مرصد حقوقي يستعرض أدلة على تورط الاحتلال بمجزرة شارع الرشيد.. أكدت تعمّده قتل المدنيين بغزة

عربي بوست
تم النشر: 2024/02/29 الساعة 18:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/02/29 الساعة 18:40 بتوقيت غرينتش
جانب من جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في غزة/ رويترز

أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الخميس 29 فبراير/شباط 2024، أن تحقيقاته الأولية بشأن مجزرة الاحتلال في شارع الرشيد في غزة، أثبتت أن  "عشرات الضحايا خلال تسلم المساعدات الإنسانية غرب غزة فجر الخميس سقطوا جراء إصابتهم برصاص أطلقه الجيش الإسرائيلي".

كما أشار إلى أن "الجيش الإسرائيلي يحاول التنصل من مسؤوليته عن الجريمة المروعة بنشر مقطع فيديو جوي مجتزأ والادعاء أن التدافع والدهس كانا سبب قتل هذا العدد الكبير من المدنيين الفلسطينيين". 

في وقت سابق الخميس، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار تجاه تجمع لفلسطينيين كانوا ينتظرون وصول شاحنات تحمل مساعدات في منطقة دوار النابلسي، جنوب مدينة غزة، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع، ما أسفر عن استشهاد 112 شخصاً، وإصابة 760 آخرين، وفق وزارة الصحة في القطاع.

4 أدلة تورط إسرائيل

في تقرير نشره على موقعه الرسمي، أوضح الأورومتوسطي أن "فرقه البحثية تابعت ما حدث منذ اللحظة الأولى، ووثقت قيام الدبابات الإسرائيلية بإطلاق النار بكثافة تجاه تجمعات المدنيين الفلسطينيين خلال محاولتهم تسلم مساعدات إنسانية غربي جنوبي مدينة غزة، وهو ما تسبب، وفق أحدث حصيلة، بمقتل 112 مدنياً وإصابة 760 آخرين، فيما يعتقد أن العديد من الضحايا لا يزالون في منطقة الاستهداف".

كما أكد أن "العشرات من الضحايا تبين أنهم مصابون بأعيرة نارية وليس نتيجة الدهس أو التدافع، كما ادعى الناطق باسم الجيش الإسرائيلي الذي تحدث عن رواية الدعس دون أن ينفي عملية إطلاق النار المثبتة في مقاطع فيديو وثقت ما حدث".

كذلك، أبرز الأورومتوسطي أن "أربعة دلائل تؤكد تورط الجيش الإسرائيلي في جريمة قتل وإصابة المدنيين الجياع، أولها علامات الإصابات على أجساد القتلى والمصابين، وهو أمر توثق منه باحث المرصد الأورومتوسطي بمعاينة الضحايا لحظة وصولهم إلى مستشفى الشفاء، إلى جانب امتزاج دماء جروحهم بأكياس الطحين وصناديق المساعدات".

جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة/الأناضول
جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة/الأناضول

وذكر أن الدلالة الثانية هي مقاطع الفيديو التي نشرها الشهود العيان للجريمة وصوت الرصاص الواضح ومصدره من الدبابات الإسرائيلية المتمركزة باتجاه البحر، والتي تعمَّد الجيش إخفاءها باللون الأسود في الفيديو الذي نشره، ولكن كان شهود العيان قد أكدوا وجود هذه الدبابات في محيط المنطقة التي شهدت الجريمة.

وأخيراً، أشار المرصد الأورومتوسطي إلى أن الفيديو من الجو الذي نشره الجيش الإسرائيلي مجتزأ وتم إجراء تحريف فيه، ومع ذلك يوضح تواجد دبابتين على الأقل بالدقيقة 01:06 ويظهر وجود عدة جثث بمسار الدبابات وليس بمسار الشاحنات.

ونبه إلى أنه يظهر بالفيديو بالدقيقة 1:06-1:28 هروب معظم الأشخاص المتواجدين باتجاه عكسي من شاحنات المساعدات، بمن في ذلك الأشخاص الذين كانوا بالأصل بعيدين عن الشاحنات، مما يعني أن مصدر الخطر كان ليس من الشاحنات ذاتها أو من التدافع حولها، بل كان آتياً من مصدر آخر خارجي روّع جميع الأشخاص المتواجدين القريبين من الشاحنات والبعيدين عنها. هذا عدا عن أن مقطع الفيديو الذي نشره الجيش الإسرائيلي لم يظهر أي عملية دهس، وهو ما يتسق مع العديد من إفادات الضحايا بأنهم أصيبوا بأعيرة نارية في ظهورهم خلال محاولتهم الهرب من المكان.

دحضت مزاعم الاحتلال

جاء في التقرير أيضاً أن الأورومتوسطي "شدد على أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال التسليم بصحة ومصداقية ما ينشره الجيش الإسرائيلي لتبرئة نفسه من الجرائم التي يرتكبها، دون إمكانية فحص ما يصدر عنه من قبل جهة تحقيق خارجية مستقلة ولديها الوصول الكامل للمعلومات الموجودة لدى الجيش الإسرائيلي، وإلا نكون أمام حالة عبثية بأن هذا الجيش هو الجاني والمحقق والقاضي في ذات الوقت". 

مع ذلك يشدد الأورومتوسطي على "أن مقطع الفيديو الذي نشره الجيش الإسرائيلي هو في حقيقة الأمر دليل إدانة للجيش؛ كونه يظهر أن إسرائيل هي المسؤولة بالأصل عن هذه الكارثة الإنسانية وجريمة التجويع التي دفعت جموع المدنيين وتحت وطأة المجاعة التي فرضتها إسرائيل طوال 146 يوماً للاندفاع نحو الشاحنات التي تحمل المساعدات، والتي تعرقل قوات الجيش دخولها الآمن والطبيعي وبكميات مناسبة للسكان الذين يدفعهم الجوع للمجازفة بأرواحهم للوصول إلى قرب نقاط التمركز الإسرائيلي؛ حيث المكان الذي تتوقف فيه شاحنات المساعدات".

وقال الأورومتوسطي إن القوات الإسرائيلية استهدفت المدنيين، رغم أن تصوير الطائرات الإسرائيلية يظهر بوضوح أن الأمر يتعلق بمدنيين أنهكهم الجوع، وأنهم لا يشكلون أي خطر على القوات الإسرائيلية، وكان مطلبهم الحصول على حفنة قليلة من المساعدات بالرغم من آلية الإذلال المفروضة لتسلمها.

ونبه الأورومتوسطي إلى أن إطلاق النار الإسرائيلي تجاه الجياع متلقي المساعدات بات نهجاً متكرراً على شارع "صلاح الدين" حيناً وقرب "دوار الكويت" حيناً آخر، حيث سقط في الأسابيع الأخيرة عشرات القتلى والجرحى نتيجة استهدافات مباشرة من القوات الإسرائيلية.

ارتفاع أعداد الشهداء

في السياق، أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة،  ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين ممن كانوا ينتظرون مساعدات إنسانية جنوب مدينة غزة، إلى 112 شهيداً و760 مصاباً. 

وقال متحدث الوزارة أشرف القدرة، في بيان: "وصل مستشفى الشفاء (بمدينة غزة) 8 شهداء، ما يرفع حصيلة مجزرة شارع الرشيد إلى 112 فلسطينياً ونحو 760 إصابة".

وأضاف: "وفقاً لشهادات المواطنين، لا يزال عدد من الضحايا لم يتم انتشالهم من محيط دوار النابلسي" وهي الواقعة التي باتت تعرف إعلامياً باسم "مجزرة الطحين".

وفي وقت سابق، قال عيد صباح، مدير التمريض بمستشفى "كمال عدوان" شمال القطاع، الذي استقبل مئات المصابين جراء الاستهداف الإسرائيلي للفلسطينيين في شارع الرشيد، إن "معظم الجرحى بحالة خطيرة، وتركزت الإصابات في الأقدام والرقبة والصدر، ويحتاجون لعمليات جراحية ورعاية مكثفة ونقل دم".

تحميل المزيد