طائرة مسيّرة تقتحم مفاعل فوكوشيما النووي الذي دمره “التسونامي”.. أول دراسة لنواته المنصهرة منذ 13 سنة!

عربي بوست
تم النشر: 2024/02/28 الساعة 19:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/02/28 الساعة 19:28 بتوقيت غرينتش
محطة فوكوشيما النووية في اليابان/ رويترز

حلّقت طائرة مسيّرة صغيرة بحجم كف اليد إلى داخل واحد من المفاعلات المدمرة في محطة فوكوشيما دايشي، لتوليد الطاقة النووية، الأربعاء 28 فبراير/شباط 2024، وتتطلع الدراسة إلى فحص بعض حطام الوقود المنصهر في المناطق التي عجزت الروبوتات السابقة عن الوصول إليها، وذلك وفق ما جاء في تقرير لصحيفة The Independent البريطانية.

في شهر مارس/آذار عام 2011، أدى زلزال بقوة 9 درجات، والتسونامي الذي أعقبه، إلى تدمير أنظمة إمداد الطاقة والتبريد في المحطة النووية، ما أدى إلى انصهار 3 مفاعلات، بينما تخطط الحكومة مع شركة طوكيو للطاقة الكهربائية لإزالة الكمية المهولة من الوقود النووي المنصهر والمشع بدرجةٍ قاتلة، والذي لا يزال موجوداً داخل كل مفاعل. وتعطلت عملية التفكيك الشاقة هذه لسنوات بالفعل، وشابتها العقبات الفنية ونقص البيانات.

4 طائرات مسيّرة تقتحم مفاعل فوكوشيما

من أجل المساعدة في سد فجوة البيانات، جرى تجهيز أسطول من 4 طائرات مسيّرة حتى تُحلِّق واحدةً تلو الأخرى صوب وعاء الاحتواء الأساسي، داخل المفاعل الأول الأكثر تضرراً.

تأتي رحلة المسيّرات يوم الأربعاء بعد شهور الإعداد والتدريب التي بدأت في يوليو/تموز داخل منشأة محاكاة بالحجم الطبيعي بالقرب من المحطة.

تزن كل طائرة مسيّرة نحو 185 غراماً، وتتمتع بقدرةٍ عالية على المناورة، كما لا تحرك مراوحها أي غبار تقريباً، ما يجعلها نموذجاً شائع الاستخدام في عمليات فحص السلامة بالمصانع. وتأتي المسيّرة في شكل يشبه المربع تقريباً، بطول يبلغ نحو 18 سم من الجانبين، وسمك يبلغ 5 سم. وتحمل كل مسيرة كاميرا عالية الدقة مثبتة من الأمام لإرسال بث فيديو مباشر مع صور عالية الجودة إلى غرفة العمليات.

ونتيجةً لعمر البطارية، ستقتصر جولة التحقيق بالطائرة المسيّرة داخل المفاعل على رحلات تبلغ مدة كل منها 5 دقائق.

مهمة معقدة

من جانبهم، قال مسؤولو الشركة إنهم يخططون لاستخدام البيانات الجديدة في تطوير تقنيات المسابير المستقبلية، وكذلك تطوير عملية إزالة الوقود المنصهر من المفاعل خلال السنوات المقبلة. كما سيجري استخدام البيانات للتحقيق في كيفية حدوث الانصهار تحديداً عام 2011.

في البداية، كان من المقرر أن تفحص طائرتان مسيّرتان المنطقة المحيطة بالجزء الخارجي من هيكل الدعم الرئيسي للوعاء، المعروف باسم القاعدة، قبل اتخاذ القرار حول إمكانية إرسال بقية المسيّرات إلى الداخل لفحص المناطق التي لم تستطع المسابير السابقة بلوغها.

تقع القاعدة أسفل قلب المفاعل النووي مباشرةً. لهذا يأمل المسؤولون أن يصوروا شكل قاع قلب المفاعل، حتى يعرفوا كيف تسرب الوقود مرتفع الحرارة إلى هناك في عام 2011.

بينما لا يزال هناك نحو 880 طناً من الوقود النووي المنصهر شديد الإشعاع داخل المفاعلات المتضررة الثلاثة. ويقول النقاد إن الهدف الذي وضعته الحكومة وشركة الكهرباء لتنظيف المحطة، خلال فترةٍ تتراوح بين 30 و40 عاماً، هو هدف مفرط في التفاؤل. إذ يختلف شكل الضرر في كل مفاعل، ولهذا يجب صياغة خطط مختلفة لمواكبة وضع كل مفاعل على حدة.

تحميل المزيد