وثائق سرية تكشف عن تدريبات للجيش الروسي باستخدام الأسلحة النووية! “فايننشيال تايمز”: تتضمن سيناريوهات غزو صيني

عربي بوست
تم النشر: 2024/02/28 الساعة 21:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/02/29 الساعة 04:38 بتوقيت غرينتش
الملفات العسكرية المسربة تتضمن سيناريوهات تدريب لغزو صيني/رويترز

كشفت صحيفة Financial Times البريطانية، الأربعاء 28 فبراير/شباط 2024، أن القوات الروسية تدربت على استخدام الأسلحة النووية التكتيكية في مرحلة مبكرة من الصراع مع قوة عالمية كبرى، وفقاً لملفات عسكرية مسربة تتضمن سيناريوهات غزو صيني.

تصف الأوراق السرية، التي اطلعت عليها الصحيفة، عتبة استخدام الأسلحة النووية التكتيكية أقل مما اعترفت به روسيا علناً، وفقاً للخبراء الذين راجعوا الوثائق وتحققوا منها. 

تتألف الأوراق من 29 ملفاً عسكرياً روسيّاً سرياً أُعِدَّت بين عامي 2008 و2014، من ضمنها سيناريوهات لخطط حربية وعروض تقديمية لضباط البحرية، والتي تناقش مبادئ التشغيل لاستخدام الأسلحة النووية. 

تتراوح معايير الرد النووي المحتمل من توغل العدو على الأراضي الروسية إلى محفزات أكثر تحديداً، مثل تدمير 20% من غواصات الصواريخ الباليستية الاستراتيجية الروسية.

إن الأسلحة النووية التكتيكية الروسية، التي يمكن إطلاقها عن طريق الصواريخ البرية أو البحرية أو من الطائرات، مصممة للاستخدام المحدود في ساحة المعركة بأوروبا وآسيا، عكس الأسلحة "الاستراتيجية" الأكبر حجماً التي ترمي إلى استهداف الولايات المتحدة. وما تزال الرؤوس الحربية التكتيكية الحديثة قادرة على إطلاق طاقة أكبر بكثير من الأسلحة التي أُلقِيَت على ناغازاكي وهيروشيما في عام 1945.

رغم أن الملفات يعود تاريخها إلى 10 سنوات وأكثر، يزعم الخبراء أنها لا تزال ذات صلة بالعقيدة العسكرية الروسية الحالية. وعُرِضَت الوثائق على Financial Times من قِبَلِ مصادر غربية.

القوات الروسية تدربت على سيناريوهات غزو صيني/ عربي بوست
القوات الروسية تدربت على سيناريوهات غزو صيني/ عربي بوست

الخطط الدفاعية تضمنت سيناريوهات غزو صيني

تكشف الخطط الدفاعية عن شكوك عميقة تجاه الصين بين النخبة الأمنية في موسكو حتى عندما بدأ بوتين في تشكيل تحالف مع بكين، والذي تضمن في وقت مبكر من عام 2001، اتفاقية عدم توجيه الضربة النووية الأولى. 

في السنوات التي تلت ذلك، عملت روسيا والصين على تعميق شراكتهما، خاصة منذ تولى شي جين بينغ السلطة في بكين عام 2012. وقد عززت الحرب في أوكرانيا مكانة روسيا كشريك صغير في علاقتهما، حيث أمدت الصين موسكو بشريان حياة اقتصادي حيوي؛ لمساعدتها على درء العقوبات الغربية.

مع ذلك، حتى مع التقارب بين الدولتين، تظهر مواد التدريب أن المنطقة العسكرية الشرقية لروسيا كانت تتدرب على سيناريوهات غزو صيني. 

تقدم التدريبات نظرةً قلَّما تتوفَّر حول الكيفية التي تنظر بها روسيا إلى ترسانتها النووية باعتبارها حجر الزاوية في سياستها الدفاعية، وكيف تدرب قواتها لتكون قادرةً على تنفيذ ضربة نووية أولى في بعض ظروف ساحة المعركة. 

يشير أحد التدريبات التي تحدد الخطوط العريضة لهجوم افتراضي من جانب الصين إلى أن روسيا، التي يُطلَق عليها اسم "الاتحاد الشمالي" لغرض المناورة الحربية، يمكن أن ترد بضربة نووية تكتيكية من أجل منع "الجنوب" من التقدم بموجة ثانية من القوات الغازية. 

جاء في الوثيقة: "صدر الأمر من القائد الأعلى باستخدام الأسلحة النووية في حالة نشر العدو وحدات من الدرجة الثانية وهدد الجنوب بشن مزيد من الهجوم في اتجاه الضربة الرئيسية". 

ونفت وزارة الخارجية الصينية وجود أي أساس للاشتباه في شيءٍ كهذا من جانب موسكو.

الرئيس فلاديمير بوتين مع نظيره الصيني شي جين بينغ/ الأناضول
الرئيس فلاديمير بوتين مع نظيره الصيني شي جين بينغ/ الأناضول

يحدد عرضٌ تدريبي منفصل لضباط البحرية، لا علاقة له بالمناورات الحربية الصينية، معايير أوسع لضربة نووية محتملة، وضمن ذلك هبوط العدو على الأراضي الروسية، أو هزيمة الوحدات المسؤولة عن تأمين المناطق الحدودية، أو هجوم وشيك للعدو باستخدام الأسلحة التقليدية. 

تلخص الوثائق العتبة المُحدِّدة لاستخدام هذه الأسلحة في مجموعة من العوامل حين تكون الخسائر التي تكبدتها القوات الروسية "ستؤدي بشكل لا رجعة فيه إلى فشلها في وقف عدوان كبير من العدو"، وهو "وضع حرج لأمن الدولة في روسيا".

كما تشمل الشروط المحتملة الأخرى تدمير 20% من غواصات الصواريخ الباليستية الاستراتيجية الروسية، أو 30% من غواصاتها الهجومية التي تعمل بالطاقة النووية، أو ثلاثة طرادات أو أكثر، أو ثلاثة مطارات، أو توجيه ضربة متزامنة لمراكز القيادة الساحلية الرئيسية والاحتياطية.

من المتوقع أيضاً أن يكون الجيش الروسي قادراً على استخدام الأسلحة النووية التكتيكية لمجموعة واسعة من الأهداف، وضمن ذلك "ردع الدول عن استخدام العدوان أو تصعيد الصراعات العسكرية"، و"وقف العدوان"، ومنع خسارة القوات الروسية المعارك أو الأراضي، وجعل البحرية الروسية "أكثر فاعلية".