ألقت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء 6 مارس/آذار 2024، منشورات على غزة أثارت غضباً وسخرية لدى الفلسطينيين، لكونها تروّج لـ"التسامح والرحمة"، في الوقت الذي يواصل فيه الجيش الإسرائيلي "مجازره" بحق المدنيين، ما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
فقد حملت المنشورات التي ألقتها الطائرات الأربعاء، رسائل تتضمن دعوات "للتسامح والرحمة" خلال شهر رمضان المقبل، بعبارات مثل: "أطعموا الطعام وأطيبوا الكلام، صوماً مقبولاً وذنباً مغفوراً وإفطاراً شهياً".
فيما يتذيل النص المكتوب في المنشورات اسم "الفتح الصادق – فتح آفاق جديدة لسكان غزة"، مرفقة بنجمة داود.
من جهتهم، تلقى الفلسطينيون المنشورات بالسخرية والغضب، بينما استخدمها البعض في إشعال النيران؛ احتجاجاً على ما اعتبروه تجاهلاً لمعاناتهم وإهانة لهم.
ويقول سامي الزعانين النازح من بيت حانون شمال قطاع غزة باتجاه رفح جنوباً: "الجيش الإسرائيلي يتجاهل معاناة السكان، خاصة في الشمال بسبب المجاعة ونقص المياه والطحين، ويلقي منشورات تدعو إلى التسامح في رمضان!".
ويتساءل الزعانين في حديث مع مراسل الأناضول: "لم لا يدخل الجيش المساعدات والمعونات للمواطنين الأبرياء الجوعى؟! أليس هذا نوعاً من التسامح؟!".
ويضيف: "إسرائيل تصر على مواصلة حرب الإبادة الجماعية وارتكاب المجازر بحق المدنيين، خاصةً النساء والأطفال بشكل متعمد، ضاربة بعرض الحائط كل القوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية".
بينما يقول الشاب سائد السحار إن "إسرائيل تتعامل كأنها فوق كل القوانين والأنظمة، ولا تلقِي بالاً لقرارات دولية أو أممية ولا تتأثر بأي ضغوطات كانت".
ويستدل السحار النازح إلى رفح، بازدياد "حجم المجازر المرتكبة في الأيام الماضية، وما فعلته في غزة من مجزرة الطحين عند دوار النابلسي على شارع الرشيد".
وأطلقت القوات الإسرائيلية، الخميس، النار تجاه تجمُّع للفلسطينيين كانوا ينتظرون وصول شاحنات تحمل مساعدات عند "دوار النابلسي" جنوب مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل 118 فلسطينياً فيما عُرف بـ"مجزرة الطحين".
ويقول السحار لمراسل الأناضول: "إن كانت إسرائيل تعلم أن شهر رمضان المبارك قد اقترب فلتسمح بدخول المساعدات الغذائية إلى غزة والشمال".
ويضيف بتهكم: "هذه المنشورات دعاية مسمومة، فإسرائيل تبث السم في العسل، لذا فليتفضلوا لنفطر معاً في رمضان".
ويواجه نحو 500 ألف فلسطيني شمال غزة خطر الجوع والعطش، لا سيما الأطفال، حيث تمنع إسرائيل وصول المساعدات إلى المنطقة "في إطار حرب الإبادة الجماعية" التي تشنها على القطاع.
ويشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين أول، خلفت حتى الأربعاء "30 ألفاً و717 شهيداً و72 ألفاً و156 إصابة، معظمهم أطفال ونساء"، ودماراً هائلاً بالبنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.