قدَّمت الولايات المتحدة الأمريكية، الثلاثاء 5 مارس/آذار 2024، مشروع قرار جديد لمجلس الأمن يدعم "وقفاً فورياً لوقف إطلاق النار في غزة لمدة 6 أسابيع تقريباً، والإفراج عن جميع الرهائن، وفق ما ذكرته وكالة رويترز، التي أشارت إلى أن واشنطن عدّلت بذلك مشروع قرار سابق.
إذ يعكس التعديل الثالث للنص، الذي اقترحته الولايات المتحدة لأول مرة قبل أسبوعين، التعليقات الحادة التي أدلت بها كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي. وأظهرت الصياغة الأولى لمشروع القرار الأمريكي تأييدها "لوقف مؤقت لإطلاق النار" في قطاع غزة.
تريد الولايات المتحدة أن يكون أي دعم من مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة مرتبطاً بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، الذين تحتجزهم حماس في غزة. بينما عارضت واشنطن في السابق استخدام كلمة وقف إطلاق النار.
حيث استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد ثلاثة مشاريع قرارات لمجلس الأمن- اثنان منها يطالبان بوقف فوري لإطلاق النار- خلال الحرب المستمرة منذ خمسة أشهر.
في الآونة الأخيرة، بررت الولايات المتحدة حق النقض قائلة إن مثل هذا الإجراء في المجلس قد يعرّض للخطر الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة ومصر وقطر للتوسط في وقف الحرب وإطلاق سراح الرهائن.
فيما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الثلاثاء، إن الأمر بيد حماس فيما يتعلق بقبول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بينما عقدت وفود محادثات لليوم الثالث دون أي مؤشر على تحقيق انفراجة.
بينما تقوم الولايات المتحدة في العادة بحماية إسرائيل في الأمم المتحدة، لكنها امتنعت عن التصويت مرتين، ما سمح للمجلس بتبنّي قرارات تهدف إلى تعزيز المساعدات لغزة، ودعت إلى وقف القتال لفترة طويلة.
ضغوط من أجل وقف إطلاق النار في غزة
يأتي ذلك، بينما تكثف واشنطن ضغوطها على حليفتها إسرائيل لبذل المزيد من الجهود، للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وحذرت الأمم المتحدة من أن ربع سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة على شفا المجاعة.
كما قالت الولايات المتحدة إنها تخطط لإتاحة الوقت للمفاوضات الخاصة بمشروع القرار، ولن تتعجل في التصويت عليه. ويحتاج مشروع القرار إلى تأييد تسع دول على الأقل لإقراره، فضلاً عن عدم استخدام حق النقض من قبل الولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا أو روسيا أو الصين.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها أبلغت "بوضوح" إسرائيل بأن وفيات الأطفال في قطاع غزة "غير مقبول". وجاء ذلك على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر على أسئلة الصحفيين في المؤتمر الصحفي اليومي.
حيث قال ميلر، إن "الأوضاع في غزة فظيعة، أنا متأكد من أن هناك العديد من الآباء الذين لا يتناولون وجبات الطعام ليأخذوا الطعام المحدود الموجود لديهم ويعطوه لأطفالهم". وأضاف: "لهذا السبب، من غير المقبول أن يموت الأطفال، وقد قلنا ذلك بوضوح للحكومة الإسرائيلية".
كما أشار إلى أنهم يُحملون حماس المسؤولية عن بدء الصراع في المنطقة والوضع الإنساني الناتج عنها. وأردف: "ومع ذلك، تحتاج إسرائيل إلى بذل المزيد من الجهد لحل المشكلة وضمان تدفق الغذاء. إن الشعب الفلسطيني لديه حقوق حقيقية، واحتياجات إنسانية".
في وقت سابق الثلاثاء حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، الثلاثاء، من "انفجار وشيك" في عدد وفيات الأطفال المرتبطة بسوء التغذية بقطاع غزة، موضحة أن معدلات الوفيات بشمال القطاع "أعلى بثلاث مرات" من المسجلة في الجنوب.