومن المخطط اختيار منطقة آمنة يمكن من خلالها التحكم في العملية، من أجل إنشاء مركز العمليات المشتركة بين البلدين، وفق الصحيفة. 

جدير بالذكر أن أنقرة تضغط منذ فترة طويلة على بغداد لتصنيف "العمال الكردستاني" كمنظمة إرهابية، وتشير خطوة اجتماع يوم الخميس إلى أن مواقف البلدين بشأن هذه القضية أصبحت أكثر توافقاً مع الاستعدادات الجارية لزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المقبلة إلى البلاد في أبريل/نيسان. وستكون زيارة الرئيس التركي هي الأولى من نوعها منذ أكثر من عقد. 

تحميل المزيد