كشفت مصادر خاصة لـ"عربي بوست"، الأربعاء، 28 فبراير/شباط 2024، عن "ضوء أخضر إيراني لحزب الله" بالتصعيد العسكري مع "إسرائيل"، ولكن في حال بدء الاحتلال اجتياحاً برياً لمدينة رفح جنوبي غزة، خشية أن يكون جنوب لبنان هو التالي بعدها، موضحة تفاصيل متعلقة بالتجهيزات للمعركة، وسط معلومات للحزب تؤكد نية إسرائيلية شن حربٍ ضده.
قالت المصادر الإيرانية رفيعة المستوى، وأخرى لبنانية مقربة من حزب الله اللبناني، إن الحزب قام بإبلاغ قادة الحرس الثوري، بأنه أصبح متأكداً من نية إسرائيل شن هجوم كبير على لبنان، وذلك بعد الانتهاء من عمليتها التي لم تبدأها بعد في رفح.
ناقش الأمر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، مع قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، بحسب المصادر، التي قالت إن الأخير "عبر عن ضوء أخضر إيراني لحزب الله بالرد على إسرائيل".
ضوء أخضر إيراني لحزب الله
حول تفاصيل اللقاء بينهما، أفاد مصدر من الحرس الثوري الإيراني لـ"عربي بوست"، شريطة عدم الكشف عن هويته، بأن قائد فيلق القدس زار العاصمة اللبنانية بيروت، الإثنين 26 فبراير/شباط 2024، واجتمع مع حسن نصر الله وقادة حزب الله اللبناني، لمناقشة آخر التطورات، لا سيما عقب التوترات التي حصلت إثر الغضب في طهران بسبب "عملية صفد" دون التنسيق مع طهران.
في 14 فبراير/شباط 2024، أعلنت وسائل الإعلام العبرية، أن شخصاً قتل وأصيب 7 آخرون جرّاء سقوط صواريخ أطلقت من جنوب لبنان على منطقة صفد شمال الأراضي المحتلة.
أغضب الهجوم الذي قام به حزب الله، طهران، إلى حد ما، لا سيما أنها تطالب الحزب بـ"سياسة الصبر الاستراتيجي" أمام الاستفزازات الإسرائيلية والأمريكية، بحسب المصادر الإيرانية التي تحدثت لـ"عربي بوست".
فيما يتعلق أيضاً باجتماع قاآني ونصر الله، قالت المصادر إن اللقاء جاء بطلب من الأخير بـ"ضرورة عقد اجتماع طارئ مع الحرس الثوري لمناقشة ما تم التوصل إليه من معلومات، التي تشير إلى نية إسرائيلية جادة لشن هجوم واسع النطاق على لبنان وحزب الله".
بالنسبة لاحتمالية توقيت الهجوم الإسرائيلي على لبنان، قال المصدر من الحرس الثوري الإيراني: "حسن نصر الله أخبر قاآني بأن الهجوم من المحتمل أن يكون وشيكاً للغاية، في شهر رمضان على الأرجح، أو مع اجتياح إسرائيل لمدينة رفح".
مصدر دبلوماسي إيراني آخر مقرب من حزب الله اللبناني ومطلع على هذا الاجتماع، أكد المعلومات ذاتها، وقال لـ"عربي بوست": "نصر الله يقول إنه متأكد تماماً من نية تل أبيب شن هجوم واسع على لبنان، وطلب من قاآني إعطاءه الحرية الكاملة في كيفية الرد، والمساعدة في تجهيز الحزب لمواجهة هذا الهجوم المرتقب، بضوء أخضر إيراني لحزب الله في مواجهة إسرائيل".
إسماعيل قاآني "يؤيد" تصعيد حزب الله مع إسرائيل
فيما يتعلق برد الحرس الثوري الإيراني على ما تمت مناقشته في اجتماع إسماعيل قاآني بحسن نصر الله، يقول المصدر الإيراني من الحرس الثوري: "قاآني يرى منذ بداية التصعيد الإسرائيلي مع حزب الله، ضرورة أن يكون للحزب رد حاسم، لكن المرشد الإيراني علي خامنئي كان يعارض ذلك".
لكنه أوضح أنه "في الاجتماع الأخير في لبنان، وافق قاآني على ضرورة استعداد الحزب للهجوم الإسرائيلي المحتمل، وضرورة أن يكون الرد على تل أبيب قاسياً"، وأنه بذلك حصل نصر الله على ضوء أخضر إيراني لحزب الله للرد على الاحتلال الإسرائيلي.
وسبق أن أكدت مصادر إيرانية مطلعة لـ"عربي بوست"، في تقرير سابق، أن القيادة الإيرانية العليا تعارض تورط حزب الله اللبناني في صراع واسع النطاق مع إسرائيل، وأن تكون نتيجته سلبية على الحزب.
لكن في الوقت ذاته، كان قادة الحرس الثوري الإيراني وقائد فيلق القدس إسماعيل قاآني، يرون أنه من الضروري أن يرد حزب الله اللبناني بقوة على الهجمات والاغتيالات الإسرائيلية لقادة الحزب والمدنيين اللبنانيين، "لكيلا يعتقد الإسرائيليون أن حزب الله ضعيف أمامهم"، بحسب ما أكدته المصادر الإيرانية.
بشأن اجتماع نصر الله وقاآني أيضاً، أفاد مصدر آخر من الحرس الثوري الإيراني بأن "رد قاآني جاء حازماً، بأنه لا بد لحزب الله أن يستعد بشكل كامل لهجوم واسع من إسرائيل، والتخطيط للرد المناسب على هذا الهجوم، الذي يتوقعه حسن نصر الله".
بحسب المصدر ذاته، فقد أبلغ إسماعيل قاآني القيادة الإيرانية العليا في طهران بقرار حزب الله اللبناني، بضرورة الاستعداد لصراع أوسع مع إسرائيل، والخطط التي طرحها قادة حزب الله اللبناني للرد في حالة شن تل أبيب هجوماً واسعاً على لبنان بعد اجتياحها رفح جنوبي غزة.
المزيد من الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله
في الاجتماع الذي جمع إسماعيل قاآني، بحسن نصر الله، أكدت المصادر أنه "تم الاتفاق على إرسال المزيد من الأسلحة الإيرانية الحديثة إلى حزب الله، لرفع كفاءة تسليحه في مواجهة الهجوم الإسرائيلي المحتمل.
في هذا الصدد، يقول مصدر من الحرس الثوري الإيراني، الذي كان حاضراً لهذا الاجتماع، لـ"عربي بوست": "طلب حسن نصر الله من قاآني إرسال المزيد من الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى إلى لبنان، بالإضافة إلى طائرات من دون طيار وأنظمة مراقبة واتصال".
بحسب المتحدث الذي طلب عدم كشف هويته، فإن قاآني "وافق على طلبات حسن نصر الله، وأمر قادة الحرس الثوري الإيراني في سوريا بفتح مخازن الأسلحة الإيرانية، أمام حزب الله اللبناني، دون حساب أو تعليمات مسبقة".
وبالاضافة إلى ما ذكره المتحدث عن الأسلحة التي سيتم إرسالها إلى حزب الله اللبناني، قال المصدر الدبلوماسي الإيراني المقرب من حزب الله لـ"عربي بوست"، إنه "في الأيام القليلة المقبلة سيتم إرسال شحنات كبيرة من الأسلحة إلى حزب الله في لبنان من سوريا".
أكد أيضاً أن "الأسلحة التي طلبها حسن نصر الله أغلبها حديثة، من الإصدارات الإيرانية الجديدة، خاصة الصواريخ البالستية والصواريخ المضادة للطائرات والمدرعات".
أسلحة روسية إلى حزب الله
على صعيد متصل، كشفت المصادر الإيرانية، عن أن الأسلحة التي سيتم إرسالها لحزب الله في لبنان، تتضمن أيضاً أجهزة اتصالات ومراقبة وأجهزة تشويش روسية عبر سوريا.
قال مصدران من الحرس الثوري الإيراني لـ"عربي بوست": "ستقوم روسيا بتزويد حزب الله بسفن مراقبة، وصواريخ مضادة للسفن أيضاً، وهذا ما كانت تناقشه معها طهران منذ فترة طويلة".
يأتي ذلك بعد أن وافقت طهران على إرسال الصواريخ الإيرانية إلى موسكو، بعد مماطلتها خشية تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة والغرب.
لكن المصادر الإيرانية قالت إن إيران باتت ترى أن التعاون العسكري مع موسكو ستكون له آثار إيجابية على دعم روسيا لمحور المقاومة الذي تقوده طهران في المنطقة.
يشار إلى أن حرباً مصغرة تتنامى بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله محطمةً الكثير من "قواعد الاشتباك"، المتفق عليها بين الجانبين في سياق القرار الدولي 1701 الصادر عام 2006 عن مجلس الأمن الدولي، الذي يتلخص في أن أي رد يكون مقابله رد مماثل.
تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل يأتي على إثر الحرب في غزة، التي تشهد عدواناً إسرائيلياً مدمراً، استشهد على أثره نحو 30 ألف فلسطيني حتى الآن، غالبيتهم من الأطفال والنساء، في حين يؤكد الحزب أنه سيتوقف عن ضرباته ضد الاحتلال في الوقت الذي يتوقف فيه الأخير عن حربه على قطاع غزة المستمر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
بموجب إرشادات موقع “عربي بوست”، نستخدم المصادر المجهولة للمعلومات التي تأكدنا من مصداقيتها من خلال مصدرين موثوقين على الأقل. يرجى تفهم أن المصادر غالباً تخشى على وظائفها أو سلامتها.