إعلام إيراني: مقتل مستشار بالحرس الثوري في هجوم إسرائيلي على ميناء بانياس السوري..  استهدفته بـ 3 صواريخ

عربي بوست
تم النشر: 2024/03/01 الساعة 15:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/03/01 الساعة 15:44 بتوقيت غرينتش
الحرس الثوري الإيراني – توضيحية / رويترز

أعلنت وكالة "إرنا" الإيرانية، الجمعة، 1 مارس/آذار 2024، عن مقتل رضا زارعي، المستشار بالحرس الثوري، في هجوم إسرائيلي على ميناء "بانياس" السوري. ونقلت "إرنا" عن مكتب العلاقات العامة للبحرية قوله إن "قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت زارعي، الذي يشغل أيضاً منصب أحد حراس الفيلق الأول لمشاة البحرية، في هجوم استهدف ميناء بانياس السوري".

مقتل رضا زارعي المستشار بالحرس الثوري في سوريا

كانت وسائل إعلام موالية للنظام السوري قالت إن غارات إسرائيلية استهدفت فجر الجمعة، مبنى في منطقة بطرايا بمحيط بانياس في ريف طرطوس، وذلك للمرة الأولى من 3 سنوات، وتسبب ذلك في مقتل رضا زارعي، المستشار في الحرس الثوري الإيراني.

من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر طبية بمحافظة طرطوس أن القصف الإسرائيلي الذي استهدف مبنى في مزرعة بمنطقة بطرايا أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 7 آخرين، بينما تحدث ناشطون عن مقتل عنصرين من حزب الله اللبناني، بالإضافة إلى المستشار العسكري الإيراني.

إيران
قائد الحرس الثوري الإيراني/ الأناضول

وذكرت مصادر سورية في المحافظة أن 3 صواريخ أطلقت على المبنى، ورجحت أن يكون القصف تم انطلاقاً من البحر المتوسط أو من الأجواء اللبنانية، وبث ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع تظهر مبنى مدمراً بالكامل.

وفي الأسابيع القليلة الماضية، تواتر الاستهداف الإسرائيلي لضباط إيرانيين وعناصر من حزب الله اللبناني في سوريا.

ومطلع فبراير/شباط 2024، قُتل المستشار في الحرس الثوري سعيد علي دادي في غارة إسرائيلية جنوبي دمشق، وقبل ذلك بأيام قُتل 5 مستشارين إيرانيين آخرين في ضربة مماثلة، استهدفت حي المزة بالعاصمة السورية، كما قُتل المستشار العسكري البارز في فيلق القدس بالحرس الثوري رضي موسوي، في غارة جوية أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي.

إيران تتهم إسرائيل بقتل مستشارين لها في سويرا

يأتي ذلك بعد أسابيع من اتهام إيران إسرائيل باغتيال 5 من مستشاري الحرس الثوري في غارة جوية على ضاحية بالعاصمة السورية دمشق السبت، وتوعدت بالرد "في الوقت والمكان المناسبين".

وقُتل المستشارون الخمسة جراء ما وصفته وكالة الأنباء السورية الرسمية بعدوان جوي إسرائيلي استهدف مبنى سكنياً في حي المزة بدمشق.

ووقعت عملية الاغتيال الجديدة بعد 25 يوماً من غارة مماثلة استهدفت مبنى في منطقة السيدة زينب بريف دمشق، وأسفرت عن مقتل المستشار العسكري البارز في فيلق القدس بالحرس الثوري رضي موسوي.

وفي ردود الفعل الإيرانية، قال الرئيس إبراهيم رئيسي إن طهران لن تترك الجريمة الإسرائيلية دون رد، مضيفاً أن "جريمة الكيان الصهيوني خرق للمقررات الدولية، وتمت بدعم قوى الاستكبار، ومنها واشنطن".

إيران هجوم الأردن امريكا
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي/رويترز

وفي بيان نشره المتحدث باسمها ناصر كنعاني، بعد ساعات من الضربة الجوية، نددت الخارجية الإيرانية بشدة بما سمّته "العمل الإجرامي الذي نفذه الكيان الصهيوني"، وقالت إن الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للسيادة السورية "محاولة يائسة لنشر عدم الاستقرار وانعدام الأمن في المنطقة".

وجاء في البيان أيضاً أنه "بالإضافة إلى الملاحقة السياسية والقانونية والدولية لهذه الأعمال العدوانية والإجرامية، تحتفظ جمهورية إيران الإسلامية بالحق في الردّ على الإرهاب المنظم للكيان الصهيوني المزيف في الزمان والمكان المناسبَين".

كما قالت الخارجية الإيرانية إن تصعيد ما وصفتها بالهجمات العدوانية والاستفزازية ضد أهداف مختلفة في سوريا يعكس عجز إسرائيل، ويأسها في ساحة المعركة ضد قوة المقاومة في غزة والضفة الغربية خلال الأيام المئة الماضية.

في حين ، فقد سبق أن قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن نشاط المستشارين العسكريين الإيرانيين في مكافحة الإرهاب وضمان أمن المنطقة سيستمر بقوة.

وبعد مقتل العميد رضي موسوي في غارة إسرائيلية على منطقة السيدة زينب قرب دمشق أواخر الشهر الماضي، لوحت طهران أيضاً بالرد في الوقت والمكان المناسبَين، وأقرّ وزير الخارجية الإسرائيلي -حينها- إيلي كوهين بمسؤولية تل أبيب عن اغتيال موسوي.

رضي موسوي أحد كبار قادة الحرس الثوريالمستشار بالحرس الثوري رضي موسوي اغتيل الشهر الماضي في غارة إسرائيلية على منطقة السيدة زينب (الجزيرة)

اغتيال المستشارين

وكان الحرس الثوري الإيراني قد أعلن في وقت ما عن مقتل 4 من مستشاريه العسكريين في منطقة المزة بدمشق، ولاحقاً أكد مقتل مستشار خامس متأثراً بجروحه.

ونشر الحرس الثوري أسماء المستشارين الأربعة الذين قُتلوا على الفور، وهم حجة الله أميدوار، وعلي آقازاده، وحسين محمدي، وسعيد كريمي، مشيراً إلى مقتل عسكريين سوريين في الغارة الجوية.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية أن من بين القتلى مسؤول استخبارات ساحة سوريا في فيلق القدس بالحرس الثوري ونائبه. وقالت مصادر في دمشق إن المبنى المستهدف الموجود بالقرب من شعبة الأمن السياسي قد انهار بشكل كامل.

وفيما يخص ملابسات الاغتيال، قالت وكالة الأنباء السورية إن إسرائيل نفذت في الساعة العاشرة و20 دقيقة من صباح اليوم بالتوقيت المحلي، عدواناً جوياً على مبنى سكني في حي المزة، ما أسفر عن "استشهاد عدد من الأشخاص".

وأضافت الوكالة أن الدفاعات الجوية السورية تصدت للهجوم وأسقطت عدداً من الصواريخ الإسرائيلية.

الحرس الثوري في سوريا
النفوذ الإيراني اتسع مع دور الحرس الثوري في سوريا منذ 2013 – عربي بوست

وفي ردود الفعل، أدانت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية ما سمّته العدوان الإسرائيلي الذي استهدف قادة من الحرس الثوري الإيراني في دمشق. وقالت الحركة -في بيان- إن "هذه الخطوة تعبّر عن محاولة الاحتلال لتصدير فشله العسكري عبر توسيع رقعة الحرب"، على حد تعبيرها.

ومنذ عام 2015، قتل عدد من قادة وأفراد الحرس الثوري في سوريا جراء هجمات إسرائيلية، وكان أحدثهم العميد رضي موسوي. وخلال هذه الفترة نفذت إسرائيل مئات الضربات الجوية على سوريا في إطار استراتيجية عسكرية لتقويض الوجود العسكري الإيراني هناك.

الحرس الثوري يقلّص نشاطه في سوريا

كانت  وكالة رويترز قد نقلت عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة" قولها إن الحرس الثوري الإيراني قلّص نشر ضباطه الكبار في سوريا، بعد سلسلة الضربات الإسرائيلية المميتة التي استهدفت وجوده ومصالحه هناك.

وقالت رويترز إن 5 مصادر أكدت لها أن الحرس الثوري الإيراني سيعتمد على فصائل شيعية متحالفة مع طهران، للحفاظ على النفوذ الإيراني في سوريا.

ونقلت عن 3 منهم القول إن إيران ستدير عملياتها في سوريا عن بُعد بمساعدة حزب الله اللبناني، وأشارت الوكالة إلى أنها سعت للحصول على تعليق من حزب الله على تلك المعلومات، لكنها لم تتلقَّ رداً من الحزب بعد.

إيران صواريخ إيران
الحرس الثوري الإيراني – توضيحية / رويترز

ونسبت رويترز للمصادر المذكورة قولها إنه "حول ما يطالب غلاة المحافظين في طهران بالثأر، فإن قرار إيران بسحب كبار الضباط مدفوع جزئياً بحرصها على عدم الانجرار للصراع المحتدم في أنحاء الشرق الأوسط".

وأفاد أحد المصادر، وهو مسؤول أمني إقليمي كبير مطلع، أن قادة إيرانيين كباراً غادروا سوريا مع عشرات الضباط ذوي الرتب المتوسطة، وقال إن انسحابهم يعدّ تقليصاً للوجود الإيراني في سوريا.

وقالت رويترز إن المصدر لم يذكر عدد القادة الإيرانيين الذين غادروا، كما لم يتسنّ للوكالة التحقق من الأمر على نحو مستقل، كما لم تتمكن من الوصول إلى الحرس الثوري الإيراني، للتعليق على المعلومات التي تلقتها من مصادرها.

وأكدت المصادر أن إيران لا تنوي الانسحاب من سوريا -التي تعدّ جزءاً أساسياً من دائرة نفوذ طهران- فإن الخطوة الأخيرة تسلّط الضوء على التأثيرات الإقليمية للحرب على قطاع غزة، التي اندلعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

الحرس الثوري الإيراني.. إخفاء الهوية وليس الانسحاب

في المقابل قال مصدر من الحرس الثوري الإيراني قال لـ"عربي بوست"، مفضلاً عدم ذكر اسمه، لأنه غير مخول له الحديث إلى وسائل الإعلام: "لا يوجد أي تقليص لقادة الحرس الثوري الإيراني أو قواتنا في سوريا، لكننا لجأنا إلى استخدام تكتيك جديد لعدم تعريض القادة العسكريين الإيرانيين في سوريا لأي ضرر من الهجمات الأمريكية المتوقعة".

قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي/رويترز

أضاف أنه "بعد الاجتماع الأخير للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، بحضور قادة الحرس الثوري الإيراني، سلّم المجلس الخطة الجديدة إلى المرشد الأعلى خامنئي، الذي بدوره وافق عليها، وأرسلها إلى الحكومة السورية على الفور".

وفقاً لمصدر آخر من مكتب المرشد الأعلى الإيراني، فإن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الجنرال إسماعيل قاآني "سلّم الخطة التي وافق عليها المرشد الأعلى للرئيس بشار الأسد، وطلب منه الموافقة".

أوضح المصدر لـ"عربي بوست": "طلبنا من بشار الأسد منح القادة الإيرانيين رفيعي المستوى هويات مجهولة لجنسيات أخرى غير الإيرانية، حتى نضمن دخولهم وخروجهم من سوريا بأمان". 

وقال: "أخبرنا الحكومة السورية بأننا سنُعيد تسكين الضباط والقادة الإيرانيين في مناطق أخرى، بمعرفتنا الخاصة دون إبلاغهم حتى".

عدم إبلاغ طهران بأماكن تسكين الضباط والقادة العسكريين الإيرانيين للحكومة السورية يأتي "خوفاً من تسريب معلومات إقامة القادة الإيرانيين"، وكما سبق ذكره في تقرير سابق لـ"عربي بوست".

التقرير أشار إلى أن قادة الحرس الثوري الإيراني حصلوا على معلومات استخباراتية تُفيد بوجود خروقات استخباراتية بالأجهزة الأمنية السورية، ترتب عليها موجة الاغتيالات الإسرائيلية الأخيرة تجاه قادة الحرس الثوري الموجودين في سوريا.

الحرس الثوري الإيراني ينشط في كل من العراق وسوريا ويدعم فصائل مسلحة فيهما - رويترزالحرس الثوري الإيراني ينشط في كل من العراق وسوريا ويدعم فصائل مسلحة فيهما – رويترز

بحسب المصادر الإيرانية التي تحدثت لـ"عربي بوست"، في هذا التقرير، فإن رئيس النظام السوري بشار الأسد قد وافق على مطالب خامنئي، بشرط أن تكون هذه الإجراءات الجديدة لفترة محددة.

في هذا الصدد، قال مصدر ثانٍ من الحرس الثوري الإيراني لـ"عربي بوست": "أراد الأسد معرفة الفترة التي سيدخل ويخرج فيها قادة الحرس الثوري من سوريا بهويات مختلفة، لكننا لم نتمكن من إعطائه أي إجابة حتى الآن، لكنه وافق في نهاية الأمر، نظراً لحساسية الأوضاع الحالية".

عن الخطوات الأخرى، قال المصدر: "هناك أيضاً إعادة انتشار للقوات الإيرانية وقوات حزب الله اللبناني في سوريا، وتم إبعاد القوات عن مقراتها الرئيسية، ومخازن الأسلحة بقدر المستطاع".

تحميل المزيد