استُشهد عدد من الفلسطينيين وأُصيب آخرون، السبت 9 مارس/آذار 2024، في استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي مجدداً لمئات الأشخاص أثناء انتظار شاحنات مساعدات شرق مدينة غزة وغربها، وذلك في الوقت نفسه الذي تداول فيه نشطاء مقطع فيديو لعمليات إنزال فاشلة لمساعدات عن طريق الجو، على القطاع.
انتظار شاحنات مساعدات شرق مدينة غزة وغربها
أفادت مصادر طبية بأن عدداً من القتلى والجرحى وصلوا إلى مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة بعد استهدافهم من طائرات مسيرة إسرائيلية أثناء انتظارهم وصول شاحنات المساعدات في منطقتي دوار الكويت (شرق) ودوار النابلسي (غرب).
وأضافت المصادر أن جراح العديد من المصابين خطيرة للغاية، ولا تتوفر إمكانيات لتقديم العلاج اللازم لهم. وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين خلال انتظارهم المساعدات في مدينة غزة.
وأعنف حوادث الاستهداف كان في 29 فبراير/شباط 2024، عندما أطلقت قوات إسرائيلية النار على مئات الفلسطينيين خلال تجمعهم جنوب مدينة غزة في انتظار الحصول على مساعدات إنسانية في شارع الرشيد، لا سيما الطحين (قمح)، ما خلَّف 118 قتيلاً و760 جريحاً، بحسب وزارة الصحة في القطاع.
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة، ولا سيما محافظتي غزة والشمال، على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من السكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاماً.
إنزال جوي للمساعدات
كان نشطاء في قطاع غزة، قد تداولوا في وقت سابق، صباح السبت، مقطع فيديو لعمليات إنزال فاشلة لمساعدات عن طريق الجو، على القطاع، وذلك السبت 9 مارس/آذار 2024، في الوقت الذي قالت فيه وسائل إعلام أردنية إن طائرات أردنية تابعة للقوات المسلحة الأردنية أقلعت، السبت، متوجهة لتنفيذ إنزال جوي جديد على قطاع غزة، ويتشارك في الإنزال الجوي طائرات من دول شقيقة وصديقة، على حد وصف التقارير الإعلامية الأردنية.
في حين قالت وسائل الإعلام الأردنية، إن هذه الخطوة تأتي ضمن المساعي والجهود الأردنية المستمرة لإرسال مزيد من المساعدات الطبية والإغاثية والغذائية لأهالي قطاع غزة بهدف تعويض النقص الحاد في الغذاء والدواء نتيجة استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع.
لكن نشطاء أشاروا إلى وقوع شهداء جراء عمليات الإنزال الأردنية، وذلك بسبب فشل في عمليات الإنزال وسقوط صناديق المساعدات على مواطنين، غربي مدينة غزة، قبل أن تفتح مظلاتها، في حين نقلت قناة "الجزيرة" الفضائية عن مراسلها في قطاع غزة وقوع إصابات بين عدد من الفلسطينيين، إثر سقوط صناديق مساعدات على غربي مدينة غزة دون أن تفتح مظلاتها.
استشهاد فلسطينيين جراء إسقاط فاشل لمساعدات في غزة
يأتي ذلك في الوقت الذي سبق أن أعلن فيه جهاز الدفاع المدني الفلسطيني، الجمعة 8 مارس/آذار 2024، استشهاد 5 أشخاص وإصابة آخرين نتيجة إسقاط طائرات مدنية لمساعدات "بشكل خاطئ" شمال غرب مدينة غزة.
وأفاد متحدث الدفاع المدني محمود بصل، في بيان عبر منصة تليغرام بـ"استشهاد 5 أشخاص وعدد من الإصابات نتيجة إسقاط طائرات مدنية لمساعدات بشكل خاطئ". وأوضح أن المساعدات "سقطت على رؤوس ومنازل المواطنين شمال غرب مدينة غزة ظهر اليوم"، دون مزيد من التفاصيل.
وفي وقت سابق، الجمعة، أفادت "الأناضول"، نقلاً عن شهود عيان بمقتل عدد من الفلسطينيين، وإصابة آخرين إثر سقوط صناديق مساعدات ألقتها طائرات على مدينة غزة، دون أن تفتح مظلاتها بشكل سليم.
من جانبه، طالب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان، "بفتح المعابر البرية لإدخال آلاف أطنان المساعدات بشكل فوري وعاجل؛ منعاً لتعمُّق المجاعة في قطاع غزة، خاصة في محافظتي غزة والشمال"، معتبراً أن عمليات إنزال المساعدات من الطائرات "غير مجدية، وليست هي الطريقة المثلى".
وأشار إلى أن "قرابة مليونين و400 ألف فلسطيني في غزة يعانون بشكل كبير من النقص الحاد في الغذاء والماء والدواء والإيواء"، لافتاً إلى أن "المجاعة تتعمّق بشكل أكبر نتيجة هذا النقص الحاد".
وقال إنه "نتيجة لكارثة المجاعة استُشهد 20 فلسطينياً والعدد مرشح للارتفاع يومياً بسبب الجوع وسوء التغذية والجفاف، كما تهدد حياة أكثر 700 ألف فلسطيني في شمال القطاع".
تحذيرات لوقف نشاط "الأونروا"
من جانبه، حذّر المدير العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني من أن الوكالة التابعة للأمم المتحدة "مهددة بالموت" بعد أن أوقف عدة مانحين تمويلهم بسبب مزاعم إسرائيلية بأن بعض الموظفين شاركوا في هجوم حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول على جنوب إسرائيل.
وصرح لازاريني لشبكة آر.تي.إس السويسرية، في مقابلة بثت السبت "الوكالة مهددة بالموت، إنها معرضة لخطر التفكيك". وأضاف "الذي على المحك هو مصير الفلسطينيين اليوم في غزة على المدى القصير، والذين يمرون بأزمة إنسانية لم يسبق لها مثيل على الإطلاق".
يُذكر أنه ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".