قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، إن إيصال المساعدات "مسألة حياة أو موت" بالنسبة لأطفال غزة، في ظل حرب الإبادة والتجويع الإسرائيلية المستمرة منذ أشهر على القطاع، بينما قال الأمين العام للأمم المتحدة إن الهجوم المتوقع على رفح سيكون "المسمار الأخير" بنعش مساعدات غزة.
منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة يعاني القطاع من شح إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود جراء قيود الاحتلال الإسرائيلي، مما تسبب في كارثة إنسانية غير مسبوقة وباتت مناطق عديدة في القطاع على شفا المجاعة، وفقاً للأمم المتحدة.
الموت يهدد أطفال غزة
حيث قالت اليونيسف في منشور عبر منصة "إكس" الإثنين 26 فبراير/شباط 2024، إن "إيصال المساعدات هي مسألة حياة أو موت للأطفال في غزة".
كما أكدت أن "الاحتياجات الفورية هائلة من مياه وغذاء ودواء ووقود" في القطاع. وشددت على أن "وقف إطلاق النار الإنساني الفوري يوفّر أفضل فرصة لإنقاذ الأرواح وإنهاء المعاناة" في غزة.
من جهته، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الإثنين، من أن الهجوم الإسرائيلي المحتمل على مدينة رفح، حيث يقيم مئات آلاف النازحين الفلسطينيين جنوب غزة، "سيكون المسمار الأخير في نعش برامج المساعدات" المقدمة للقطاع المحاصر منذ أشهر.
حيث قال غوتيريش في كلمة له أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف، إن "رفح هي جوهر عملية المساعدات الإنسانية، والأونروا (وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) هي العمود الفقري لهذا الجهد".
فيما حذّر من أن "أي هجوم إسرائيلي شامل على المدينة لن يكون مرعباً لأكثر من مليون مدني فلسطيني لجأوا إليها فحسب، بل سيضع المسمار الأخير في نعش برامج المساعدات التي نقدمها".
بينما كرر غوتيريش دعوته "لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن". وشدد على أن مجلس الأمن الدولي غالباً ما يكون "في طريق مسدود، وغير قادر على التصرف بشأن قضايا السلام والأمن الأكثر أهمية في عصرنا".
انتقاد مجلس الأمن
كما اعتبر غوتيريش أن "افتقار المجلس إلى الوحدة بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا، والعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة"، في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على بلدات إسرائيلية محاذية للقطاع، "قوّضت أو ربما قضت على سلطته".
في معرض التشديد على أن مجلس الأمن يحتاج إلى "إصلاح جاد" لمكوناته وأساليب عمله، قال: "نحن بحاجة ماسّة إلى التزام جديد بجميع حقوق الإنسان (المدنية والثقافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية) كونها تنطبق على السلام والأمن، مدعومةً بجهود جادة في التنفيذ والمساءلة.
أضاف غوتيريش: "علينا أن لا نصبح غير مبالين بالانتهاكات المروّعة والمتكررة للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان". وقال إن قمة "المستقبل"، حيث سيُناقش جدول الأعمال الجديد للسلام في سبتمبر/أيلول المقبل "ستكون فرصة لتجديد الالتزام هذا".
رغم إصدار محكمة العدل الدولية في 26 يناير/كانون الثاني الماضي، أوامر مؤقتة لإسرائيل في قضية "الإبادة الجماعية" التي رفعتها جنوب أفريقيا، إلا أن تل أبيب تواصل يومياً تحدي هذه الأوامر عبر سياسات وإجراءات عسكرية تزيد المعاناة الكارثية لنحو 2.3 مليون فلسطيني بقطاع غزة، وفقاً لمصادر محلية وأممية.
تشمل هذه السياسات استمرار شن هجمات مكثفة وعشوائية على غزة، وتقليص المساعدات الإنسانية الشحيحة أصلاً، ومواصلة الاجتياحات البرية في مناطق سكنية، والاعتداء على مستشفيات، ضمن حرب مدمرة مستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.