يرفض آلاف الناخبين من العرب والمسلمين في الولايات المتحدة التصويت لصالح الرئيس الأمريكي جو بايدن، بسبب موقفه ودعمه للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ويتجهون لدعم دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، التي ستعقد في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وفقاً لتقرير نشره موقع Middle East Eye البريطاني، السبت 2 مارس/آذار 2024.
وقفت دانيا وفتحت قلمها داخل صالة الألعاب الرياضية لمدرسةٍ حكومية في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان. إذ كانت على وشك التصويت في الانتخابات التمهيدية الرئاسية للمرة الأولى، وأرادت أن يكون صوتها فارقاً.
وكتبت دانيا: "غير ملتزمة"، لتنضم بذلك إلى نحو 100 ألف ناخبٍ آخرين فعلوا الشيء نفسه في ولاية ميشيغان. وتقول دانيا "من المستحيل" أن يصوتوا لشخص سمح "بقتل 30 ألف شخص وتناول الآيس كريم أثناء حديثه عن وقف إطلاق النار المحتمل".
ويسكن في ميشيغان نحو 300 ألف شخص ترجع أصولهم إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتلعب الولاية دوراً انتخابياً محورياً باعتبارها "ولاية متأرجحة"؛ لهذا يُعد الفوز فيها ضرورياً خلال الانتخابات الرئاسية، وعادةً ما تُحسم نتيجتها بهوامش ضئيلة.
ويقول الخبراء إن هذه الأصوات مهمة، وخاصةً داخل ولاية متأرجحة مثل ميشيغان. وتعلم دانيا ذلك، وينطبق الأمر ذاته على أصدقائها وبقية الشباب الأمريكييين العرب، الذين يشعرون بالغضب من بايدن مثلها.
ولهذا قررت دانيا وغيرها أن يصوتوا لدونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة، في نوفمبر/تشرين الثاني.
حيث قالت لموقع Middle East Eye البريطاني: "ثقوا بي، أنا أعلم أن ترامب ليس ملاكاً، لكن من الذي قرر أن بايدن هو الأقل شراً؟".
التخلّي عن بايدن.. آلاف المسلمين بأمريكا يصوتون لترامب بسبب غزة
خاضت دانيا نقاشات مطوّلة مع أصدقائها حول الانتخابات المقبلة، وأوضحت أن أصوات العرب في ميشيغان مهمة، لكنها لن تحقق الكثير إذا لم يصوت لترامب سوى عدد قليل منهم، لكنها لا تمانع ذلك.
إذ قالت: "بصراحة، لا يهمني فوز ترامب من عدمه، لكنني لا أريد أن يفوز بايدن فحسب، ولا أريد كتابة اسم بايدن على بطاقة اقتراعي، في نوفمبر/تشرين الثاني. وسأصوت لترامب لمجرد أنني أستطيع".
وأردفت: "لم يستمع إلينا بايدن، وقد فات الأوان بكل صراحة، سامحوني إذا كنت سأرفض إعطاء صوتي لرجل سمح فعلياً بقتل أقارب أصدقائي في غزة. هل ترامب هو من فعل ذلك؟ ليس بعد، ولكننا سنتعامل مع ذلك الأمر عندما نصل إلى هناك".
بسؤاله عما إذا كان يرى أن ترامب سيكون أفضل من بايدن، قال الطالب الجامعي عزيز محمد، من بنسلفانيا، إنه لا يعرف الإجابة. لكنه أردف أنه يفضل تجربة حظه هنا بدلاً من التصويت وهو في وعيه لرجلٍ أسهم في حدوث إبادة جماعية.
وأوضح: "سأصوت لترامب، ليس لأنه رائع، فهو ليس رائعاً، لكن لأنني لم أشاهد 30,000 من الأبرياء يموتون في عهده".
عمران صالحة هو إمام المركز الإسلامي في ديترويت، وفي الـ12 من أكتوبر/تشرين الأول، أطلق المستوطنون الإسرائيليون النار على ظهر رندة عجاج (37 عاماً) من سكان دير جرير شمال شرق رام الله، فقتلوها وأصابوا ابنها في ساقه وكتفه أثناء وجودهما داخل السيارة. وكانت رندة من أقارب صالحة.
وقال صالحة أثناء حديثه عن بايدن: "أريدك أن تتوقف عن قتل عائلتي فحسب".
أعداد متزايدة من المسلمين بأمريكا يصوتون لترامب في ولايات عدة
من أجل فهم سبب تهديد أعداد متزايدة من العرب والمسلمين بالتصويت لترامب، من الضروري أن نفهم أولاً سبب ابتعادهم عن بايدن.
انطلقت حملة "تخلوا عن بايدن"، في ديسمبر/كانون الأول، حيث اجتمع المنظمون المسلمون من ولايات أريزونا، وفلوريدا، وجورجيا، ومينيسوتا، ونيفادا، وبنسلفانيا معاً للإعلان عن جهد مُنسّق على مستوى البلاد لضمان عدم فوز بايدن بولايةٍ ثانية. وكان سبب الحملة هو دعم بايدن الثابت للعدوان العسكري الإسرائيلي على غزة.
لكن القائمين على الحملة يقولون إننا لا يجب أن نتساءل هنا عن سبب هجر المسلمين والعرب لبايدن، بل عن سبب عدم اختيار بايدن أن يستمع لناخبيه.
وأوضح صالحة ذلك قائلاً: "إنه يختار انتهاك الحدود الأخلاقية. وعندما تنتهك الحدود الأخلاقية، ستسبب الألم للناس، وهذا هو سبب وجود الأخلاقيات من الأساس، فالأخلاقيات موجودة حتى تحمي الناس من إيذاء بعضهم البعض، ولأنه انتهك تلك الحدود الأخلاقية رد الناس بالتخّلي عنه".
وأردف صالحة: "نعم، نحن عاجزون عن اختيار الرئيس المقبل، لكننا نستطيع الإطاحة بالرئيس الحالي باستخدام أصواتنا، وهدفنا هو أن يسجل التاريخ أن بايدن خسر الرئاسة وأصبح رئيساً بولاية واحدة فقط، بسبب ما فعله بالفلسطينيين".