قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، الأحد 10 مارس/آذار 2024، نقلاً عن مصادر مطلعة، إن ما يحاول الموساد الإسرائيلي ترويجه بشأن عدم اهتمام حركة حماس بصفقة "تبادل الأسرى" غير صحيح، مشيرة إلى أن الجانب الإسرائيلي هو من يتعنت في مفاوضات الهدنة بغزة.
وفقاً لمصدر أمني، فإن "هناك عدداً غير قليل من أعضاء حكومة الحرب يعتقدون أن هناك مجالاً لاستمرار مفاوضات الهدنة بغزة"، مؤكدين أن حركة حماس "لم تغلق الباب"، بل على العكس أعطت إجابات مفصلة على إطار باريس، وتحسينها خلال الأسبوع الماضي.
وأثار بيان الموساد، الذي نشر مساء يوم السبت 9 مارس/آذار، جدلاً داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية. إذ اتهم البيان حماس بأنها لا ترغب في التوصل إلى اتفاق وتسعى إلى تصعيد التوترات خلال شهر رمضان.
ومع ذلك، تقول مصادر مختلفة داخل المؤسسة الأمنية إن البيان غير دقيق، واعتبرته "سلسلة من الأكاذيب" هدفها أن تكون ذريعة لإسرائيل لوقف مفاوضات الهدنة بغزة، والاستمرار في المماطلة على حساب أرواحهم.
مصادر إسرائيلية تفند مزاعم الموساد بشأن مفاوضات الهدنة بغزة
وفقاً لمسؤول كبير، "في بعض القضايا، كانت مواقف حماس صعبة وحدثت خلافات كبيرة، ولكن هناك بالتأكيد مجال للمفاوضات والمقترحات الإضافية. الوضع الذي يحاول بيان الموساد وصفه، وهو أنه لا يوجد من يمكن التفاوض معه، غير صحيح. والواقع عكس ذلك. وإن كان هناك من يرفض الحديث الآن فهو الجانب الإسرائيلي".
تؤكد المصادر أن بيان الموساد لم يتم بالتنسيق مع وزراء مجلس الحرب أو بقية الأفرع الأمنية، وأن الجيش الإسرائيلي والمخابرات العسكرية، وربما أيضاً الشاباك، غير مرتاحين لبيان الموساد.
بعض المصادر أشارت إلى أخطاء كبيرة ارتكبها رئيس الوزراء خلال المفاوضات، وألحقت ضرراً كبيراً بتقدمها. وإحداها اتفاق رئيس الوزراء مع رئيس الموساد، دون علم الحكومة والمؤسسة الأمنية، على زيادة أيام الهدنة أثناء الإفراج عن الدفعة الأولى من الرهائن.
قال مصدر أمني رفيع المستوى: "في الصفقة الأولى، كان الاتفاق على يوم هدنة لكل 10 رهائن، والآن نكتشف وعوداً بأيام أكثر من ذلك بكثير، دون موافقة مجلس الحرب".
الصحيفة قالت إن "مماطلة إسرائيل في إقامة منظومة في غزة لتقديم المساعدات الإنسانية وإدارة الحياة المدنية يفيد حماس أيضاً". وأضاف المصدر: "حقيقة رفض نتنياهو لأي حل معروض عليه يقوي حماس بشكل كبير. فالآن باتت الولايات المتحدة وأوروبا تتخذان قرارات منفردة، مثل توصيل الإمدادات ومناقشة إنشاء ميناء بحري".
المصدر قال إن "يحيى السنوار يدرك أن الوقت يعمل لصالحه، ورغم الفجوات الكبيرة في ثلاثة على الأقل من بنود المفاوضات الستة في أعقاب رد حماس، يعتقد أعضاء مجلس الحرب ومؤسسة الدفاع أن هناك مجالاً للتفاوض والتقدم، وليس تعطيل الاتفاق".
تشمل مفاوضات الهدنة بغزة بين إسرائيل وحماس زيادة في أيام الهدنة، ووعد نتنياهو ومدير الموساد دادي برنيعا بالفعل بزيادة كبيرة في هذه الأيام.
الصحيفة أشارت إلى أن "حماس تطالب أيضاً بانسحاب الجيش الإسرائيلي من مراكز المدن أثناء تنفيذ الصفقة، واُعتبر ذلك أساساً معقولاً للتفاوض. وأثار شرط حرية المرور لسكان غزة إلى شمال القطاع خلافات ولكن ليس إلى حد تعطيل مفاوضات الهدنة بغزة، وزيادة عدد شاحنات المساعدات إلى 500 شاحنة يومياً ليست عصية على التنفيذ. وإزالة ممر الجيش الإسرائيلي بين شمال قطاع غزة وجنوبه بند قابل للتفاوض. وكانت حماس طالبت في البداية بالإفراج عن نحو 2000 أسير لكنها قلصت العدد إلى نحو 1000".
قال مصدر أمني رفيع: "المشكلة أن الوقت يمضي بسرعة، وقريباً لن يكون للتفاوض أي جدوى، لأنه لن يكون هناك رهائن. وعلى من يتحدثون عن النصر الكامل، ويتعثرون في غزة في حين يملي علينا العالم الواقع وليس نحن من نملك زمام المبادرة، أن يفهموا أنه لا نصر دون عودة الرهائن".