تدعو المنظمات الإسلامية في نيويورك مساجدها ومساحاتها المحلية في شهر رمضان هذا العام، إلى عدم دعوة أي مسؤول مُنتخَب لم يطالب بوقف إطلاق النار في الحرب على غزة، وكذلك رفض دعواتهم، بحسب ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.
وفي مدينة نيويورك، أصدر مجلس الشورى (مجلس القيادة الإسلامية في نيويورك) بياناً وصف فيه صمت القادة السياسيين المحليين والوطنيين بأنه "مخيب للآمال للغاية"، وجاء في البيان: "وفي هذا السياق نؤكد موقفاً حاسماً: يجب أن تكون مساجدنا معاقل للعبادة والراحة المجتمعية، وبمنأى عن اضطرابات الشؤون الدنيوية، خاصةً خلال هذه الأوقات المهمة من الشعائر الروحية".
قادة المجتمع الإسلامي في أمريكا يدعمون غزة
وأضافت المنظمة الجامعة أنها تنصح صراحةً المساجد الأعضاء ومجتمع المسلمين الأوسع بـ"اعتماد سياسة صارمة لمنع دخول السياسيين والحملات السياسية داخل أماكننا المقدسة"، خلال شهر رمضان واحتفالات العيد وصلاة الجمعة.
وجاء في البيان: "نعتقد أنَّ وجود سياسيين أو خطاب سياسي في هذه الأماكن من شأنه إزعاج المُصلِّين بشدة، الذين يعانون بالفعل من الظلم العالمي، كما سيمثل انتهاكاً لقدسية عبادتنا وكرامة عقيدتنا".
وكثيراً ما يزور المسؤولون المنتخبون، وأولئك الذين يخططون للترشح للمناصب، المساجد لجذب الناخبين المسلمين. وفي كثير من الأحيان، تتوجه المساجد نفسها لدعوة المسؤولين المنتخبين للتحدث وإظهار دعمهم، لكن المنظمات الإسلامية تقول إنَّ الأمر لم يعُد يستحق العناء.
وفي الليلة الأولى من شهر رمضان المبارك، التي وافقت الأحد 10 مارس/آذار، اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على المصلين المسلمين بالضرب، ومنعتهم من دخول مجمع المسجد الأقصى في القدس.
دعوة لوقف انتهاكات الاحتلال ضد الفلسطينيين
قال مجلس الشورى في نيويورك: "نحث المسؤولين والقادة المُنتخَبين، وخاصةً أولئك الذين يدَّعون أنهم يحملون قيم الخوف من الله، على التأمل في مسؤولياتهم، والتصرف بحسم لوقف إزهاق أرواح الأبرياء، لكسب ثقة المجتمع الإسلامي".
وأضاف: "إنَّ التقوى والقيادة الحقيقية تتجاوز مجرد الخطابة، لتشمل الإجراءات الجريئة وذات المبادئ التي تعكس مبادئ العدالة والإنسانية".
وفي الشهر الماضي، دعت عضو مجلس مدينة نيويورك، شاهانا حنيف، إلى مقاطعة أية فعاليات يستضيفها عمدة مدينة نيويورك آدامز خلال شهر رمضان، وقالت حنيف: "علينا مقاطعة إفطار رئيس البلدية، لا تسمحوا لزملائي بالذهاب إلى المساجد في أحيائنا إذا لم يطالبوا بوقف دائم لإطلاق النار".
وأضافت حنيف لموقع Middle East Eye، أنَّ المجتمع المسلم في مدينة نيويورك "واضح تماماً" في مطالبته بوقف دائم ومستمر لإطلاق النار، وتابعت حنيف: "عندما يحتفل المجتمع المسلم في مدينة نيويورك بشهر رمضان، سنحزن على المذبحة الجماعية في غزة، ونصلي من أجل التحرر والرحمة والسلامة والتعاطف. مع تجاوز عدد القتلى في غزة 31 ألف شخص، نشعر بالحزن يغمرنا".
وفي نيوجيرسي، أصدر مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) أيضاً دليلاً للمساجد، يسلط الضوء على حقها في عدم الترحيب إلا بالمسؤولين الحكوميين الذين يدعمون وقف إطلاق النار في غزة في المساجد خلال شهر رمضان.
وقالت دينا سيد أحمد، مديرة اتصالات مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية في ولاية نيوجيرسي، لموقع Middle East Eye: "دعم جمهورنا المسلمين يجب أن يُكتَسب، لا أن يُمنحوا".
وأضافت: "من التناقض أن يزور المسؤولون العموميون المساجد؛ سعياً للحصول على دعم المجتمع الإسلامي، ثم يغضون الطرف عن الإبادة الجماعية المستمرة والموثقة التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة، وكثيرٌ منهم مسلمون، خلال واحدة من أقدس الأوقات في الإسلام".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الاحتلال حرباً مدمرة على قطاع غزة بدعم أمريكي، خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، ودمار هائل بالبنية التحتية، وهو ما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".