أسعار الخضر واللحوم تقفز عشية رمضان في الجزائر.. رئيس منظمة حماية المستهلك يُفسر لـ”عربي بوست” الأسباب

عربي بوست
تم النشر: 2024/03/10 الساعة 17:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/03/11 الساعة 06:56 بتوقيت غرينتش
ارتفاع أسعار في الجزائر عشية رمضان

يتعجب مروان (42 سنة)، الساكن في بلدية بئر توتة بالجزائر العاصمة، من ارتفاع أسعار في الجزائر لبعض المواد الاستهلاكية قبيل شهر رمضان، لا سيما الدواجن التي ارتفع سعرها بحوالي 160 ديناراً (حوالي دولار). 

ويرى مروان، في حديث مع "عربي بوست"، أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية من لحوم وخضر وفواكه وأسماك قبل رمضان في الجزائر أضحى واقعاً روتينياً، ما يوجب على المواطنين التعامل معه وفق سياسة استهلاكية رشيدة، تتماشى مع الدخل الشهري.

وتشهد أسعار المواد الاستهلاكية، عشية شهر رمضان المبارك، في الجزائر ارتفاعاً، خاصة فيما يتعلق باللحوم البيضاء التي يبلغ الكيلو غرام منها 540 ديناراً (2.2 دولار) في حين تبقى أسعار الخضر والفواكه مستقرة. 

"عربي بوست" يستعرض في هذا التقرير واقع السوق في الجزائر قبيل شهر رمضان، مع الإجراءات المتخذة من قِبل السلطات لكبح ارتفاع الأسعار.

أسعار الخضر في الجزائر.. ارتفاع طفيف

وفي جولة قادتنا إلى سوق الخضر والفواكه في بلدية سيدي موسى في العاصمة الجزائرية، لاحظنا ارتفاعاً طفيفاً في سعر المنتجات المعروضة للمستهلك رغم الوفرة فيها، حيث بلغ سعر الكيلوغرام من البطاطا 85 ديناراً (أقل من دولار). 

وعرفت أسعار الطماطم هي الأخرى ارتفاعاً طفيفاً وسجلت بسعر 135 ديناراً (أقل من دولار) في حين بلغ سعر السلطة، الجزر، الكوسة والبصل 140 ديناراً (قرابة دولار) و80 ديناراً (قرابة دولار) و120 ديناراً (اقل من دولار) و85 ديناراً (قرابة دولار). 

في حين شهدت أسعار البزلاء المعروضة على المستهلكين استقراراً ولو كانت مرتفعة، حيث سجلت 340 ديناراً (أزيد من دولار) أما سعر الثوم فحدد بـ500 دينار (أزيد من دولارين).

وبخصوص أسعار الدواجن بنوعيها دجاج وديك رومي، فشهدت هي الأخرى ارتفاعاً كبيراً قبيل شهر رمضان، حيث سجل سعر الكيلوغرام من الدجاج 530 ديناراً (أزيد من دولارين) أما سعر الديك الرومي فبلغ 600 دينار (أزيد من دولارين)، وهذا دون الحديث عن سعر اللحوم الحمراء والأسماك التي تعرف ارتفاعاً فاحشاً وهي تقارب معدل 2400 دينار (أزيد من 10 دولارات).

محل للخضر في حي بن طلحة (خاص عربي بوست)
(1/3)
محل للخضر في حي بن طلحة (خاص عربي بوست)
(2/3)
محل للخضر في حي بن طلحة (خاص عربي بوست)
(3/3)

ارتفاع غير مبرر لأسعار اللحوم 

يؤكد رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، مصطفى زبدي، أن المنتجات بمختلف أنواعها عرفت وفرة واستقراراً في الأسعار عشية شهر رمضان، عدا اللحوم بنوعيها التي شهدت بين عشية وضحايا ارتفاعاً غير مبرر، بحسبه.

ويوضح زبدي، في اتصال هاتفي مع "عربي بوست"، أن الوفرة هي ما طبعت الأسواق في مختلف المنتجات خلال الموسم الجاري، سواء ما تعلق باللحوم أو الخضر، وكذا الفواكه، وهو ما أرجعه لسلسلة الإجراءات التي اتخذتها السلطات الوصية على رأسها وزارتي الفلاحة والتجارة والهيئات التابعة لهما، على غرار اللجوء إلى تفريغ المخازن أو استيراد اللحوم الطازجة.

ويبرز محدثنا أنه رغم تلك الوفرة، فإنه تم تسجيل ارتفاع تدريجي في أسعار اللحوم في الأيام الأخيرة، ما أدى إلى الاختلال، معتبراً أن أسعار اللحوم البيضاء غير متناسبة مع جهود الوصاية بعدما عمد الديوان الوطني لتغذية الأنعام وتربية الدواجن لتدعيم السوق.

ويرى زبدي أن اللحوم البيضاء والحمراء أبرز السلع التي عرفت اختلالاً، في حين يطبع الاستقرار النسبي باقي المواد.

ومقارنة بالمواسم الرمضانية السابقة، فيؤكد رئيس المنظمة أن الموسم الحالي يعد الأكثر استقراراً إلى الآن، متداركاً أن السوق تبقى متقلبة وتحمل الجديد رغم بوادر الطمأنة المسجلة بفعل الإجراءات المتخذة.

ويرجع المتحدث حدوث الارتفاع في الأسعار إلى ارتفاع الاستهلاك بصفة عامة عشية الشهر الفضيل وكثرة الاقتناء، في ظل الطابع الاجتماعي الذي يميز موائد الشهر الفضيل والتقاء الأسر وما يرافقها من تحسين في نوعية الأكلات، وهو ما يتم التحضير له بشكل استباقي، ما يخلق فجوة بين العرض والطلب.

وحول توقعاته لعودة الاستقرار للسوق، فيقول إن حملة ارتفاع الأسعار بحسب دراسات سابقة للمنظمة لا تتجاوز العشرة أيام في العادة.

الأسواق الجوارية الخاصة بشهر رمضان (خاص عربي بوست)
(1/7)
الأسواق الجوارية الخاصة بشهر رمضان (خاص عربي بوست)
(2/7)
الأسواق الجوارية الخاصة بشهر رمضان (خاص عربي بوست)
(3/7)
الأسواق الجوارية الخاصة بشهر رمضان (خاص عربي بوست)
(4/7)
الأسواق الجوارية الخاصة بشهر رمضان (خاص عربي بوست)
(5/7)
الأسواق الجوارية الخاصة بشهر رمضان (خاص عربي بوست)
(6/7)
الأسواق الجوارية الخاصة بشهر رمضان (خاص عربي بوست)
(7/7)

ارتفاع الأسعار في الجزائر سيكون مؤقتاً

من جهته، يوضح رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، الحاج الطاهر بولنوار، في حديث مع "عربي بوست" أن أسعار الدواجن شهدت ارتفاعاً نسبياً قبيل موعد شهر رمضان. 

ويتوقع بولنوار أن يكون الارتفاع مؤقتاً، خاصة بعد اعتزام مربي الدواجن والتجار ضخ كميات إضافية من اللحوم البيضاء في الأسواق قبيل رمضان، وهو ما من شأنه تحقيق استقرار في الأسعار خلال الأيام المقبلة.

كما يطمئن المتحدث المستهلكين الجزائريين بأن المواد الغذائية عامة تحصي مخزوناً يغطي الطلب، سواء على مستوى شبكة التخزين أو الجملة.

من جهة ثانية، يتطرق محدثنا إلى ارتفاع الطلب خلال الأيام القليلة الماضية، معرباً عن تفهمه لارتفاع نسبة الاقتناء في ظل التحضير للعادات الخاصة بالشهر الفضيل، إلا أن العملية ينبغي ألا يتم تحويلها لأسلوب يغلب عليه الطابع السلبي، وهو ما تجسد، حسبه، في الإقبال الكبير على الأسواق والمحال الكبرى لمختلف المواد.

وبالمناسبة، يدعو إلى ضرورة عقلنة وترشيد عمليات الاقتناء لعدم فتح المجال أمام المضاربين وللحفاظ على استقرار الأسعار.

كما يتوجه للتجار (الجملة والتجزئة) بضرورة تجنب كل أشكال المضاربة، رحمة بالزبائن وكسب ثقتهم في هذا الشهر المبارك من جهة، وكذا لتجنب العقوبات في ظل تكثيف عمليات الرقابة من طرف مصالح وزارة التجارة خلال هذه الفترة ضد أي لجوء للاحتكار أو المضاربة.

477 سوقاً جوارياً في رمضان 

وبغرض مجابهة ارتفاع أسعار المنتجات في رمضان، عمدت السلطات الجزائرية إلى فتح أسواق جوارية (متنقلة) موزعة على ولايات الجمهورية الـ58. 

وفي هذا الصدد، قال وزير التجارة الجزائري، الطيب زيتوني، خلال ندوة صحفية، السبت 9 مارس الجاري، إنه تم فتح 477 سوقاً جوارياً يشارك فيه 8402 متعامل اقتصادي. 

وأشار الطيب زيتوني، إلى ضرورة المشاركة بقوة في الأسواق الجوارية لكي يقتني المستهلك الجزائري حاجياته من المنتج مباشرة، ووضع حد لمن وصفهم  بالانتهازيين والوسطاء.

وفي السياق ذاته، أطلق مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري، مبادرة لتخفيض أسعار المواد واسعة الاستهلاك خلال شهر رمضان المقبل، استجابة لمسعى وزارة التجارة وترقية الصادرات.

وتسمح هذه المبادرة بتخفيض أسعار أزيد من 60 منتوجاً، تشمل المنتوجات الفلاحية، الصناعات الغذائية، الأجهزة الكهرومنزلية وكذا مواد التنظيف، وذلك طوال شهر رمضان.

صور من سوق جواري ببلدية تقصراين (خاص عربي بوست)
(1/5)
صور من سوق جواري ببلدية تقصراين (خاص عربي بوست)
(2/5)
صور من سوق جواري ببلدية تقصراين (خاص عربي بوست)
(3/5)
صور من سوق جواري ببلدية تقصراين (خاص عربي بوست)
(4/5)
صور من سوق جواري ببلدية تقصراين (خاص عربي بوست)
(5/5)

إجراءات ضرورية

من جهته، يرى الواسع سفيان، مسؤول اللجنة الاعلامية لمنظمة حمايتك للدفاع عن المستهلك، في تصريح لـ"عربي بوست"، أن "الأسواق الجوارية التي افتتحت لشهر رمضان تُعد استراتيجية لتموين المواطنين ذوي الدخل الضعيف، بالمواد الاستهلاكية من المنتج إلى المستهلك بأسعار منخفضة نوعاً ما، مقارنة بالمحلات التجارية الأخرى". 

ويلفت الواسع إلى أن المواطنين ذوي الدخل الضعيف وحتى المتوسط يمكن أن يقتنوا المواد الاستهلاكية الأساسية خلال شهر رمضان بأسعار تتناسب مع دخلهم الشهري، حيث يتم بيع اللحوم المستوردة بـ1200 دينار (6 دولارات) إضافة إلى الفواكه الجافة ومواد استهلاكية أخرى. 

ومن جهة أخرى، ينتقد مسؤول منظمة "حمايتك" المستهلك الجزائري قبيل شهر رمضان، مشيراً إلى أن السلوك الاستهلاكي السلبي للمواطن يؤثر بشكل مباشر على واقع السوق، ما يجر التجار إلى رفع الأسعار نظراً لقانون العرض والطلب.

ويقترح محدثنا دعم الأسواق الجوارية بأسواق نصف دوام التي تسمى بالأسواق الباريسية، حيث تعمل حتى الواحدة زوالاً في البلديات والأحياء الجديدة على غرار أحياء سكنات "عدل" التي تشهد كثافة سكانية عالية وتزيد الضغط على الأسواق الجوارية الموجودة قبل إنشاء هذه الأحياء. 

ويدعو الواسع إلى تعزيز الثقافة الاستهلاكية عبر الحملات التوعوية لمنظمة "حمايتك" مع الإشراف مع الإدارة المخولة لفتح مجال التبليغ عن كل التجاوزات، فيما يخص الغش والتدليس وأيضاً المضاربة.

تحميل المزيد