استهلم رئيس وزراء حكومة ولاية هندية، من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، أساليب لمواجهة احتجاجات المزارعين، بحسب ما كشف موقع Middle East Eye البريطاني، الأحد 25 فبراير/شباط 2024.
حيث استخدمت القوات الحكومية في إحدى الولايات الهندية الطائرات المسيَّرة في إطلاق الغاز المسيل للدموع لمواجهة احتجاجات المزارعين، الذين يطالبون بأسعار أغلى لبيع محاصيلهم.
فيما قال الموقع البريطاني إنه اطلع على وثائق خاصة بسياسات الولاية وبيانات ومواد صحفية، تشير إلى أن رئيس وزراء حكومة ولاية "هاريانا"، مانوهار لال خطار، وإدارته قد عملوا خلال السنوات الست الماضية على نقل تكتيكات شرطة الاحتلال وأساليب الجيش الإسرائيلي في قمع الفلسطينيين، واستنساخها في التعامل مع المواطنين داخل ولاية هاريانا.
وقد أثارت قوات الولاية غضب المواطنين الأسبوع الماضي حين استخدمت الطائرات المسيّرة لإطلاق الغاز المسيل للدموع على المزارعين الذين حاولوا الخروج في مسيرة احتجاجية من ولايتي البنجاب وهاريانا إلى العاصمة الهندية نيودلهي.
ويطالب المزارعون بزيادة الحد الأدنى لأسعار 20 محصولاً ينتجونها في أراضيهم، ومساعدتهم بذلك في تحسين دخولهم المتدنية. واحتج المزارعون كذلك على نقض حكومة الولاية وعدَها السابق بالتنازل عن القروض التي يتعذر سدادها بعد تداعيات جائحة كورونا.
تقع ولاية هاريانا على بُعد نحو 160 كيلومتراً شمال غرب نيودلهي، وقد نشرت سلطات الولاية في البداية أسلاكاً شائكة على الطرق، وأقامت حواجز خرسانية، وأرسلت مركبات معبأة بجنود الشرطة لردع المزارعين عن السير إلى العاصمة، لكنها حذّرت في 8 فبراير/شباط من أنها ستستخدم الطائرات المسيَّرة للتعرف على من أسمتهم بـ"المحرضين" من بين المتظاهرين، وأنذرت شرطة الولاية المزارعين بأنها ستُبطل جوازات سفر من يشارك منهم في الاحتجاجات.
وتصاعد الخلاف في 13 فبراير/شباط بعد أن انهارت المحادثات بين المزارعين والحكومة، واستخدمت قوات شبه عسكرية طائرات مسيَّرة لإطلاق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين، موقعةً مئات الإصابات بينهم. وزعمت تقارير أن القوات الهندية أطلقت كذلك الرصاص المطاطي على المتظاهرين. وأُعلن عن إصابة 3 مزارعين بالعمى الدائم، بعد إصابتهم بالكريات في الوجه والجبهة. ولكن لا يُعرف بعد ما إذا كانت شرطة هاريانا أم القوات شبه العسكرية هي التي استخدمت هذه الذخيرة.
وقال إنديرجيت، وهو مزارع من هاريانا، لموقع MEE: "لا نعرف شيئاً عن العلاقات بين إسرائيل و[حكومة ولاية] هاريانا، لكننا نعلم أن هاريانا "صارت مكاناً لا رحمة فيه"، وأن حكومتها "بلغت من شدة القمع لشعبها أن صارت تستخدم طائرات مسيّرة لإسقاط الغازات السامة على المزارعين المُسنين".