قطعوا جزءاً من أذنه وطلبوا منه التوجه إلى الجنوب عارياً! شهادة صادمة لفلسطيني عذّبه جنود الاحتلال بغزة

عربي بوست
تم النشر: 2024/02/28 الساعة 15:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/02/28 الساعة 15:49 بتوقيت غرينتش
عشرات الفلسطينيين تعرضوا للتعذيب والتنكيل من جنود الاحتلال بغزة/ الأناضول

وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الأربعاء 28 فبراير/شباط 2024،  شهادة صادمة لفلسطيني عذّبه جنود الاحتلال بطرق سادية، ووفقاً لإفادته فقد قاموا بقطع جزء من أذنه، وطلبوا منه التوجه إلى جنوب القطاع وهو عارٍ بعد استخدامه كدرع بشري.

تعذيب جيش الاحتلال الإسرائيلي لفلسطينيين في قطاع غزة بطرق سادية، من خلال تعمّده إيقاع أذى نفسي وجسدي شديد وترك آثار فارقة على أجسادهم بعد اقتحام منازلهم ومراكز الإيواء، أو في الطرقات والممرات الإجبارية للإخلاء من دون مبرر.

الأورومتوسطي أكد في بيان له أنه تلقى شهادات صادمة وأجرى مقابلات شخصية مع ضحايا ممارسات تعذيب وحشية اتخذت طابع السادية خلال عمليات الاحتجاز والتحقيق واستجواب فلسطينيين من قطاع غزة، تركت آثاراً وندبات عميقة وعديدة على أجسادهم وصحتهم الجسدية والنفسية، حيث مورست تلك الاعتداءات فيما يبدو بدافع الانتقام ومعاقبتهم على نحو جماعي لكونهم فلسطينيين، بحسب الشهادات التي جرى توثيقها.

شهادة صادمة لفلسطيني استخدمه جنود الاحتلال كدرع بشري

المرصد وثّق شهادة صادمة لفلسطيني من مدينة غزة، تعرض للتنكيل والتعذيب من جنود الاحتلال بعد استهدامه كدرع بشري.

قال "رمضان شملخ" (21 عاماً) من سكان حي الزيتون في غزة، لفريق الأورومتوسطي إن الجيش الإسرائيلي اعتقله تعسفيّاً واستخدمه كدرع بشري على نحو يخالف القانون الدولي، قبل أن يتناوب الجنود على تعذيبه بممارسات غير إنسانية، تركت على وجهه وجسده ندوباً غائرة وآثاراً يُتوقع ألا يزول بعضها أبداً، بما في ذلك قطع جزء من أذنه. 

شهادة صادمة لفلسطيني قال فيها إن جنود الاحتلال قطعوا جزءا من أذنه/الأناضول
شهادة صادمة لفلسطيني قال فيها إن جنود الاحتلال قطعوا جزءا من أذنه/الأناضول

أشار "شملخ" إلى أن قوة من الجيش الإسرائيلي داهمت منزلهم خلال وجوده مع شقيقه "أحمد"، الجريح منذ عام 2014، وثلاث شقيقات. وعلى الفور، شرعوا بضربه مع شقيقه بعنف، وتركز الضرب على موقع إصابة شقيقه في بطنه حتى تسببوا بانفتاح جرح الإصابة.  

ذكر "شملخ" أن الجنود نقلوا أشقاءه إلى مكان مجهول، وأبقوه محتجزاً، حيث استمروا في تعذيبه واقتادوه إلى إحدى الدبابات قبل أن يعيدوه إلى المنزل، ويطلبوا منه تأمين الشقق العلوية في البناية. 

بعد تأمين الشقق، انهالوا عليه بالضرب الشديد، وألقوا عليه الحجارة، وأجبروه على الاستلقاء على بطنه وألقوا حجارة على رجليه، فيما أخرج أحد الجنود سكيناً وبدأ بجرح أصابعه وأظافره، قبل أن يضع السكين على أذنه ويقطع جزءاً منها، ثم يضع مقدمتها داخل أذنه، قبل أن يجري ضربه بكرسي كان موجوداً في المكان، إضافة إلى ضربة بـ"مقلاية حديدية"على رأسه.

طلبوا منه التوجه إلى الجنوب عارياً

قال "شملخ": "بعدها أنزلوني للطابق الأول، وجاء محقق وبدأ باستجوابي وسط ضرب مبرح وشديد، بما في ذلك على وجهي، رغم تأكيدي المتكرر أنني مدني، وبعدما انتهوا من ضربي وتعذيبي، الذي استمر لساعات وترك ندوباً وجروحاً غائرة في وجهي، خاصة أسفل عيني وعلى أصابع يدي وأظافري (عاين طاقم الأورومتوسطي عشرات الجروح والندوب على وجهه وجميع أصابع يديه وأظافره)، طلبوا مني وأنا عارٍ من ملابسي، باستثناء الملابس الداخلية، أن أغادر المنزل دون أخذ أي شيء، وطلبوا مني التوجّه إلى الجنوب عبر شارع صلاح الدين".

الاحتلال أعدم عشرات الفلسطينيين في قطاع غزة/معاريف
الاحتلال أعدم عشرات الفلسطينيين في قطاع غزة/معاريف

ذكر "شملخ" أنه حين وصل الحاجز الإسرائيلي على طريق "صلاح الدين"، أوقفه بعض جنود الجيش الإسرائيلي وسألوه عن سبب الآثار على جسده فأبلغهم أنها من الجنود، فاحتجزوه دون مبرر لمدة نصف ساعة وهو عارٍ في البرد، قبل أن يسمحوا له بالمغادرة.

حين وصل إلى منطقة النصيرات وسط قطاع غزة، شاهده شبان وزوّدوه بملابس ونُقل إلى مستشفى العودة لإجراء الفحوص وتلقي العلاج.

عشرات الفلسطينيين بغزة تعرضوا للتعذيب

أكد الأورومتوسطي أنه تلقى عشرات الشهادات عن تعرّض فلسطينيين للتعذيب والمعاملة اللاإنسانية لدى اقتحام الجيش الإسرائيلي منازلهم ومراكز النزوح والأحياء التي يوجدون بها، بما في ذلك الضرب المبرح والإساءة والإذلال، إلى جانب المس بكرامتهم الشخصية، مشيراً إلى أنه رصد تعمّد الجنود ترك آثار وعلامات لا تزول بسهولة على أجساد الضحايا، وممارسة مستوى ساديّاً من التعذيب ضدهم.

شهادة صادمة لفلسطيني قال فيها إن الاحتلال أجبره على التعري والنزوح إلى الجنوب/ الأناضول
شهادة صادمة لفلسطيني قال فيها إن الاحتلال أجبره على التعري والنزوح إلى الجنوب/ الأناضول

جدد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان دعوته إلى أليس جيل إدواردز، مقررة الأمم المتحدة الخاصة، المعنية بمسألة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، إلى التحقيق الفوري فيما يتعرض له الفلسطينيون من انتهاكات جسيمة وجرائم خطيرة، ورفع التقارير بشأنها، تمهيداً لعمل لجان التحقيق وتقصي الحقائق والمحاكم في النظر والتحقيق وإجراء المحاكمات بشأن الجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين قطاع غزة.

كما طالب الأورومتوسطي بالإعلان عن تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة خاصة بالجرائم المرتكبة خلال الهجوم العسكري الأخير على قطاع غزة، بالتوازي مع تمكين "لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وفي إسرائيل" التي تم تشكيلها عام 2021 من القيام بعملها، بما في ذلك ضمان وصولها إلى قطاع غزة وفتح التحقيقات اللازمة في جميع الجرائم والانتهاكات المرتكبة ضد الفلسطينيين في القطاع.

تحميل المزيد