قال موقع Axios الأمريكي في تقرير نشره يوم الثلاثاء 12 مارس/آذار 2024 إن الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حددا "خطوطاً حمراء" متناقضة حول غزة في الأيام الأخيرة، بطريقة قد تضعهما على مسار تصادمي إذا قررت إسرائيل غزو رفح جنوب غزة في الأسابيع القليلة القادمة، وذلك حسبما علم الموقع من ثلاثة مسؤولين أمريكيين.
قررت إسرائيل غزو رفح جنوب غزة
يقول المسؤولون الأمريكيون إن أي عملية عسكرية ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في رفح ستؤدي على الأرجح إلى تحول كبير في السياسة الأمريكية، بما في ذلك إنهاء الدفاع عن إسرائيل في الأمم المتحدة، وفرض قيود على استخدام الأسلحة الأمريكية عن طريق قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
من جانبه فقد سبق أن قال نتنياهو بالفعل إن خطه الأحمر هو أن إسرائيل يجب أن تمضي قدماً في عملية رفح. وفي مقابلة يوم السبت 9 مارس/آذار، سُئل بايدن إذا كانت أية عملية عسكرية إسرائيلية في رفح تشكل خطاً أحمر بالنسبة للإدارة. أجاب الرئيس بايدن: "أجل، إنها كذلك".
لم يتحدث بايدن ونتنياهو إلى بعضهما منذ 15 فبراير/شباط. فيما أشار البيت الأبيض إلى أن الرئيس الأمريكي أعرب عن قلقه من أية عملية إسرائيلية محتملة في رفح، وذلك خلال المكالمة الأخيرة التي جمعت الزعيمين.
عملية عسكرية محتملة في رفح
خلال حديثهم مع موقع Axios، قال المسؤولون الأمريكيون إن عديداً من المناقشات دارت داخل الإدارة في الأسابيع الأخيرة حول عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في رفح، وكانت خلاصة القول أن إدارة بايدن لا تستطيع السماح بحدوثها.
إذ إن الإدارة الأمريكية لا تعتقد أن إسرائيل قادرة على تطبيق خطة إخلاء للفلسطينيين في رفح بطريقة تمنع سقوط ضحايا في صفوف المدنيين بأعداد ضخمة.
لم يُتخذ قرار حول الطريقة التي سترد بها الولايات المتحدة على أية عملية إسرائيلية تُنفذ في رفح، لكن اثنين من المسؤولين الأمريكيين قالا إن أحد الخيارات التي طُرحت للنقاش داخلياً بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية ووزارة الدفاع الأمريكية، تمثلت في فرض قيود على استخدام الأسلحة الهجومية المصنوعة في أمريكا؛ عن طريق جيش الاحتلال في حربه التي يشنها في قطاع غزة.
فيما قال مسؤول أمريكي ثالث إنه من المرجح أن أية عملية إسرائيلية في رفح سوف تقود إلى سماح الولايات المتحدة بتمرير قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يدعو لوقف إطلاق نار فوري. فقد استخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو ضد القرارات التي جرى التصويت عليها بمجلس الأمن في ثلاث مناسبات منذ بداية الحرب ضد غزة.
تحدي نتنياهو لبايدن!
في السياق ذاته، فقد قال مسؤول أمريكي بارز: "إذا قرر نتنياهو تحدي بايدن والمضي قدماً وراء مثل هذه العملية، فستكون هناك مواجهة".
كما قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض: "هذه تكهنات عن طريق مصادر مجهولة، ولن نتسلى بالافتراضات"، وذلك خلال حديثه مع موقع Axios.
في الوقت نفسه، قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان الثلاثاء إن الرئيس الأمريكي جو بايدن لن يدعم أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح لا تحمي المدنيين، مشيراً إلى أن البيت الأبيض لم يرَ بعد خطة لتنفيذ ذلك يمكن الوثوق بها.
وقال سوليفان إن بايدن يرى أن الطريق إلى السلام والاستقرار في المنطقة "لا يكمن في اجتياح رفح التي يوجد بها 1.3 مليون نسمة دون وجود خطة يمكن الوثوق بها للتعامل مع السكان هناك".